أدب وثقافة
أسوار صنعاء
د. تركي بن خالد الظفيري
يا بنتَ صنعاءَ حانَ العرسُ فاكتحلي | ولْتفرحِي بزفافِ النصرِ والأملِ |
يا بنتَ صنعاءَ دُفُّ الحربِ تقرعُها | أرضُ الرياضِ بحزمِ الرأي والعملِ |
جاوبتْها زغاريدُ الفضا طرباً | تمايلتْ إثرَها الجنحانُ في عجلِ |
فأمطرتْ فوقَ رأسِ الظلمِ غضبتَها | فعاشَ في صدمةٍ أبقتْهُ في شللِ |
يا بنتَ صنعاءَ صوتُ الظلمِ أرّقَنَا | دويُّ قهركِ أذْكَى جَذْوةَ المقَلِ |
فَسَلَّ سلمانُ سهماً من كِنانتِهِ | أعادَ ترتيبَ أوراقٍ بلا جَدَلِ |
فزلزلَ الأرضَ تحتَ الغدرِ فاضطربتْ | بلادُ فارسَ من خَطْبٍ ومن جَلَلِ |
سلمانُ حزمُكَ جيشٌ ساحقٌ بطلٌ | منذُ البدايةِ والجاني بِمُنعزَلِ |
فأعلنَ: البحرُ والأجواءُ مغلقةٌ | وأصبحَ القاتلُ المأجورُ في وحلِ |
سلمانُ حزمكَ غيثٌ هانئٌ غَدِقٌ | وحزمكَ اليومَ أضحى مَضْرِبَ المثلِ |
كتبتَ في صفحةٍ بيضاءَ ناصعةٍ | أن الكرامةَ لا تَبقى مع الوجلِ |
وأن حزمَ الفَتى أدْعَى لرفعتهِ | ما أفلحَ اليومَ مَنْ يخشى مِن الأجلِ |
جدَّدْتَ سيرةَ أُسْدِ الغابِ مقتدياً | بنهجِ أحمدَ خيرِ الخلقِ والرسلِ |
إذ جهّزَ الصحبُ جيشاً في صلابتهِ | كالصّخرِ مُتَّحدا في قمةِ الجبلِ |
ذاتُ السلاسلِ تدميرٌ لقوتِهم | وماتَ رُسْتُمُهُمْ من طعنةِ البطلِ |
والقادسيةُ تُنْهي الفرسَ قاطبةً | فمزّقَ اللهُ ملكاً غيرَ مُنْدَمِلِ |
أحفادَ كسرى دروسُ الأمسِ حاضرةٌ | لن ترفعوا رايةً ذَلَّتْ ولم تزلِ |
أحفادَ كسرى اتقوا حِلْماً إذا انفجرتْ | ألغامُه، آلَ ثوبُ الفرسِ للشُّعَلِ |
يا جندنَا عن حياضِ الدينِ صولتُكم | بشائرُ النصرِ تلقي أجملَ الحُلَلِ |
نصرٌ من اللهِ يعلي نورَ سنّتِنا | نورُ الهدايةِ منْجاةٌ من الزللِ |
وهل يلامُ الفتى في حبِّ موطنهِ | يا عاذلاً هل نصرتَ الحقَّ بالعَذَلِ؟ |
نسطّرُ اليومَ تاريخاً ومنعطفاً | يُسجِّلُ المجدَ من يرقى إلى زُحلِ |
من كان غايتُه تحصيلَ لقمتهِ | لن يبلغَ المجدَ حتماً خاطئُ السُّبُلِ |
أرواحُنَا بكفوفِ العزِّ رابضةٌ | لن نكتفي بانتصارٍ غيرِ مُكتمِلِ |
اللهُ غايتُنا، والحسمُ وجهتُنا | أوِ الشهادةُ خيرُ الزادِ والنزلِ |