الشيخ أحمد محمد ناصر نائب رئيس حزب الرشاد السلفي لـــ”الأهالي”: حزب الرشاد ولد ليستوعب الجميع، ونتمنى من الدولة أن تتعامل مع السلفيين بحجمهم في المجتمع
أجرت صحيفة “الأهالي” حوارا صحفيا مع الشيخ أحمد محمد ناصر نائب رئيس اتحاد الرشاد اليمني.. الرشاد يعيد نشر الحوار..
أسس السلفيون في اليمن العام الماضي أول حزب سياسي سلفي باسم “اتحاد الرشاد اليمني”، الأمر الذي وقف عنده الكثير من المهتمين بالحركة السلفية للتحول الكبير الذي جعل السلفيون ينخرطون في العمل السياسي بعد أن كانوا من المناهضين للديمقراطية والعمل السياسي بشكل عام.
وبدأ الحزب يمضي بخطى حثيثة نحو المنافسة السياسية، وزاد من شدة المنافسة دخول رئيس اتحاد الرشاد الشيخ محمد العامري إلى ضمن قوام اللجنة الفنية للحوار الوطني، واختتم مشوار الرشاد بحجز سبعة مقاعد في مؤتمر الحوار الوطني، وهي تجربة تعد متقدمة خصوصا لزمن وفترة تأسيس الحزب القصيرة.
“الأهالي” حاورت الشيخ أحمد محمد ناصر الجنوبي الأصل الذي يشغل نائب رئيس اتحاد الرشاد اليمني السلفي، انطلاقا من التساؤل حول مجريات الأحداث الجارية في اليمن، وما يتعلق بالمشهد السياسي وانخراط السلفيون بالعمل السياسي، إضافة إلى الحوار السلفي السلفي ومسألة انضمام تيار الحكمة إلى حزب الرشاد..
** حاوره/ أحمد الصباحي
* كيف تقرؤون المشهد اليمني اليوم بعد مرور أكثر من عام على انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن؟
– المشهد اليمني ما زال ضبابياً وأتمنى أن يكون الكثير من القرارات التي أصدرت خلال هذا العام صداً في الواقع .
* لو قارنا بين النظام السابق والنظام الحالي، برأيك ما الذي تغير، أين الإيجابية في الثورة التي حصلت؟
– الثورة أطاحت برأس النظام فقط .
* أنت من وجهة نظرك الخاصة إلى أين آلت ثورات الربيع العربي، خصوصا الثورة في اليمن؟
– الثورة في اليمن آلت إلى المبادرة الخليجية وأصبحت تحت رحمتها .
* هناك من يتساءل ويقول: أين يقف التيار السلفي من التغيرات التي شهدها الوطني العربي خلال العامين الماضيين؟
– التيار السلفي مشارك فعال في الثورات العربية وأصبح له دور لا يستطيع أحد أن ينكره
* هناك من يسأل أيضا عن تحول الموقف السلفي اليمني، كيف تحول من الفتاوى التي كان تٌحرم التحزب والديمقراطية إلى الدعوة إلى تأسيس أحزاب سياسية سلفية، بل أصبح بعض السلفيون يمارسون العمل الحزبي، برأيك ما هي التغيرات الفكرية التي حدثت حتى بدأ الكثير من السلفيين في الانخراط بالعمل الحزبي الذي كان محرما سابقا؟
– الجميل في الفكر السلفي أنه يتعامل مع الأمور الاجتهادية بقاعدة (كل يؤخذ منه ويرد) و(نحن نقول القول اليوم ونتراجع عنه غداً ) وهذه أمور اجتهادية اختلفت فيها عقول الناس فترجح لطائفة من السلفيين أن هذا العمل مشروع ولا يوجد ما يحرمه فدخلوا فيه اجتهاداً مع احترام قول المخالف .
* من خلال اطلاعك على الوضع السلفي، هل ترى أن السلفيون مناسبون للدخول للعمل السياسي؟
– نعم مناسبون جدا.
* سمعنا قبل فترة أنه يجري حوار مع بقية الفصائل السلفية كالحكمة وأصحاب الشيخ المأربي وغيرها من أجل الانضمام إلى حزب الرشاد، إلى أين وصلت هذه الحوارات، وما هي النتائج التي توصلتم إليها؟
– نتائج طيبة، والرشاد لكل السلفيين بل لكل اليمنيين .
* ما هي مطالبكم لمن أراد أن ينضم للرشاد من الحكمة؟
– الانتساب للحزب مفتوح لكل اليمنيين.
* من وجهة نظرك أيهما أصلح لكم في الحكمة، هل هو الانضمام لحزب الرشاد، أم تأسيس حزب سياسي جديد خاص بكم؟
– لا شك أن انضمام كثيراً من السلفيين في اتحاد الرشاد أصلح له، لكن الساحة أكبر من أن يستوعبها اتحاد الرشاد.
* يقال أن الرشاد قريب إلى الإصلاح ولذا ترفض جمعية الحكمة أن تنضم إليه باعتبار الحكمة تضع الإصلاح من ضمن من يعادونه بشكل أو بآخر، هل تشعرون بهذا؟
– الرشاد حزب له هويته الخاصة به وما يقال أن الحكمة لا تنضم لهذا السبب غير صحيح.
* التيار السلفي ظل طوال فترة طويلة يعمل في إطار العمل الخيري والإغاثي والدعوي، والآن بدأ يدخل في العمل السياسي، برأيك كيف سيؤثر المسار السياسي على العمل الدعوي والخيري؟
– التيار السلفي له وجود عريض في المجتمع إضافة إلى تنوع مجالاته فهناك من يهتم بالعمل الدعوي وهناك من يهتم بالعمل الخيري حتى ظهر في الساحة من يهتم بالعمل السياسي وهذا يدل على نضج هذا التيار وتنوع اهتماماته مع عدم تأثير أحدها على الآخر.
* كيف تتعامل قيادات السلف مع أصوات النقد في وسطها؟
– تواجهه بصدر رحب.
* أين السلفيون من الحوار الوطني، وما هي حجم مشاركتهم فيه؟
– هم موجودون لكن مشاركون بنسبة ضعيفة.
* هل تشعرون أنه تم إقصاءكم من الحوار الوطني؟
– ليس إلى هذا الحد فرئيس الحزب عضو في اللجنة الفنية للحوار الوطني والحزب ممثل وإن كانت بنسبة ضعيفة.
* لماذا مُثل الحوثيون بعدد 35 مقعد، بينما كان للسلفيين فقط 7 مقاعد عبر حزب الرشاد؟
– هذا يرجع إلى اللجنة الفنية للحوار.
* هل هذا يدل على أن الدولة تتعامل مع المكونات السياسية المعترف بها، أم أن السلفيون لا يملكون من يوصل صوتهم لها؟
– هذا الأمر واقع وكنا نتمنى أن تتعامل الدولة مع السلفيين بحجمهم في المجتمع لأنهم يمثلون شرائح واسعة في المجتمع.
* مؤخرا ثار لغط واسع حول قضية مرجعية الحوار الوطني، بعض العلماء أصروا على مرجعية الكتاب والسنة، في حين أن البعض أعتبر أن المجتمع مسلم والدستور ينص على ذلك، فلا داعي للإصرار من قبل العلماء بمثل هذه الأطروحات التعجيزية؟ ما هو رأيك أنت في هذه القضية؟
– لا شك أن المرجعية لا بد أن تكون للكتاب والسنة باعتبار أننا مسلمون والدستور ينص على ذلك وإلا فما فائدة حوار بغير هذه المرجعية.
* ما هي الإجراءات التي يمكن أن يتخذها العلماء فيما إذا انحرف مسار الحوار الوطني ودخل في تنفيذ مشاريع تغريبية وإضافة وحذف مواد لا تتفق مع الشريعة في الدستور؟
– هذا السؤال يوجه إلى العلماء .
* هناك من ينادي بإدماج الحركة السلفية مع الإخوان في إطار واحد أو مكون مشترك باعتباركم جميعا تيار إسلامي ، هل أنت مع هذه الفكرة؟ ولماذا؟
– أنا لست مع هذه الفكرة لأني أحب أن يكون لهذا الحزب هويته الخاصة به.
في حوار مع رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح قال أنه هناك ضرورة للتواصل والتشاور حول الكثير من القضايا مع الأخوة السلفيين ورحب بفكرة انشاء حزب الرشاد السلفي، هل تعتقد أن الإصلاح لديه نية للتواصل معكم وهل ستوافقون؟
– لا مانع من التواصل مع أي حزب سياسي فيما فيه مصلحة البلاد والعباد.
* في الحوار نفسه قال أتمنى أن ينضم السلفيون إلى اللقاء المشترك، وقال بأنه سيدعوهم، فيما اذا دعوكم هل ستوافقون للانضمام، ولماذا؟
– هذا الأمر يحتاج إلى قرار من الهيئة العليا للحزب وإن كنت أفضل في الوقت الحالي أن يقف الحزب على مسافة واحدة من المكونات السياسية .
* من هي الأحزاب التي ترون أنها أقرب إليكم، ويمكن أن تتعاونوا معها؟
نتعاون مع أي حزب فيما نتفق معه.