كتابات

رئيس حزب الرشاد محمد موسى العامري لـ(الثورة):السياسة ليست خروجاً عن الدين.. وتحفظ بعض السلفيين سببه الممارسات الخاطئة

0afhحاوره/ محمد محمد إبراهيم

في داخل قاعة مؤتمر الحوار كانت لنا وقفة مع أحد رؤساء الأحزاب الجديدة التي مثلت بادرة وصفها الكثيرون من مهندسي الديمقراطية، والعمل السياسي في البلد بالإيجابية.. ليس لكون هذا الحزب جديداً ظهر في غمار التحولات السياسية، بل لكون حزب الرشاد – السلفي- يمثل أحد التيارات الدينية التي وصلت إلى قناعة منطقية في رؤيتها الفكرية، محدثة تحولاً فكرياً جديداً بخوض التجربة السياسية المحافظة التي ستعكس -حسب رئيس حزب الرشاد، الدكتور محمد موسى العامري- العلاقة القيمية المثلى بين الدين والدولة، بين الجوهر الروحاني القيمي للدين، وبين احترام حقوق الإنسان في حرية الدين والتعبير والفكر والعيش الكريم، شريطة سيادة قيم التعايش والوسطية، وحوار فرفاء الأمة، وحوار الأجيال، بل وحوار الحضارات والأديان والأمم..
وتطرق العامري في حوار لـ(الثورة) إلى رؤية حزب الرشاد السلفي للقضية الجنوبية وقضية صعدة وقضايا أخرى في قائمة أجندة الحوار الوطني…….. إلى تفاصيل هذا الحوار.
* دكتور محمد .. بداية كيف تنظرون لسير أعمال المؤتمر حتى الآن؟
– ما تم إنجازه حتى هذه اللحظة مبشر بخير والأمل كبير في مزيداً من الانضباط، صحيح أن الناس أتوا مشحونين سياسياً وخلافياً، وكل واحد يريد تفريغ شحنته من خلال الحديث والتعبير عن القضية التي يحملها ويدافع عنها، وهو ما سيجعل الشحنات تخف تدريجياً مع هذه الجلسات والنقاشات والاستماع للآخر.. وحقيقةً الكل يعلم أننا في التمهيد، وحتى الآن لم تبدأ الأعمال الجادة، وستبدأ فرق العمل خلال أيام والآن نحن نستمع إلى بعضنا، ونذيب الكثير من الجليد في هذا الحوار.. ونتمنى أن ندخل في البرنامج العقلاني، ونتجنب الخطاب العاطفي الجماهيري الحماسي..
* من خلال ما سبق من أيام انعقاد الجلسات.. ما هي الصعوبات التي لمستموها؟
– كما ذكرت لكم حتى الآن تسير الأمور سيراً حسناً، وقد تكون هناك صعوبات، وهي ما يحدث على الصعيد الأمني، خارج الفندق قريباً أو بعيداً، وهذا قد يعكس ظلاله السلبية على سير الحوار.. لكن للأمانة هناك تناغم جيد في أداء الجهات الأمنية، وهناك جاهزية عالية تبعث على الاطمئنان، إلى جانب حرصنا جميعاً على سلامة مسار الحوار من الشحناء والجدل المقلق للسكينة، ونتمنى من الله التوفيق للجميع..
*هل لنا معرفة رؤية حزب الرشاد إلى ما يتعلق بالقضية الجنوبية؟
– رؤيتنا واضحة حول كل القضايا المطروحة على طاولة الحوار.. كالقضية الجنوبية، أو قضية صعدة، أو قضية الحكم الرشيد، والتنمية، ودستور الجمهورية، وغيرها من القضايا الاجتماعية والتنموية الشاملة.. وأعني بذلك أننا مع كل مظلمة ومع كل حق لإخواننا في هذه المناطق الجنوبية، وندعو إلى إعادة الحقوق إلى أهلها في مختلف المناطق والمحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية.. من منطلق ما أوجبه ديننا، ولما فيه مصلحة مجتمعنا .. لا شك أننا سنسعى إلى رأب الصدع وتحقيق الألفة وترسيخ دعائم الوحدة اليمنية باعتبارها مكسباً دينياً، ومكسباً وطنياً، ومكسباً للأمة..
* من خلال عملكم في اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني .. ماذا عن تعاطي فصائل الحراك مع الحوار ؟
– بخصوص اللجنة الفنية لم تستوعب جميع فصائل الحراك، لكن من خلال جلساتنا تبدّى لنا أن معظم ممثلي الحراك الجنوبي حاضرون في الحوار الوطني، وهو ما أكده لنا رئيس الجمهورية، أكثر من مرة أن معظم جميع فصائل الحراك ستشارك.. وحتى التي ما شاركت رئيس الجمهورية أكد والجميع متوافقون على أن باب الحوار مفتوح لمن أراد أن يأتي إليه.. كما أن التواصل قائم مع بقية الفصائل في الخارج، وعن طريق الرئيس شخصياً، والوسطاء الدوليين..
* وماذا عن رؤية حزب الرشاد تجاه قضية صعدة؟
– قضية صعدة ننظر إليها من أكثر من زاوية.. يجب أن تبسط الدولة هيبتها ونفوذها على جميع مناطق اليمن، ومن حق الحوثي أن يعيش كأي مواطن من مواطني الجمهورية اليمنية ومن حقه أن ينظم كيانا سياسيا بالطريقة التي يريد، ولكن تحت ظل الجمهورية اليمنية ونظامها، نحن جميعا لا نقبل أن تأتي أي جماعة مسلحة في أي مكان من خارطة الجمهورية، وتمارس صلاحيات السلطة المحلية، خارج دائرة الدولة، فنحن نعتبر هذا من الفتنة التي لا يجوز أن تكون بين المسلمين، كذلك هناك نازحون هناك مهجرون من أبناء محافظة صعدة هؤلاء من حقهم أن يعودوا إلى أماكنهم ومساكنهم، وترد لهم بيوتهم وأموالهم واعتباراتهم.

السياسة والدين
*ماذا عن بادرة خوضكم كسلفيين غمار السياسة.. بعد أن كانت لكم رؤية منافية لداعي السياسة كونه خارج الدين؟
– لا شك أنها بادرة إيجابية، والتيار السلفي له قاعدة كبيرة عريضة في اليمن وهناك الكثير اقتنعوا بضرورة المشاركة في العمل السياسي لأن هذا هو واجب الوقت.. فاليمن يمرُّ بمرحلة حرجة تستدعي من جميع أبنائها الصادقين أن يشاركوا في رسم سياسة مستقبل البلد.. ولا يوجد أي سلفي ينظر إلى السياسة بأنها خروج عن الدين بالمفهوم الذي ذكرت.. لكن هناك أناس يتحفظون من العمل السياسي، على اعتبار أنه مشوب بعدة مخاطر وألاعيب وحيل وخداع وغيرها…
* برأيكم ما السبب في هذا الانحراف المفاهيمي والقيمي للعمل السياسي؟
– السبب في ذلك ممارسات خاطئة كبيرة خاضها كثير من الناس في العمل السياسي.. فالكثير من السلفيين نظراً لهذه الممارسات الخاطئة حصلت عندهم ردود أفعال، لكن لو وجدت ممارسات سياسية تنضبط بالشرع الإسلامي وأخلاقيات الإسلام فهذا لا إشكال فيه.
* ما هي رسائلكم كحزب سياسي التي توجهونها للمتحاورين والشعب ككل ؟
– أولاً لا شك أننا شعبٌ مسلم، شعبٌ مؤمن .. وبالتالي حينما نختلف في قضايا قيمية ومبادئ سواء كانت حقوق الإنسان أو حقوق المرأة أو الحقوق والحريات أو أي قضية للشريعة الإسلامية، علينا أن ندرك بلا شك أن الشريعة الإسلامية قد حسمت الأمور واستوعبت جميع معطيات الحياة، وبالتالي يجب أن يكون مردنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. لأن الله تعالى يقول: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول”.. وهذه ليست مرجعية مذهبية أو طائفية وإنما هي مرجعية متفق عليها، بين جميع أبناء الأمة والشعب.. فهي تنظم العلاقة بين كل البشر المسلمين وغير المسلمين.. وهذا شيء طبيعي أن يكون مرد الخلاف المتنازع عليه في المبادئ وفي القيم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وهناك قضايا مباحة كهيكلة الجيش والقضايا الإدارية والإجرائية وشكل الدولة، -مثلاً- فهذه تندرج في قسم المباح وهو أحد الأحكام التكليفية في الشريعة الإسلامية..
الأمر الثاني أتمنى أن يجعل المتحاورون مصلحة اليمن نصب أعينهم وأن لا يغلبوا مصالحهم الحزبية والمناطقية والطائفية والتجارية، أو أي دوائر أخرى من شأنها أن تؤثر على مصلحة اليمن الكبرى، أتمنى من جميع المحاورين أن يتجنبوها وأن يجعلوا المصالح العليا هي الهم الأكبر حتى ينجح الحوار.. بحيث لا يتحول هذا الحوار إلى كعكعة للتقاسم وميدان للصراعات الطائفية والمناطقية وصراع المصالح..
الرسالة الأخيرة أقول للجميع: طالما وأنت اخترت الحوار ضع السلاح وتعال للحوار، وأنت مواطن يمني، ولا تأتي للحوار وأنت متمترس بعسكر أو بجيش ومستقطعا جزءا من الجمهورية اليمنية تمارس عليها صلاحيات السلطة المحلية خارج مظلة الدولة..

زر الذهاب إلى الأعلى