رئيس اتحاد الرشاد لقناة “اليمن اليوم”: لدينا رؤية شاملة في كل مفردات مؤتمر الحوار الوطني ومصفوفة موضوعاته، وسنعطي رؤية سياسية من منطلق شرعي
قال الدكتور محمد بن موسى العامري إن الجانب العاطفي للمتحاورين سيطر على الجانب العقلاني وهو شيء طبيعي كونه يطمئن مؤيدي الكتل من أبناء الشعب اليمني، متوقعاً أنه سيتغير مع مرور الأيام. مؤكداً على أهمية التفكير بشكل أعمق وأشمل على مستوى الوطن بشكل عام لا بمستوى المناطق ومظالمها فقط.
وصرح رئيس حزب اتحاد الرشاد اليمني في لقاء مع قناة “اليمن اليوم” مساء أمس بأن لدى حزب الرشاد رؤية شاملة في مؤتمر الحوار الوطني في كل مفرداته ومصفوفة موضوعاته، معتبراً أن ملف القضية الجنوبية هو الملف الأهم.
مشيراً إلى أن الوضع المصري يختلف كثيراً عن الوضع اليمني الذي يعتبر شعبه شعباً متديناً بطبيعته وعلى الفطرة، وأن مسألة الشريعة الإسلامية هي محل اتفاق بين عموم أبناء الشعب اليمني وأنها هي مصدر القوانين جميعاً كما هو موجود في الدستور الحالي.
مؤكداً “إننا سنقدم ملفاً شاملاً لكل القضايا وسنناقشها، ونحن على يقين أن شريعتنا الإسلامية تستوعب كل معطيات الحياة وتوجد الحلول لكل الإشكاليات، ولو أن الناس التزموا بالمحكمات وبالجمل الثابتة وبما أنزل الله تبارك وتعالى وتفقهوا في دينهم لما حصلت هذه الإشكالات التي نعيشها اليوم”.
وعن تميز الرشاد يقول العامري: “إن أبرز ما يميزنا هو أنه ليس لنا خصومات تاريخية وتقليدية مع أي طرف سياسي، نحب أن نكون منفتحين على الجميع، وكل مكون سياسي سيحرص على ثوابت المجتمع الدينية والوطنية سيجد أننا قريبون منه بشكل كبير، وسنعطي رؤية سياسية من منطلق شرعي” داعياً الجميع إلى ممارسة السياسة، لكن لا يعني ممارستها الكذب والمخادعة والمراوغة والتسلق وتجاوز الثوابت والمحكمات.
وأضاف العامري “نحن بطبيعة الحال نراهن على شعبنا ومجتمعنا ونتبنى همومه وآلامه، الشعب اليمني يريد الأمن والاستقرار والرخاء والعيش الكريم، وأن يشعر أن ثوابته محفوظة وقيمه باقية، وأخلاقه لا تمس، موضحاً أن هناك جوانب معنوية وهناك جوانب مادية والإسلام جاء لصلاح الدنيا والآخرة، ومن ثم فنحن سنتوجه بمشروع شامل نستهدف فيه الشعب ونوضح للناس الرسالة التي نحب أن تصل إليه، وفي نفس الوقت سنكون ممارسين لدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب فيما يتعلق بالسلطة، فالسلطة بحاجة إلى احتساب وتقويم ونصح وترشيد وسنؤدي دورنا في هذا المجال”.
وبين العامري أن “البشر اليوم يتدافعون وينطلقون إلى التفقه، إلى القرآن، إلى السنة النبوية، ونشهد موجة كبيرة جداً، ولو قارنا في الجنوب ما هو حاصل اليوم عما كان قبل 20 او 25 سنة لوجدنا الفارق هائلاً جداً في مسألة حفاظ القرآن الكريم والحجاب والتنافس في التعليم الشرعي، هناك جوع عاطفي وفراغ روحي الناس يبحثون عنه”.
وعن القضية الجنوبية يقول العامري إن الحراك أصناف؛ فهناك “حراك راشد يطالب بالحقوق وبرد المظالم ونحن مع هذا النفس ومع هذا الاتجاه لأن الظلم مرفوض في أي مكان في الجنوب والشمال، ولا شك أنها وقعت مظالم وأمور وأخطاء يجب أن تعالج في المحافظات الجنوبية”، موضحاً أن الصوت المطالب بالحقوق يجب ألا نضيق ذرعاً به وأن نكون موضوعيين أيضاً.
وأضاف العامري: لكن هناك فصيل من الحراك أعتقد أنه لا يريد حل مشكلة حتى الجنوبية، وهي قلة ومدفوعة تتاجر بالقضية الجنوبية، وتدرك أنه لو حلت القضية الجنوبية لغابت عن المشهد السياسي، وهي تغذى من الخارج وتدفع باتجاه الفوضى والتخريب والتأزيم وإثارة العصبيات والنعرات وبعث المعاني السيئة، ونحن مجتمع مؤمن يجب أن تسيطر عليه روح المودة والأخوة والتراحم.
وبين العامري أن هناك شروطاً لنجاح الحوار، من أهمها؛ أولاً: أن يدخل الناس إلى هذا الحوار بنوايا حسنة وبصدق وبمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام الشعب والأجيال التي نحن مسؤولون عنها بين يدي الله، ثانياً: يجب أن تغلب المصالح الكبرى على المصالح الضيقة والصغيرة سواء كانت مناطقية أو مذهبية أو عصبية أو تجارية أياً كان شكلها أو لونها، ثالثاً: أننا إذا اختلفنا في القضايا الشرعية كشعب مسلم أن يكون مردنا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأي قضية شرعية فيها حكم شرعي يجب أن يكون مرد الناس إليها. والتسليم لله ولرسوله أمر يدل على أن الحوار سينجح بإذن الله في القضايا التي قد حسمتها الشريعة الإسلامية.
وأكد العامري على أهمية احترام التخصصات، فعلماء الشريعة الإسلامية الذين قضوا وقتاً طويلاً وهم يتفقهون فيها فهم المتخصصون فيها وليس غيرهم ويجب احترام تخصصهم، والحلال والحرام مسألة تخصصية، مبيناً أن مساحة الاتفاق بين العلماء كبيرة جداً وهناك مساحة اختلف فيها العلماء لكن يمكن أن يوجد لك مسألة حل من الحلول، والأصل المحافظة على الجمل الثابتة التي هي محل اتفاق بين العلماء والمسلمين، فما اختلف فيه العلماء أو كانت من مسائل الاجتهاد فترد إلى أهلها ويحرر فيها، متمنياً أن لو كان هناك مجمع فقهي بحيث يكون هناك فقه جماعي.
رابط الفيديو كاملاً: http://www.youtube.com/watch?v=uFd0-tvGHzA