اعتبر الربيع العربي من سنن التغيير .. الرشاد يستضيف المفكر السعودي حسن الحميد في جلسة حوارية بأمانة العاصمة
الرشاد/ خاص
استضاف اتحاد الرشاد اليمني في مقره مساء اليوم 17-6-2013م المفكر السعودي الدكتور/ حسن بن صالح الحميد، الأستاذ في جامعتي القصيم وأم القرى في لقاء بعنوان “سنن التغيير”.
وفي اللقاء الذي حضره عدد من أعضاء اتحاد الرشاد تحدث د/ حسن الحميد عن التغيير وأهميته في الحياة وأنه سنة كونية منذ أن خلق الله الكون، وقال الحميد: “على الرغم مما رأيناه؛ بعض الأنظمة العربية والطغاة والمتكبرين وأصحاب الأموال الذين لا يريدون التغيير ولا يريدون تغيير الحالة التي هم فيها، إلا أن قانون التغيير جرى عليهم وهو في الواقع تغيير إجباري مبني على السنن الكونية ولأسباب موضوعية، وأسباب التغيير كثيرة”، وسرد الحميد أدلة وشواهد على سنة التغيير بما يفعله الطغاة حيث قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ، ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)، وقال: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)، وقال: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
ووصف الدكتور الحميد ثورات الربيع العربي بالقشة التي قصمت ظهر البعير، و بمثابة رأس جبل جليد جعله الله سبباً لانطلاق الدورة التاريخية الجديدة، بعد أن ظن الناس أن الواقع الذي يعيشونه لم يرتفع عنهم. واستطرد الحميد عن مشهد الربيع العربي حيث قال: “إن الربيع العربي هو في الواقع تغيير طبيعي، لكنه كان بمثابة المفاجأة للذين لا يدركون الطبيعة بذاتها، نجح الربيع العربي وهو تغيير بمعنى التغيير لأنه استوفى شروطه، ومن ضمن هذه الشروط والأساسية هو الحاضنة الشعبية”، وأضاف: “لم يكن نخبوياً أو انقلاباً عسكرياً أو رأي فئة بعينها، بل كان رأي غالبية الأمة من النساء والأطفال والشيوخ والشباب والرجال، ولهذا نقول يجب أن نعترف أن المجتمع هو من أحدث التغيير وليس النخب، وعلى النخب إذا أرادت أن تصوغ سياستها وبرنامجها ونظامها أن تنحني باحترام لتسمع رأي المجتمع بتواضع، ومن يتعامل مع المجتمع بالآلة القديمة أو يشغلهم بمشاريع وهمية لن ينجحوا، لن ينجح إلا من يعانق المجتمع”. وعن الشرط الثاني يقول الحميد: “التدرج بالتغيير وعامل الزمن مهم وفي غاية الأهمية؛ مهم في علاج الأمراض ولم الجراح وإصلاح ذات البين وحل المشكلات في تغيير القناعات والمجتمعات، والذين يتجاهلون عامل الزمن ويريدون الكعكة دفعة واحدة”.
وأكد على قاعدة -نصح بها الشباب- بأنه لا يستطيع أن يقود التغيير مستعجل ولا حاد الطباع ولا صائد، ولا يقود التغيير إلا إنسان واسع الصدر كبير الهمة صبور مؤمن بسنن التغيير، وأما الشرط الثالث فهو المعانقة الإيجابية لمظاهر التغيير وهي ضرورية، فهناك بعض الناس يريدون اختزال التغيير برأيه، والبعض يريد أن يقف في وجهة التغيير باعتباره عدواً لدوداً لابد من مقاتلته. والمعانقة الإيجابية هو النظر في الثغرات والفرص وتخطي العوائق.