نص بيان هيئة علماء اليمن بخصوص الاحداث الجارية في حضرموت وشبوة
(نص البيان)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين,,, وبعد:
فقد تابعت هيئة علماء اليمن تطورات الأحداث في محافظة حضرموت بعد مقتل الشيخ/ سعد بن حبريش, وبعض مرافقيه وبعض الجنود, وما تبع ذلك من تداعيات وصلت إلى حد خطير من دعوة البعض لهبة شعبية للسيطرة على المؤسسات والمصالح العامة إذا لم تُستجب مطالبهم, مما يهدد الأمن والاستقرار ويمزق البلاد ويثير الفوضى والفتن, وما سبق ذلك من اختلالات أمنية خطيرة, وبروز ظاهرة الاغتيالات للشخصيات والقيادات الرسمية والشعبية واستهداف مجمع الدفاع بالعاصمة صنعاء الذي كاد أن يعصف بأمن البلاد واستقرارها, وكذا الاعتداءات المتكررة على الكهرباء والمصالح العامة, بالإضافة إلى التدخل السافر والانتهاك المتكرر لسيادة البلاد بطائرات بدون طيار والذي من آخرها الجريمة النكراء التي أسفرت عن قتل وجرح العشرات في محافظة البيضاء. في الوقت الذي تشهد فيه البلاد إحياء النعرات والعصبيات الجاهلية التي تمزق البلاد وتهدد نسيجها الاجتماعي وتشعل نار الحروب والفتن وسفك الدماء, والقيام بالاعتداءات الآثمة في بعض المناطق, ومنها العدوان الآثم على دماج. وتجاه هذا كله, وقياماً من هيئة علماء اليمن بواجبها الشرعي فإن الهيئة تبيَّن ما يأتي:
ما يتعلق بمحافظة حضرموت فإن الهيئة تدعو إلى ما يلي:
1- سرعة تشكيل محكمة مستعجلة من القضاة الموثوقين عند جميع الأطراف وتسليم الجناة لهم, ومحاكمتهم محاكمة شرعية عادلة
2- استجابة الدولة لكل مطلب شرعي لأبناء حضرموت والتعامل مع المشاكل بجدية, والحذر من الإهمال وعدم المبالاة؛ وذلك كي يتحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء والحفاظ على الأموال والأعراض وحماية سيادة البلاد واستقلالها
3- وجوب المحافظة على الأخوة الإسلامية بين أبناء اليمن ووجوب تعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض, قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93], وقال سبحانه: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة: 32] وقال عليه الصلاة والسلام: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه, وقال الألباني: صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم: كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» رواه مسلم فنحن محتاجون للتذكير بهذا لاسيما في هذه الظروف التي تمر بها البلاد وتواجه عدداً من المؤامرات والمكائد, ووجوب الحذر من استغلال بعض القوى والجهات للأحداث والمشاكل ومحاولة توظيفها في إثارة روح الكراهية وإثارة الفتن وتمزيق البلاد وزعزعة الأمن والاستقرار.
4- تذكر الهيئة جميع إخواننا أبناء حضرموت بما فتح الله على أيديهم من نصر للإسلام والمسلمين عبر التاريخ فكانوا سبباً في دخول شعوب كثيرة في الإسلام, فكان شرفاً وفخراً لأبناء اليمن جميعاً, وتؤكد الهيئة بأنها مع المطالب المشروعة لأبناء حضرموت وتناشدهم بالرفق والتأني في معالجة المشكلة القائمة وتفويت الفرصة على أصحاب المشاريع الضيقة ومن يتربص بديننا وأمتنا ووجوب المحافظة على الأخوة الإسلامية بين أبناء اليمن، وأما ما يتعلق بانتهاك سيادة البلاد والاختلالات الأمنية فإن الهيئة تبيَّن الآتي:
1- تؤكد الهيئة على ما ورد في بياناتها السابقة التي أدانت واستنكرت التدخل السافر للطائرات بدون طيار وانتهاكها لسيادة البلاد وتؤكد على جرم هذه الانتهاكات وحرمة قتل الأنفس بدون محاكمة شرعية.
2- تؤيد الهيئة قرار مجلس النواب وموقفه المشرِّف المطالِب للحكومة بمنع انتهاك سيادة البلاد من الطائرات بدون طيار.
3- تؤكد الهيئة على إدانتها واستنكارها السابق للحادث الإجرامي على مجمع الدفاع والمستشفى التابع له وكل الحوادث الأمنية, وتطالب الهيئة بسرعة الكشف عن الجناة والمعتدين, وتقديمهم للعدالة وإطلاع الشعب على ذلك في أسرع وقت
نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وبلادنا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا, وأن يجمع كلمة المسلمين أجمعين على الحق والدين. والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,,
صادر عن هيئة علماء اليمن ـ صنعاء الأربعاء 15/2/1435هـ الموافق 18/12/2013م.