معــــــــذرةً لكـم أيهــا المُهجــّــــــرون
*بسام الشجاع
صحيح أن التاريخ سيكتب أنكم أخرجتم من دياركم وأموالكم في زمن أدعياء التعايش السلمي وفي بلد الحكمة والإيمان إلا أن خروجكم سيكون لعنة تطارد أولئك الذين سرقوا البسمة والحلم من وجوه الصغار. عذراً دماج رحل أهلكم وهم يحملون جراحهم، تثعب دماً من جراء حرب لا يعرف أهلها رحمة ولا إنسانية . عذراً لأولئك الذين سالت دمائهم وأزهقت أروحهم مدافعين عن الكرامة والأعراض عذراً للرجال الذين ما فتئوا يتعلقون بدور العلم ويغوصون في أمهات الكتب عذراً لهم وهم يتيهون في غياهب الصحراء بحثاً عن مكان يأرزون إليه يبحثون عن الأمن والأمان. حالهم كحال نبي الرحمة حين رحل عن أحب البقاع إلى قلبه. عذراً للنساء اللائي فقدن القريب والحبيب عذراً لهن وهن يتنقلن من غصة الفراق وفقد الأحباب إلى غصص التهجير والإبعاد . عذراً للأطفال الذين جاعوا طيلة أيام الحصار عذراً لهم يوم فقدوا الحليب والألعاب وأفزعهم صوت الإرهاب. عذراً للشيخ الذي أبيض شعره واحدودب ظهره ودنا موعد لقائه بربه. عذراً للمنازل والمزارع والمدارس عذراً للمكتبة والمسجد. عذراً لك أيها الطير المغرد فلن تسمع بعد اليوم سوى نباح الصرخة إذ ذهب اللاهجون بالمحامد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس دائرة الاعلام والثقافه