بين تقدمية السلفيين ورجعية التقدميين
أحمد محمد الدغشي
للتو أنجزت كتابا موسعا عن السلفية في اليمن، واكتشفت أثناء إعداده أن فصيلاً من السلفية اليمنية – اعني حزب الرشاد- أثبت أنه تقدمي بما لامزيد عليه، في موقفه من الانقلاب المصري على الثورة والشرعية، على خلفية نقده اللاذع المتكرر لحزب النور السلفي المصري، بعد أن كانت ترحل بعض قياداته إلى زيارتهم قبل التطورات الأخيرة هناك، للاستفادة من تجربتهم الفكرية والسياسية، كالتلميذ الصغير بين يدي المعلمين الكبار. لكن عظمة الرشاد تتجلى اليوم في أن بعض تلك القيادات وأعني بهم تحديدا الشيخ الدكتور محمد العامري رئيس الحزب، والشيخ عبد الوهاب الحميقاني الأمين العام تحوّلا عملاقين شامخين أمام أساتذتهما بالأمس حين صار الأمر أمر مبادئ وقيم وثوابت، وراح أساتذة النور بالأمس يتلقون التوبيخ بعد التوبيخ، والنقد بعد النقد، والدرس تلو الدرس، من تلامذتهم في الرشاد اليوم، إذ لم تجر الأخيرين (الأنا) الحزبية، أو تأسرهم (سيكولوجية) الانتماء السلفية إلى المكابرة في تبرير موقف أساتذتهم والدفاع عنهم بالحق وبالباطل، على نحو ماكان يظنه كثيرون منهم ذلك الإعلامي البائس في قناة الفلول، والثورة المضادة باليمن، حين حاول يائساً عقب الانقلاب مباشرة وفي يوم الانقلاب انتزاع كلمة واحدة من الشيخ العامري في مباركة الانقلاب أو تأييد حزب، وعبثا حاول، فارتدت محاولته خاسئة عليه وهو حسير. أو على نحو ماصنعه التقدميون اليمنيون من اليمين واليسار وما بينهما، حين لم يخرجوا عن جوقة رفاقهم في مصر قيد شعرة، بل راح بعضهم يتبارى بمباركة الانقلاب والشرعنة للجريمة لأن حزب …. أو …أو … على مستوى هيئات وأفراد هم الذين خططوا للانقلاب واستماتوا حتى اللحظة في سبيل بقائه، ولتذهب كل قيم الحرية والعدالة والتقدم غير مأسوف عليها إلى الجحيم، فبالله أجيبوني من هو التقدمي إذن؟!!