كتابات

الولود

22-02-12-479486664

*حمير مثنى الحوري

مجلة “الإيكونومست” البريطانية كتبت في معرض تعليقها على الانقلاب في مصر: “انتهى حلم الإسلاميين في حكم أكبر دولة عربية إلى الأبد” كما وصف كثيرون من بلاطجة الإعلام المصري حكم الإسلاميين المؤقت بالغمة التي انزاحت .. اعتقل الكثير من أبناء الحركة الإسلامية ورموز الثورة وشيوخها وشبابها بعد الانقلاب كما قتل الكثير منهم أيضاً في شوارع مصر وسجونها وما زال الكثير منهم مطارداً ومطلوباً ..

كان الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات الجزائرية في التسعينات أيضاً شبيهاً بأحداث مصر اليوم؛ فقد كانت مسألة فوز الإسلاميين غير مقبولة لدى كبار رجال قيادات الجيش في الجزائر آنذاك, رجال الجيش في تلك الحقبة حاولوا إجبار الشاذلي على إلغاء النتائج لكنه رفض لأنه وعد شعبه بأن تكون النتائج من اختيار الشعب، فأجبر على الاستقالة في 11 يناير 1992م، وجلبوا المحارب القديم في حرب تحرير الجزائر محمد بوضياف ليكون رئيس المجلس الأعلى للبلاد وتم اعتقال 5000 من أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذ حسب المصادر الحكومية بينما تؤكد الجبهة إنه تم اعتقال 30,000 من جماعتهم نقلوا إلى سجون في الصحراء الكبرى وقامت منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الكثير من الانتهاكات في حقوق الإنسان خلال تلك الفترة، وفي 4 مارس 1992م قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي مرخص.

محاولات الاغتيال المستمرة التي طالت فصائل العمل الإسلامي عند كل نجاح وفي بدايات كل فوز لم تؤد إلى قتل تلك الجماعات أو  موتها بل بالعكس تماماً فقد انطبق عليها المثل القائل  (الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة).

محاولات الاغتيال المستمرة طالت أيضاً فصائل العمل الإسلامي المسلح كحركة حماس في غزة ومحاولات إفشالها والقضاء عليها بشتى السبل أمر مكرور..

محاولات الاغتيال الفكري واختراق فصائل العمل الإسلامي أيضاً لم تؤت أكلها ولم ولن تحدث خرقاً في العمق الإسلامي لتلك الجماعات ..

غير أن البعض يسأل عن مدى الصمود والتحمل الذي يمكن أن تصل إليه الأحزاب والتنظيمات الإسلامية خاصة مع حالات القتل والمطاردة لقياداتها ورموزها؟! وهو سؤال يطفو على السطح مع كل أزمة تمر بها تلك الفصائل والجماعات! ومع كل سؤال تكون إجابة مفادها أن تلك الجماعات ودودة ولودة؛ كلما أرادوا لها تحجيماً زادت اتساعاً وانتشاراً، وكلما أرادوا بها قتلاً عمُرت بالحياة .. وهي كالأمة التي تنتسب لها أمة ولود ورحم معطاء وإن أجهضت تارة أو تأخر حملها أخرى ..

 تخرج من كل امتحان أصلب عوداً وأقوى عدة، وقد أثبتت قدرتها في فترات وجيزة على إعادة التعمير والبناء، ومواصلة العطاء والتناسل.

فها هو حزب الحرية والعدالة التركي يتقدم وينمو بعد عدة انقلابات عليه وعلى رموزه .. وها هي حركة الإصلاح الوطني في الجزائر ذات التوجهات الإسلامية تتقدم لتكون ثاني قوة في البلد .. ولا زالت تلك الجماعات كالأمة التي تنتسب لها ولودة معطاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو الهيئة التأسيسية في التحاد الرشاد اليمني

h_mm1@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى