كتابات

الرشاد …عقدٌ ونيف من المشاركة السياسية الفاعلة

بقلم / صلاح الدين الاسدي
شهدت اليمن مطلع العقد الماضي تحولًا كبيرًا في المسار السياسي والعسكري، نجم عن ذلك تشتتٌ واسعٌ في الرؤى الحزبية لإعادة بناء الدولة بشكلها الحديث، بل وصلت حد الصراع العسكري، لولا تدارك العقلاء من رجالات الوطن، وتدخل الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقيادة المملكة العربية السعودية بالمبادرة الخليجية التي حقنت الدماء ولبت تطلعات الشباب في التغيير بما يحفظ لليمن أمنه ووحدته واستقراره.
في أوج تلك الأحداث السياسية، والحِراك الشعبي والإقليمي والدولي على كافة المستويات، وتحديدًا منتصف العام 2012، كان الإعلان الرسمي بإنشاء اتحاد الرشاد اليمني ككيانٍ جديدٍ يعبر عن شرائح واسعة من الجمهور اليمني، لاسيما أولئك الذين تحفظوا كثيرًا في خوض غمار السياسية.
الظروف المحيطة آنذاك لولادة حزب سياسي لم تكن أبدًا مهيئة ومشجعة، بل كانت المخاطر محدقة باليمن من كل حدبٍ وصوب، لكن الإرادة والعزيمة كانتا حاضرتان وبقوة لدى قيادة اتحاد الرشاد، التي وضعت نصب عينها انتشال اليمن من حالة الصراع الداخلي المهدد للهوية الوطنية، والانقسام السياسي، والتراجع الاقتصادي، إلى حالة من الاستقرار والسلام والتنمية والوئام بين جميع أفراد الشعب.

وجدت فئاتٌ اجتماعية عدة في رؤية اتحاد الرشاد اليمني الثاقبة، ورسالته الواضحة، بارقة أمل جديدة في الأفق السياسي اليمني، فتداعت إلى الانضمام لهذا الاتحاد السياسي الكبير من كل الشرائح الفكرية والسياسية والاقتصادية والشرعية بالإضافة إلى الوجاهات القبلية التي تحظى بثقلٍ كبير في المجتمع.

في مؤتمر الحوار الوطني كانت أولى محطات الرشاد السياسية، والعيون المحلية والإقليمية والدولية ترقب بحذر ماذا سيضيف هذا الحزب الناشئ إلى الساحة السياسية؟!! وكيف سيتكيف مع بقية المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ؟! وعلى غير العادة استطاع الرشاد أن يلفت الأنظار إلى مايقدمه من رؤى وحلول سياسية في كل الملفات العالقة والقضايا محل النقاش داخل أروقة المؤتمر.
حذر اتحاد الرشاد اليمني مبكرًا من خطورة ماتخطط له المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا ونواياها السيئة ورغبتها في الإنقلاب على الدستور والقانون والإجماع الوطني..بحت أصوات ممثلي الرشاد في مؤتمر الحوار وهي تنادي بعودة الدولة إلى محافظة صعدة وتطبيع الحياة العامة على مستوى المدينة والمديريات المجاورة قبل أن تأتي المليشيات بنفسها إلى العاصمة صنعاء إذا لم يتحد اليمنيون في مواجهتها بشتى الوسائل المشروعة.
عامٌ ونصف فقط من الإنذار المبكر ودق ناقوس الخطر الذي طرقه الرشاد على مسامع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني ومن خلالهم إلى الشعب اليمني، والمليشيات الحوثية الإرهابية تحاصر صنعاء من جهاتها الأربع..لتبدأ معها انتكاسة الستين عامًا والارتداد الثوري والشعبي إلى زمن الجهل والتخلف والكهنوت والظلم والعبودية.
قبل أن تتمكن المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا من اقتحام العاصمة صنعاء كانت قد حددت الشخصيات ومقرات الأحزاب السياسية والعلماء والمؤثرين من كافة الأحزاب؛ وذلك لاستهدافهم عن طريق الاغتيالات السياسية والاقتحامات والتفجير والتدمير، وقد نال الرشاد من ذلك كله الحظ الكبير، حيث استهدفت قياداته وفجرت منازلهم ودمرت مساجدهم ونهبت قنواتهم ومراكزهم ومقراتهم السياسية واختطف شبابهم..فكانت رؤية الرشاد أمام كل هذا الإرهاب المليشاوي الصفوي واضحة بتأييد شرعية الرئيس وماقام به من دعوة لأشقائه العرب بتشكيل عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن من الاحتلال الإيراني عبر أداته الحوثية، وكانت الضريبة مكلفة على حساب أفراده وناشطيه في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية وممتلكاته.. إلا أنه آثر اليمن أرضًا وإنسانًا على أغلى مالديه.
اليوم وبعد عقدٍ ونيف يتمتع الرشاد بحضور واسع وتمثيل مشرف في الجبهات الميدانية المدافعة عن الشرعية والمساندة لمجلس القيادة الرئاسي وفي الميادين السياسية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية.
عامٌ ونيف قدم فيها الرشاد الصورة المشرقة والرائدة للأحزاب الوطنية ذات الانتماء الوجداني للشعب والمعبرة عن تطلعاته الحقيقية في الحفاظ على اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه…ومايزال في جعبته الكثير.

زر الذهاب إلى الأعلى