كتابات
مات صالح ، لكن الدروس والعبر لم تمت
بقلم / محمد بن موسى العامري
بعد تقديم حق العزاء والمواساة لأسرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجميع أنصاره من أعضاء المؤتمر الشعبي العام ومحبيه من أفراد الشعب اليمني، سائلاً الله الرحمة والمغفرة لجميع من قضى نحبه وغدر به على يدي هذه العصابة الميشاوية الآثمة .
أسجل الآتي :-
أولا:-
لقد طويت حقبة طويلة من مسيرة الرئيس السابق حافلة بالدروس والعبر بما فيها من المحاسن والمساوئ وسيكون فيها مجالا واسعا للدراسات والتدوين لكل فصولها ومحطاتها شاهدة لكل من عاصرها وشارك في صناعة أحداثها بما قدم وأخر فيها ولن يكون صالح صانعها الوحيد -مهما نزه الشركاء والأعوان والمحيطون به أنفسهم وتنصلوا من مساوئها- وإن كان على رأسها وحامل لوائها بكل تأكيد لكن شركاؤه في خيرها وشرها كثير وهم ما بين مقل ومكثر ومستمر ومستغفر.
ثانيا:-
أدرك الرئيس السابق بلا شك في نهاية أيامه فداحة الكارثة التي وقع فيها بتحالفه مع جماعة الحوثي العنصرية وخطيئة التسهيلات العسكرية والحاضنة الاجتماعية والغطاء السياسي الذي وفره لهذه المليشيات الانقلابية مقابل الغبن الفاحش الذي منى به وأصحابه من جهتهم والاقصاء مع الاذلال الممنهج طيلة تحالفه معهم فيمم وجهه شطر الحاضنة الطبيعية العربية للشعب اليمني ودعا أنصاره وعامة الشعب اليمني إلى النهوض في وجه عدوان الميليشيات الحوثية وقدم في سبيل ذلك دمه قربانا لموقفه هذا.
وهذا بلا شك موقف محمود مشكور بغض النظر عن التفسيرات والدوافع فالرجل كما يعرفه الجميع يجيد التنقل وتغيير التحالفات لكن مآل هذا التوجه الختامي بلا ريب في صالح الشعب اليمني وفي مصلحة مواجهة مشروع إيران الصفوي الإمامي العنصري ولا أدل على ذلك من إعلانه الصريح فك الارتباط معهاومناهضتها في جميع البلاد مع مسارعتهم إلى التخلص منه وتصفيته بتلك الطريقة الانتقامية المصحوبة بضغائنهم التي لا يمكن أن يتنصلوا منها.
ثالثا:-
بما أن شعبنا اليوم لا يزال يعاني من تغوغل هذه العصابة الحوثية المسنودة من قبل إيران الفارسية ضد هوية شعبنا العزيز وعروبته ونظامه الجمهوري وثورته فإن ما يقوم به البعض من الكتاب والناشطين من تعداد مناقب الرئيس السابق إضافة إلى كونه مخالفا للمنهج الشرعي في مراعاة خواتم الأعمال ونهاياتها فإنه قطعا يصب في مصلحة العدو المتربص لتبرير جرائمه والذي يراهن دائما على تفكيك المجتمع وشرذمته ونشر الفرقة في أوساطه ليتسنى له تمرير مخططاته في غفلة الناس .
رابعا:-
للرئيس السابق محبون وأنصار وحزب متجذر في واقع الحياة اليمنية وهؤلاء طيف واسع من الناس ومشارب متعدده ويتمثل ذلك في حزب المؤتمر الشعبي العام ومن تبقى من قيادات الحرس الجمهوري ومشايخ ونخب اجتماعية شتى ، وهؤلاء يمثلون كتلة كبيرة جدا في شعبنا ومنهم من فارقه منذ بداية تحالفه مع الحوثي وتسهيله له للاستيلاء على السلطة وهم كثير من القيادات الواعية والمدركة لخطورة المشروع الإمامي وبعضهم في هرم السلطة ولهم تأثيرهم وهم رصيد لبناء الدولة الاتحادية والمحافظة على كيانها ووحدتها وجمهوريتها ومنهم من فارقه في منتصف الطريق بعد أن شعروا بتآمر الحوثيين عليهم وأنهم غير جادين في شراكتهم وعنصريون في نشاطهم ومنهم من تأخر حتى غير زعيمه الموقف وتوجه الوجهة الجديدة فليس من الحكمة ولا من السياسية الشرعية أن تستفز هذه الشريحة الواسعة وتسلم إلى عدو الشعب الكارثي على عقيدته ومصيره بل الواجب هو استيعابهم وترك التشفي بما حصل بهم ورص الصفوف معهم في هذه المعركة المصيرية التي أدرك الجميع من أبناء الشعب اليمني أنهم جميعا قد وقعوا في شرك هذه العصابة وأنها قد استغلت اختلافاتهم وتفرقهم ونفذت من خلالها إلى السعي في غفلة من الزمن والتسلل لعودة الشعب إلى عهود الكهنوت والشعوذة والخرافة واستعباد ابناء اليمن الأحرار.
كل ما سبق يدعونا اليوم إلى تغليب روح التسامح رغم الجراحات والآلام والتسامي عن الضغائن والأحقاد التي أوصلتنا إلى هذه الحالة من التردي في جميع المجالات والعمل صفاً واحداً وتشابك الأيدي والتناصر لصد عدوان هذه المليشيات المتآمرة .
وإنني على يقين وثقة بالله سبحانه وتعالى أن ما يقضيه الله ويجريه من الأقدار لهو خير لشعبنا الكريم المشهود له بالإيمان والحكمة كما أنني واثق أن الدروس والعبر قد استوعبت لدى كثير من اليمنيين لمعرفة سبيل هذه الفئة الضالة وحقيقة المؤامرة التي حيكت خيوطها في طهران وقم ولبنان وبضرورة التوجه إلى مناهضتها وبناء دولة عادلة يجدون فيها حقوقهم وتحميهم وترعى حرياتهم تحت مظلة القيادة الشرعية المعترف بها وبمساندة أشقائهم وجيرانهم في التحالف العربي وعلى رأسهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية التي قدمت الكثير لشعبنا بما في ذلك دماء زكية سقطت شهيدة على أرض اليمن في مواجهة مشروع الخيانة الإيراني الذي يستهدف اليمن والمنطقة بأسرها.
والله من وراء القصد .
محمد بن موسى العامري
رئيس اتحاد الرشاد اليمني