بيان هيئة علماء اليمن بشأن أحداث دماج
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
ففي ظل الأوضاع الراهنة التي ينشد فيها أبناء اليمن تحقيق الأمن والاستقرار ، وحقن الدماء ، وتعميق روابط الأخوة بين أبناء الشعب اليمني المسلم ، والاتجاه للبناء والتنمية ، ومعالجة آثار المرحلة السابقة التي مرت بها البلاد ، إذا بالشعب اليمني يفاجأ بإشعال نار الفتن وسيلان الدماء وإزهاق الأرواح في بعض مناطق اليمن ، ومن آخرها ما يحدث اليوم في دماج من مجازر بشعة واعتداء على مسجدها وقتل المصلين فيه ، وهدم للمنازل على ساكنيها ، وحصار خانق واستهداف للمواطنين الآمنين من الرجال والنساء والأطفال ، ومنع للغذاء والدواء وإسعاف الجرحى .
وهذه الأحداث والجرائم المؤلمة ظواهر دخيلة على الشعب اليمني المسلم ، تخدم أعداء الأمة وخصومها في تمزيق صف أمتنا، وتفتيت دولها ، وتفكيك جيوشها ، وإقلاق أمنها، وإثارة الصراع بين مكوناتها، وتأجيج نار الفتن الطائفية و المناطقية ، وجر البلاد إلى حروب مدمرة .
وقياماً من (هيئة علماء اليمن ) بواجبها الشرعي تجاه هذه الأوضاع الخطيرة ، ومنعاً لمثل هذه التداعيات و العواقب الوخيمة ، وحقناً لدماء أبناء الشعب اليمني المسلم من مدنيين وعسكريين ، وحفاظاً على أمن البلاد واستقرارها ، فإن الهيئة تؤكد على ما يلي :
1ـ وجوب تعظيم حرمة الدماء المعصومة، لقوله تعالى: ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) سورة النساء (93)، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) رواه أبو داود .
2ـ قيام الدولة بواجبها في إخماد الفتنة ، وإيقاف العدوان وفك الحصار عن دماج فوراً ومحاسبة المعتدين وبسط نفوذها وتحقيق الأمن والاستقرار في محافظة صعدة وفي كل مناطق اليمن ، قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته ) أخرجه البخاري.
3ـ إذا لم تقم الدولة بواجبها فالواجب الشرعي على أبناء الشعب اليمني القيام بنصرة المظلوم ودفع الظالم المعتدي لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُهُ, ) رواه البخاري ومسلم ، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ) رواه أحمد وأبو داود.
نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين أجمعين وأن يحقن دماءهم أن يجمع كلمتهم على الحق والدين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
صادر عن هيئة علماء اليمن ـ صنعاء
الخميس 26 ذي الحجة 1434هـ