انحراف الفلاسفة عن دين الإسلام
مقال الدكتور الشيخ /عبد الوهاب الحميقاني *
من أسباب انحراف الفلاسفة عن دين الإسلام وطعنهم فيه قديما
أن الفلاسفة تكلموا في علوم طبيعية وغيرها وعلوم إلهية
فاخطأوا في الإلهيات وأصابوا في كثير من الطبيعيات والرياضيات والعنصريات
فجاء بعض الفقهاء غير المتسلحين بالعلم الشرعي التام ولا بعلم المعقولات الصحيح
مع جهالة بعلوم الطبيعة والرياضة
فردوا كل ما جاء به الفلاسفة من حق وباطل واعتبروه مناقضا للشريعة
ولعدم معرفة الفلاسفة بحقيقة الإسلام ونصوصه وأحكامه
ظنوا أن ما قاله هؤلاء الفقهاء هو نفسه الإسلام
فاتخذوا موقفا من الإسلام آل إلى مسلكين
المسلك الاول
اتجه إلى التجهيل
أي اعتبروا ما جاءت به النبوات والإسلام جهل وخرافات
وزعموا أن الفيلسوف أعلم من النبي
والمسلك الثاني
اتجه إلى التخييل
وهم فلاسفة اقتنعوا بالإسلام جملة لكن لمقالات الفقهاء الذين ردت صريح ما يعقله الفلاسفة
اتخذوا مسلكا تحريفيا للإسلام ليتلائم مع فلسفتهم
وهو مذهب التخييل
بأن ما كل جاء به الإسلام والنبوات مجرد تخييلات تقريبية للعامة لاحقائق موجودة كالملائكة بمعنى الخير والشياطين بمعنى الشر لدفع الناس إلى الخير وزجرهم عن الشر فحسب
وكلا مذهبي التجهيل والتخييل منحرفان مخطئان
لكنهما متجددان في حياتنا ما تجددت الإنحرافات والخرافات باسم الإسلام ونسبة ذلك إليه
ولذا ما نراه اليوم من نتوءات من بعض أبنائنا برزت ك
إلحاد
أو طعن في الرسول
أو طعن في السنة
أو طعن في الصحابة
أو تشكيك في أحكام الإسلام
أو نفرة من التدين العام
له أسباب ترجع إلى ذات المرء بمسؤوليته الشخصية العقلية والمعرفية والتي بموجبها يتحمل عند الله انحرافاته تلك ولا عذر له في ذلك لأن الله أعطاه عقلا وقوى إدراك وحس يستطيع ان يبذل جهده لمعرفة الحق من الباطل
إلا أن انحرافه غذته أيضا أسباب خارجه عنه
منها حرب التشكيك والتشويه والتحريف للإسلام والذي تقوم به دول كبرى بإمكانيات ومراكز ومنصات إعلام وأقلام وعمائم فولتيرية في إطار حربها على الإسلام لصد المسلمين والناس عن دين الإسلام
وإلى أسباب في حملة الإسلام أنفسهم
منها تقديم بعض دعاة الإسلام
للإسلام إلى الناس بالكلمة لكن على طبق مشوه
ملوث بعنف ألفاظهم وتعالمهم وضعف تأصيلهم وبغيهم على مخالفهم مع نسبة كثير من الخرافات للدين والدفاع عنها باسم الله
وتقديم الإسلام للبشرية دينا ظالما طبقيا جاهليا
حتى أن بعض المتحمسين من الدعاة لسان حاله في دعوته لمخالفه
إن لم تتبع قولي فأنت ضد الله
خلطا منه بين الإسلام المنزل والإسلام المؤول والإسلام المبدل ورأيه الإنساني الاجتهادي
وجعله كله حزمة واحدة كلاما لله ولرسوله
فضلا عن ما تقوم به الجماعات البدعية المنتسبة للمسلمين
من تصوف وتشيع وداعشية بتقديم الإسلام للناس
بحفلة تقبيل ركب أو مليشيات قتل ونهب وصرخة
أو تفجير وقتل عام
وغير ذلك من الأسباب والتي لا تعفي أي شخص عن مسؤوليته في انحراف نفسه
لكنها أيضا لا تعفي الدعاة عن مسؤلية دعوتهم إلى الله وكيف يدعون
فهم أطباء روح يلزمهم التأهل في طبهم والرحمة بمريضهم
ومن تطبب بجهل أو بعنف ضمن ما أتلف
وقبل ذلك فليعلموا أن الله سيسألهم عن من دعوهم
ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ٠
*امين عام اتحاد الرشاداليمني