كتابات
جبهة الحديدة بين خيارات تحركها والقيود
بقلم / محمد السمان
يتساءل الكثير لماذا في الوقت الذي لا تلتزم فيه مليشيا الحوثي باتفاق السويد(استوكهولم) ولم تقم بتنفيذ أي بند منه (سواء بتسليم الموانئ أو الانسحاب من الحديدة أو عدم تسليم الرواتب وزراعة الألغام و غيرها..) بل لم تكتف بالخروقات المتكررة في الحديدة عمدت إلى مزيد من التصعيد في جبهة مأرب التي لم تتوقف في محاولة منها لاقتحامها، في هذا الوقت يقول ويتساءل البعض لماذا تظل جبهة الحديدة ساكنة في ظل هذا التصعيد وهذا الصلف، وبينما تتحرك جميع الجبهات لتخفيف الضغط على مأرب تبقى جبهة الحديدة ساكنة عن أي تحرك؟! وهل تحركها يحتاج إذن أم هي مكبلة ومقيدة باتفاق السويد؟
وفي الحقيقة إذا تمعنا في المشهد سنجد أن الساحة الميدانية يوجد فيها كثير من التعقيدات سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي ففي الوقت الذي كانت الحديدة على موعد التحرير سارع المبعوث الأممي غيريفيت – للأسف – بحجة تفاقم الجانب الإنساني للضغط بإيقاف التقدم والذهاب نحو اتفاق السويد المشؤوم بما أعتبره البعض من جهة إنقاذ للحوثي من هزيمة ساحقة ستحل به في الحديدة، ومن جهة تكبيل الشرعية و القوات المرابطة في الساحل من أي تحرك.
ويرى البعض أن الوضع يحتاج فقط مزيد من التنسيق بين الشرعية والقوات المتواجدة في الساحل من حيث الإذن باعتبار أن الشرعية هي الغطاء السياسي ولو افترضنا أن ذلك معتبراً.
فإن كل ذلك لا يعفينا جميعاً من التضافر والتعاون والتنسيق من أجل إنقاذ اليمن من هذه المليشيات فإذا صدقت النوايا من الجميع بما فيهم القوات المتواجدة في الساحل لن يعدموا الحيلة في تحريك الجبهة بل هناك عدة طرق وطرق في تحريكها أقلها أن يُترك الأمر لأهل الأرض من أبناء تهامة في تولي الأمر فهم من كان لهم الدور الأول والكبير في تحرير مناطق واسعة من أرضهم وباعتبار تحركهم يأتي ضمن مطالبهم وحقوقهم وعودتهم لمنازلهم إضافة إلى أنهم لم يكونوا طرفاً في هذا الاتفاق الجائر عليهم كما أن هذه الوحدات في الساحل لم تشارك في اتفاق السويد وهذا يعطيهم فرصة للتحرك، كما أن اتفاق السويد فاقم الوضع الإنساني وزاد من معانات تهامة وأهلها وزاد من الكلفة الإنسانية عليهم.
وخلاصة ذلك يعود إلى صدق النوايا والتوجه الصحيح مع شركاء الهدف الذين يناهضون الحوثي بعيداً عن أي مزايدات أو مكايدات سياسية أو إملاءات تعيق استكمال تحرير الوطن أوتنتظر الاذن من أحد، فالحوثي لا يفرق بين خصومه فيراهم جميعاً أعداء إلا أنه يعمد على محاولة تحييد البعض للاستفراد بالآخر فهل ينتظر البعض الدور عليه أم ماذا ينتظر؟