أكد أن جماعة الحوثي وأمريكا سمن على عسل وأنهم ضد شريعة الله وأن منهم العلماني ومن لا يصلي ومن لا يريد الإسلام .. الشيخ شبيبة لـ”الصحوة”: إذا وجدت دولة قوية فستغيب كل تلك الجماعات الخارجة عن النظام والدستور
حاوره/ عبدالله المنيفي
* ما أهم ما أنجزه فريق صعدة في مؤتمر الحوار الوطني حتى الآن؟
– أبرز المهام التي قمنا بها، بعد تقديم المكونات رؤاها حول جذور قضية صعدة، شُكلت لجنة من الفريق لمحاولة التوافق على جذور مشتركة للقضية، وإلى حد الآن لم نصل إلى اتفاق، لكننا في طريقنا إلى أن تتفق جميع المكونات على جذور مشتركة لقضية صعدة، وكذلك نناقش قضية النزول الميداني للبحث في الجذور، واتفقنا على أن تُبحث جذور المشكلة في صنعاء، ويكون النزول من أجل المحتوى فقط؛ لأن الأطراف المعنية بالجذور موجودة في صنعاء، أو باستطاعتها أن تأتي إلى صنعاء، سواء النظام السابق، أم الشخصيات المعنية، أم لجان الوساطة قبل الحرب، فالجذور ستبحث في صنعاء، وفي المحتوى سيتم النزول إلى محافظة صعدة، وما جاورها، وإلى حد الآن لم نتفق على قضية النزول، لأننا نرى أنه لا يمكن أن يتم النزول إلا في ظل مناخ آمن ووجود دولة، حتى يتكلم الناس بصراحة ويعبرون عما في صدورهم بدون خوف أو وجل، لكن الناس الآن ليس لهم حماية، وإذا تكلموا الآن فلا شك سيذهبون إلى السجون والمعتقلات الحوثية، إذا عبروا عن آرائهم التي تخالف جماعة الحوثي.
* هل هناك تقارب بين رؤى مختلف المكونات حول جذور قضية صعدة، أم أن هناك خلافاً، وأين تكمن نقاط الخلاف؟
– بين المكونات –ما عدا الحوثي- هناك نوع من التقارب، مع ملاحظة أن بعض المكونات تقترب قليلاً، وبعضها تقترب من الجذور أكثر، وبعضها تناقشها بشكل أدق.
* وما هي الرؤية الأكثر موضوعية وتشخيصاً للجذور؟
– كل الرؤى كانت متكاملة، فهناك رؤى فيها جوانب لم تدركها الرؤى الأخرى، لكن من وجهة نظري فالرؤية التي تنص على أن جماعة الحوثي جماعة مسلحة، خرجت بالسلاح وتمردت على سيادة الدولة هي الأقرب للصواب.
* وماذا عن رؤية جماعة الحوثي الطرف الأبرز في القضية؟
– رؤية الحوثي كانت مغالطات، يصورون جماعتهم على أنها هادئة حنونة، صوروا أنفسهم حمائم سلام وناساً مظلومين، بينما هم في الحقيقة جماعة متمردة تحمل السلاح وتؤمن بالعنف، وإلى يومنا هذا، فرؤيتهم لا تشخص الواقع.
* اعتبرت مشاركة جماعة الحوثي في الحوار الوطني خطوة إيجابية على طريق حل قضية صعدة، فكيف ترى أنت هذه المشاركة؟
– هم يجيدون التمثيل ويلعبون بكل الكروت.
* لكنها تحاول إثبات أنها لجأت إلى الحوار كأسلوب حضاري بديل عن العنف!
– كل هذا لتخدع الناس.
* لكن إلى متى سوف تبقى تخدعهم؟ هي الآن مشاركة في الحوار ضمن بقية المكونات.
– أكون معك صريحاً أنهم لا يريدون الحوار، وأن الحوار من باب ذر الرماد في العيون، وأتوقع أنهم في يوم من الأيام سينسحبون من الحوار بأي حجة واهية؛ لأن الحوار يقودنا إلى دولة، وهم لا يريدون دولة مستقرة، والحوار يقودنا إلى نظام ودستور، وهم لا يريدون ذلك، هم يريدون أن تبقى الفوضى والخلافات لأنهم لا يعيشون إلا في ظل بيئة الخلافات والمشاحنات والصراعات.
* أنت ترى أنهم لا يريدون الحوار.. فكيف يمكن التعامل مع هذه الجماعة حتى تترك العنف؟
– إذا وجدت دولة قوية فستغيب كل تلك الجماعات الخارجة عن النظام والدستور، بناء دولة قوية تحترم نفسها وسيادتها كفيل بذوبان أي جماعة تخالف النظام والدستور، ووجود دولة ضعيفة يعني وجود هذه الميليشيات المسلحة التي تفتك وتقتل.
* برأيك ما الذي أدى لظهور جماعة الحوثي كجماعة مسلحة تتبنى الخيار المسلح في فرض أفكارها ورؤاها على الناس؟
– الذي أدى لظهورها أولاً أنهم جماعة تسلك مسلكاً تنظيمياً مسلحاً، يسعون من خلاله لاستعادة دولة الإمامة المفقودة، وهذه طريقتهم وهذا دافعهم، يريدون عودة الحكم إليهم، بثوب النبي أو بثوب ماركس.
* من هم أطراف قضية صعدة إذاً؟
– اليوم الحوثي طرف، والدولة والمواطنون والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والفئات الاجتماعية، والمواطنون في صعدة، ودار الحديث بدماج، كلها طرف آخر، والحوثي ضدها جميعاً.
* كيف ذلك؟
– الحوثي خرج عن النظام، خرج على الزيدية وقاتلها بالسلاح، وقاتل دار الحديث بدماج بالسلاح، خرج على أبناء صعدة وحاصرهم وهجرهم وقتلهم، داهم مقرات الأحزاب، الحوثي طرف مشكلة، وهو محور الصراع وأساس الفتنة، اشتبك مع كل هؤلاء رغم أنه في صعدة ليس هناك صراع بين المواطنين والدولة، ولا بين الزيدية والسلفية، ولا بين الأحزاب وبعضها، ولكن الحوثي يصارع الجميع.
* معنى هذا أن للحوثي أطماعاً توسعية عكستها محاولته لإدخال الصراع الدائر في صعدة إلى محافظات أخرى مجاورة.. هل هذا صحيح؟
– أطماعهم ليس لها حدود، سيثيرون الصراعات، وإن استطاعوا فلن يتوقفوا إلا في طهران وقُم، وأنا أقول مسكين من يظن أنهم يريدون صعدة فقط، بل أكثر من ذلك، وهم يتوهمون أنه لا صحة لصلاة إن لم يكونوا هم فيها الأئمة.
* لكنهم قالوا إن كل ما حصل سببه أن المذهب الزيدي تعرض لإقصاء وتعرض أبناؤه لاضطهاد وتضييق.
– لا بالعكس.. الزيدية اليوم تتعرض لاضطهاد من قبل جماعة الحوثي، الذي يجري على الأرض أن الزيديين، جماعة العلامة مجدالدين المؤيدي.. جماعة محمد عبدالعظيم الزيدي، تتعرض للاعتقالات والمداهمات وأخذ مساجدها، وأكبر دليل جامع الهادي الذي يتبع جماعة مجد الدين المؤيدي، طردوا خطيبه ومنعوا محمد عبدالعظيم من دخوله.
* في الأيام القليلة الماضية تعرض عدد من أبناء صعدة لاعتداءات واعتقالات من قبل مسلحي الحوثي.. كونك من أبناء محافظة صعدة؛ كيف تصف لنا معاناة هذه المحافظة وأبنائها نتيجة نهج العنف الذي يسلكه الحوثيون؟
– أبناء صعدة اليوم مثل أبناء فلسطين.. يتعرضون للمداهمات والاعتقالات وتكميم الأفواه، أخذ الأموال بالقوة، التهجير، يعني إذا كان في فلسطين مهجرون ففي صعدة مثلهم مهجرون، إذا كان في فلسطين من يحلمون بالعودة إلى أوطانهم فهنا في صعدة ناس يحلمون بالعودة إلى صعدة وإلى حرف سفيان، هذه جماعة مسلحة لا تقيم وزن لكرامة الإنسان ولا لحقوقه، فهذا ما يجري، وما يتعرض له أبناء صعدة.
* دخلت جماعة الحوثي في الحوار تحت اسم “أنصار الله” ويفترض أنها ستقدم رؤاها وما تؤمن من خلال ممثليها.. ترى ما هي هذه الرؤى التي تؤمن بها وتقدمها للمجتمع وللحوار أولاً؟
– أبرز ما تؤمن به أنها تفرض أفكارها بالعنف والقوة، وهي في نظري ليس لها توجه معين، فحيث ما كانت المصلحة تجدها، أهم شيء أنها تبحث لاستعادة ما تعتقده حقها في الحكم بأي طريقة، تلبس عباءة بيت النبوة، ولذلك تجدهم في قائمتهم هنا في الحوار منهم العلماني، ومنهم الذي يقول أنا لا أصلي، ومنهم من يقول إنه لا يؤمن بأن الإسلام يكون عقيدة وشريعة، وفي نفس الوقت يقولون إنهم أنصار الله، وهم ضد شريعة الله.
* كيف يكونون ضد الشريعة وهم يرفعون شعار “الموت لأمريكا وإسرائيل”؟
– حتى يخدعوا الناس ويغالطوا البسطاء، هذه شعارات قديمة رفعت في وجه الإمام علي، حيث رفعوا في وجهه شعار “إن الحكم إلا لله” وقتلوا الإمام علي وهم يرفعون المصحف ويصرخون كصرخة اليوم “إن الحكم إلا لله” وعندما انخدع بعض أتباع الإمام علي بهذا الشعار قال كلمته المشهورة “كلمة حق أُريد بها باطل” فالشعارات والهتاف ضد أمريكا إنما هو لأن الناس يعرفون ظلم أمريكا وأفعالها وتدخلاتها، فأرادوا أن يستميلوا الناس إلى صفوفهم باسم محاربة أمريكا، لكنهم وأمريكا سمن على عسل، ويمرون من أمام شيراتون، وينظرون إلى الجنود الأمريكان الذين حول السفارة، ولا يوجد أي مشكلة، حتى أنهم لا يكلفون أنفسهم أن يرددوا الصرخة، فقط يرددونها في مساجد صعدة، ويقطعون على الخطيب خطبته ويثيرون الفوضى.
* باختصار ما الذي يعانيه أبناء صعدة من قبل ميليشيات الحوثي؟
– كل ما يخطر على البال يتعرض له أبناء صعدة، معتقلات الحوثيين وسجونهم مليئة بأبناء صعدة، ويمارس ضد هؤلاء المعتقلين والمختطفين أبشع أنواع التعذيب، وإن قلت احتلال البيوت ومزارع الناس والتسلط على أموالهم وممتلكاتهم فهذا يجري بشكل يومي، وإن قلت التهجير القسري فيجري أيضاً بشكل يومي، وإن قلت التدخل في عمل السلطة المحلية فقد هجروا السلطة المحلية واختطفت المحافظة، وإن قلت نقاط الخوف التي تزرع هنا وهناك في الطرق المؤدية إلى محافظة صعدة موجودة في كل مكان، باختصار صنعاء مُغيبة عن الدولة، عن الدستور والنظام، صعدة غابة تحكمها جماعة لا تؤمن بالحوار ولا بالآخر، ولا تسلك المسلك السلمي، وإنما جماعة عنف وإرهاب.
* ولكنها مع هذا تقول إن إرهابها موجه للعدو الخارجي، وإنها ترفض التدخلات الخارجية، وهذا يقتضي أنه ليس لها ارتباطات خارجية.. فكيف تنظر إلى ذلك؟
– هم ذراع للخارج لإثارة الفوضى في المنطقة، هم ورقة إيران الرابحة لبعثرة اليمن وتجزئته.
* وحتى لو نفوا ذلك؟
– عندما ينفون ارتباطهم بإيران وتحريكها لهم كما ينفي شخص أن الشمس تطلع من المشرق، والأدلة أوضح من الشمس في كبد السماء، هذا أمر مفروغ منه ولا طائل من الحديث عنه، لأنه معروف والناس يعرفونه جميعاً.
* لكن هناك بعض من الحقوقيين والمثقفين يقفون مساندين لهم ويغطون أعينهم عن انتهاكات الحوثي، وأخيراً أصبح منهم من يمثل الحوثيين في الحوار.. ما هذه المفارقات؟
– هؤلاء الذين يدعون أنهم حقوقيون وأنهم مثقفون وإعلاميون ويناصرون الحوثي، أقول لهم سقط القناع وعرفنا أنكم في جماعة تهجر الناس وتعتقلهم ولا تؤمن بالنظام ولا بالدولة، كذبتم حينما ادعيتم بأنكم مع الحقوق والحريات وأنكم مثقفون.. أي ثقافة هذه؟ وأي حقوق تدعون؟ كشف الغطاء عنكم بغض الطرف عن أبشع الجرائم التي يتعرض لها أبناء صعدة.
وإذا كان من يساندها يأتي من باب المماحكات السياسية، فإننا نقول له: لماذا تدافع عنهم؟ لأنهم يقتلون ويعتقلون؟ ولأنها جماعة عنف، وعلى حساب دمائنا نحن أبناء صعدة، على حساب حقوقنا وتهجيرنا.. من يماحك على حساب حقوق الناس وحرياتهم لا توجد به ذرة وطنية، ولا ذرة من ضمير.
* وما سر العلاقة بين النظام السابق وجماعة الحوثي، وما تأثيرها على ما يجري اليوم؟
قضية صعدة خضعت لتجاذبات سياسية أضرت بأبناء صعدة، وأقول إن الكل لم يحسنوا التعامل مع قضية صعدة وأخطأوا، وأرجو أن يفهم المؤتمر الشعبي وغيره أن اللعب بهذه الأوراق يضر بالوطن، وبمصالح الجميع، ويدخل الوطن في دوامة لا مخرج منها، وأوجه التحية لكل الشرفاء الأحرار الوطنيين في كل القوى السياسية.
* أبناء صعدة الذين تمثلهم وأنت واحد منهم ينتظرون ما الذي سيحقق لهم مؤتمر الحوار الوطني.. ما الذي ترى أنه سيحققه؟
– على أبناء صعدة أن يحتفظوا بمفاتيح بيوتهم فسيعودون إليها يوماً من الأيام لأنه ما ضاع حق وراءه مطالب، ويثقوا أن الله معهم لأنهم مشردون مظلومون ومهجرون، والله سينتصر للمظلوم ولكل ظالم نهاية، وقد سقط جبابرة وانتهت ديكتاتوريات وهاهم اليوم في السجون، فسنعود إلي ديارنا لأن مطلبنا عادل وحقوقنا عادلة، وعلى الجميع أن يسجل تاريخه في قضية صعدة، فإما أن يسجل تاريخاً بمداد من نور، أو يطيخ تاريخه ويشوهه، فمن وقف مع العنف وخروج صعدة عن الجمهورية اليمنية والنظام الجمهوري فسيدخل التاريخ من أوسخ أبوابه، ومن وقف مع صعدة كمحافظة من محافظات الوطن ومع مظلومية أبناء صعدة وناهض الجماعة الإرهابية والميليشيا المسلحة فسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
* ما المطلوب اليوم لإعادة أبناء صعدة المهجرين وإعادة الأمن والاستقرار ونزع السلاح من جماعة الحوثي؟
– أشد على أيدي كل الوطنيين في التماسك والإلحاح على الدولة أن تعيد سيطرتها على محافظة صعدة، وأن تعلم أن لها رعايا مظلومين هناك ومهجرين ومقموعين، وأن قضية صعدة إذا لم تحل ويسود صعدة النظام والدستور فستظل قضية مؤرقة تتداعى على كل الوطن، ولن يرى الوطن العافية ما دامت قضية صعدة مغيبة، وما دامت جماعة الحوثي مسلحة.