حتى نعود إلى الله
بقلم / محمد شبيبه
هذا الوباء الأليم أصاب المسلم والكافر، ولم يستثنِ أحدا
اختطف المرأة والرجل، والكبير والصغير
لذلك إنْ كُنّا نحمل أنفسًا رحيمةً وتدينًا صحيحًا فمن الطبيعي أن نلجأ إلى الله ليرفع عنا وعن جميع خلقه ما ألمّ بنا وبهم، ونرجوه أن يلّطف بنا وبهم، وأن يرحم ضعفنا وضعفهم.
ولو أن هذا الوباء اقتصر على خنق جبابرة الأرض من الكفار ، واستهدف المجرمين الذين يمطرون الشعوب بأسلحة الدمار الشامل، ويتدخلون في شؤنها، ويسعون في الأرض فسادًا،
يضطهدون الأقليات، ويغذون الصراعات!!
لقلنا: اللهم اقطع دابرهم، وزدهم وباءً إلى وبائهم، وكورنهم ولاتبق منهم أحدًا .
لكن أن نشاهد المواطن البسيط في أرياف أوربا، أو مقاطعات الصين، وهو يتخبط في مرضه ثم نتشفى به، ونُظهر السرور لمصرعه، ونزعم أن الله أراد أن ينتقم من هذا الأعزل لينصر دينه، أو يردع جبابرة الأرض عن ما وقع على أيديهم من مظالم فإن هذا في ظني يتنافى دينًا مع التدين الصحيح، ويتنافى خلقًا مع هدي من زار اليهودي حين مرض ليواسيه ويطمئن على صحته ويتمنى له العافية ، ويتنافى أيضا مع خُلُقه صلى الله عليه وسلم حين أمر ثمامة بن أثال ليرفع حصاره عن كفار قريش ويترك لهم استيراد الحنطة والمواد الغذائية من بلاده .
ألا ما أجمل الإسلام الذي أخبرنا أن أمرأة كانت تمارس الرذيلة دخلت الجنة لأنها رقَّت لكلبٍ بلغ به العطش مبلغه فسقته فشكر الله لها وأدخلها الجنة
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
إن هذا المرض والله أعلم وأحكم أرسله الله علينا جميعا لنعرفه ونرجع إليه، ولنعلم أن الكون كونه، والعباد كلهم في قبضته، وأننا بكل امكانياتنا وتطورنا ضعفاء لا حول لنا!
لقد تُهنا كثيرًا، ونسينا قوة الله، وأصبحنا نردد وللأسف (الله مع المدفع الكبير)
فكأن الله يقول لاكبير في ملكوتي، وسوف أدبكم جميعا لتعرفون من أنا ومن أنتم….!
لا أتقول على الله، وأعوذ به أن أقول عليه ماليس لي بعلم، وإنما هي خواطر وتأملات….
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما اثنيت على نفسك