قصة اختطاف جرحى دماج من المستشفى العسكري (يرويها أحد المختطفيين)
القصة كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين أما بعد:
فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 58] ففي هذه الآية العظيمة الكريمة جُرم ممن آذى المؤمنين، وأن فاعل ذلك أحتمل بهتانًا وإثما مبينًا. وإن من أشد الأذية لهي أذية الجرحى الذي يجرحون في سبيل الله تعالى، فالواجب مواساتهم والرحمة بهم، والعطف عليهم وإكرامهم، وأن أذية الجريح مخالفة للشريعة والأعراف والأسلاف ولقد سمع الناس بقصة جرحانا الثمانية الذين اعتدي عليهم واختطفوا في ضوء النهار، وأهينوا أيما إهانة، وهم جرحى قد أصابهم الضر من شدة جراحهم، فهم يتألمون ليلا ونهارًا. ولقد تألم العقلاء مما صار لهؤلاء الإخوة، الذين نزلوا تحت ظل الدولة وتحت حمايتها منذ أن أخرجوا من دماج إلى أن صعدوا إلى الطائرات إلى أن وصلوا إلى صنعاء إلى أن أُدخلوا المستشفى العسكري بصنعاء وهم ما خرجوا إلا لأنهم وعِدوا بالأمن والأمان والحماية والرعاية ، فلذلك خرجوا وهم مطمئنون مرتاحون، فإذا بهم يفاجئون بما لم يتوقعوه أبدًا من اختطافهم من داخل مستشفىً، وليس أي مستشفى وإنما مستشفى عسكري محاط بالحماية والرقابة أكثر من غيره. وقد شرح لي بعض الثمانية القصة البشعة المؤلمة كاملة فقال: جاء في الساعة التاسعة من صباح يوم أمس الأربعاء 24من محرم 1435هجرية رجل يقال له أنور الذبحاني ومعه ضابط يقال له الكبسي ومعهم عشرون من العساكر لابسين ميري وملثمون فقال: الذبحاني والكبسي أنتم تخرجون الآن، فقلنا: إلى أين؟ فقال: ليس لكم دخل، أنتم جهزوا أنفسكم. فقلنا له: نحن ما سنخرج حتى يأتينا أمر من الصليب أو من الرئيس حفظه الله أو من مندوبنا الأخ علي الكبسي فأصروا على الخروج بنا فأبينا فقال: الذبحاني أنتم قليلون أدب!!ثم كرر وقال استعدوا للخروج، فقلنا مرة أخرى: أين الأمر بخروجنا؟ فذهب إلى الممرضة وأخذ ملفاتنا منها، وقال لا بد أن تحرجوا. فقلنا: ما سنخرج حتى تأتينا بأمر كما أخبرناك لأننا ما نعرفك. فقال أنور: ليس من الضروري أن تعرفني. فقلنا: أين تأخذوننا الثمانية من غير أمر اللجنة أو الصليب. فلما رأى إصرارنا على عدم الخروج دفع بالسرير بالقوة وجرنا من داخل الغرفة إلى الممر، وهددونا بالسلاح الشخصي الذي معهم ومسكوا بأيديهم على أزندة أسلحتهم، وأننا إذا لم نخرج فلا نلوم إلا أنفسنا. وأخذوا يسحبون الإخوة من أيديهم بالقوة، وهم جرحى حتى تألم الإخوة. وقلنا: اتقوا الله مالكم تأخذوننا هكذا، ونحن مظلومون في دماج ويضرب الحوثي علينا وعلى بيوتنا ومساجدنا وجئنا من أجل أن الرئيس أخرجنا للعلاج، فمالكم ترخوننا فقال أنور أنتم قليلون أدب والحوثيون خير منكم!!!! فخرج الإخوة مغصوبون معهم، فأنزلونا إلى الأسفل بالقوة، حتى أخرجونا من المبنى، وقد جهزوا ثلاث سيارات إسعاف وطقمين عليهما عساكر وأخرجوا من المستشفى إلى مكان مكتوب عليه (البحث الجنائي)، ثم أدخلونا إلى الدور الأول من خلف المبنى، ففتشونا تنفيشًا دقيقًا، وأخذوا منا كل شيء وتركوا لنا ما معنى من المال. فقلنا لهم ماذا عملنا، ولماذا أختمونا إلى هنا؟ فقالوا مهددين لنا: ولا كلمة. ثم أدخلونا السجن وطلبنا منهم علاجًا ومسكنات، لأن بعض إخواننا حالته متعبة جدًا .فأبوا ووضعونا في مكان بارد وأعطونا بعض الفرش بدون أغطية، ونحن من غير علاج، فأرسلنا بعض حراس السجن يأخذ لنا مسكنات من مالنا، وأبوا أن يعطونا أغطية، وأعطونا بعض الطعام الذي لم يستسغه بعض إخواننا. وكان هناك مسجد صغير فقلنا أدخلونا فيه ودخلنا وأخذنا الفرش وليس معنا أغطية. ونحمد الله فقد دخلنا المسجد وصلينا بالسجناء الظهر والعصر والمغرب ونصح السجناء بعض إخواننا، فالتفت السجناء حولنا وحذرناهم من الحوثيين والقاعدة وذكرناهم بالله تعالى. وصبرنا على هذه الحالة وجاء مدير السجن وقال لنا: ماذا تريدون؟!!فقلنا له: ماذا تريدون أنتم وأنتم تسجنوننا ثم تسألوننا!!. ثم قلنا له على ذمتك ما تعرف؟؟ فقال: إلى ذمتي ما أعرف وأنا في بيت الله، وأنتم عندي وضعتم عندي أمانةً!!. فقلنا له: نريد تغيير الجراحات ومسكنات، وهو يعدنا أنه سيأتي طبيب من مستشفى الشرطة وطلبنا منه بطانيات وأغطية فقال: ستأتي مع الطبيب، فبقينا إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، والجو بارد جدًا ولا أغطية ولا مجارحة ولا علاجات ولا مُسكِنات. وقال لنا مسؤول السجن فعلنا ما علينا، وقدمنا لكم ما نستطيعه فدعونا الله كثيراً، وعلمنا أنه لن يفك أسرنا إلا الله أرحم الراحمين فجاء رجل يقال له توفيق وقال: هناك أمر بالإفراج عنهم، فانتظرنا وخفنا أن هذا الإفراج وراءه الذهاب إلى مكان آخر أشد من هذا. ثم جاء الساعة الواحدة والربع وقال: أخرجوا وأشار إلى المكان الذي فُتشنا فيه سابقاً عند الدخول، وردوا لنا بعض أشيائنا، ولم يعيدوا لنا بعض الأشياء من جوالات وغيرها. فخرجنا وإذا بسيارتين قد جهزوها ووضعوا في كل واحدة أربعة منا، ثم جلسنا نصف ساعة ونحن بداخل السيارات، وقد تعبنا من البرد وكان صاحب السيارة يفك المكيف البارد فتعبنا أكثر. ثم جاء طقمان عليهما عساكر وتحركنا ولا ندري إلى أين يأخذوننا حتى رأينا المستشفى العسكري أمامنا الساعة الثانية بعد منتصف الليل ثم أصعدونا إلى الدور الثاني، وطلبنا مسكنات لشدة ما ألم بنا من برد وألم جراحات وتعب وإرهاق، وخوف على حياتنا. وجلسنا إلى قبل الظهر من يوم الخميس، وجاءنا رجل فأخرجنا وأعطانا ما تبقى من متاعنا الذي أخذ علينا وقد عبثوا بجولاتنا، ثم ذُهب بنا إلى هذا المسجد مسجد السنة بسعوان والحمد لله رب العالمين وهنا نقول من أرسل هؤلاء العساكر ومن الذبحاني والكبسي وما دخلهم في القضية وإننا نضع القضية للرأي العام ونطالب من ولي أمرنا حفظه الله محاكمة هؤلاء المختطفين وتقديمهم للعدالة والكشف عن هذه المؤامرة.