لن يضيع عند الله
بقلم / أبو أواب
صعوبة نُطقك للدعاء لخوفك من عدم الإجابة ، أو لحزنٍ أكَل قلبك لن يضيع عند ﷲ ،
حتى تردّدك الدائم في التمسك بما تتمنى أو التخلي عنه يعلمه ﷲ حتى عجزك عن إقناع روحك بأسبابٍ واقعية شافية لتستمر في صبرها ، لن يضيع عند ﷲ.
حتى سرعة تقلبك من فرح إلى ضيق شديد وبكاء لشئٍ بداخلك لا يعلمه إلا ﷲ ،لن يضيع عند ﷲ.
حتى ضحكك على حالِ نفسك كلما رأيت مَن حولك بلَغوا أمانيهم وأنت تشتاق لتلك اللحظة ،لن يضيع عند ﷲ ،
حتى السؤال الذي تسأله لغيرك وأنت تعلم إجابته بحثًا منك على أمل ولو مؤقت ، يعلمه ﷲ،
حتى تعففك عن طلب العَون وأنت أحوج الناس إليه ،لن يضيع عند ﷲ ،
حتى كتمانك لحزنك وإخفاءك لدمعك أمامهم ،حتى يصير صبرك لله فقط فتنال أجر المحسنين في الصبر ، لن يضيع عند ﷲ،
حتى ارتعاش صوتك وأنت تطلبها تلك الدعوة التي طال بها الأمَد حتى أنك تستحي من طلبها ، لن يضيع عند ﷲ.
فـحذارِ أن يُهيئ لك الشيطان أن ﷲ أهملك ،
حذارِ أن يُوهمك أن خاطرك ليس له قيمة عند خالقه ،
أنتَ أعظم وأكرم ما خلق ﷲ ،
أنت الذي يُهيئُ ﷲ ، ويزين له الجنة بذاته العليا كـهدية منه لك ، وياليتَك تعلم معنى ذلك وقيمته ،
أنت الذي لدعائك تهتز أبواب السماء وترتَعِد
أنت الذي لـ بكائك وحزنك تتسارع الملائكة في الدعاء لك
أنت الذي تعرف الملائكة صوته واسمه ومكانه ، ولعلهم قد حفظوا أمنيتك من كثرة ترديدك لها فأصبحوا يدعون لك بها ،
أنت الذي سخر ﷲ له كل شيء .
إياك أن تفقد إيمانك بـمكافأة ﷲ ،
إياك أن تستثني نفسك ممن سيرضيهم ﷲ ،
كما أن لكلٍ منا صحيفة لا تشبهها صحيفة وحياة لا تشبهها حياة
ولكلٍ منا ابتلاء لا يشبهه ابتلاء ،
كذلك فلكلٍ منا عطاء لا يشبهه عطاء ، وعوَض لا يشبهه عوض
هي أوقاتٌ ستمُر ، ستمر ولن يبقى منها سِوى الأجر والعِوض ،
فلا تطيل بها البكاء ، فسوف تحتاج لتلك الدمعات ،
لتسكبها بغزارةٍ وأنت ساجدٌ تبكي من فرط جمال الجبر ،
وتذكر ذلك :
الله يعلم أنك تصبر وتنتظر ، ولن يطيل الانتظار إلا لحكمة ، وخير ، ورحمة ، هوِّن على روحك ، وأحسن الظن بالله.