تنهيدة عند باب السلام
بقلم /أ.إبراهيم الأحمدي
فاضَت لدى بابِ السلامِ عيونُهُ
صَبٌ هنالكَ أثقلتْه شجونُهُ
عبثاً يُكَتِّمُ في الهوى أسرارَهُ
لكنَّ دمعَ العاشقينَ يخونُهُ
في صدرِهِ نارٌ يشبُّ أُوارُها
وبخدِه وبلٌ تسحُ مُزونُه
لا الدمعُ يطفئ نارَهُ فيريحُهُ
كلّا ولا رحمَ الفؤادَ أنينُهُ
لو عالجَ الفولاذُ ما عالجتُهُ
من حرّ أشواقي لسوفَ تُلينُهُ
واليومَ ها أنا في رحابِ أحبتي
جذعٌ ذوت أوراقُهُ وغصونُهُ
دوني ودونَهمُ الثرى لكنهم
في خافقي سِرٌ بدا مكنونُهُ
قلبي ودمعي فيه كم يتناقضا
هذا يُخَفِّيهِ وتلكَ تُبينُهُ
يا من ثَوى تحتَ الثرى جُثمانُهُ
ليتَ الثرى في مقلتي فأصونُهُ
لَوَقاكَ من حر الهواجرِ مِحجري
ووقتكَ من عصفِ الرياحِ جفونُهُ
لي فيكَ حبٌّ ليسَ فيه تكلفٌ
رقت حواشِيهِ وجلَّ مُتونُهُ
بايعتُ بيعاً لستُ أخشى غَبنَهُ
ولرُبَّ بيعٍ قد تُخافُ غُبونُهُ
فأنا الذي بجميلِ ظني واثقٌ
حاشا المتيَّمَ أن تخيبَ ظنونُهُ
يا كوكبَ الأنوارِ في حلَكِ الدُجى
لو شِينَ هذا الكونُ أنت تزينُهُ
ضاءت بكَ الدنيا فأنت سراجُها
وصفا الزمانُ فأنتَ أنتَ مَعينُهُ
وملكتَ أفئدةَ الكرامِ فما هنا
قلبٌ كريمٌ غيرَ أنت َسكينُهُ
وحلَلتَ فوقَ العالمينَ مراتباً
يعنو لها أنفُ الفتى وجبينُهُ
صلى عليك الله في ملأٍ إذا
ذُكرَ الأمينُ به فأنتَ أمينُهُ
وسقَت ثراكَ صلاتُه وسلامُه
حتى يقومَ من الترابِ دفينُهُ
إبراهيم الأحمدي