دماج بين صمت الحكومة وخيلاء الحوثي
بسام الشجاع
الاحتجاجات الشعبية، والمناشدات السلمية، والحشود الجماهيرية في شتى محافظات الجمهورية كلها اليوم تقف عاجزة عن تحريك الحكومة اليمنية للقيام بواجبها المنشود تجاه مواطنيها في صعدة، والسؤال الذي يسأله المواطن البسيط: لماذا الحكومة التي مازالت في حالة مخاض وتعاني من كبوات اقتصادية كبيرة تلملم جراحها وتتجاوز عثراتها تعد العدة والعتاد، وتقطع المسافات الطويلة لتطارد المسلحين خارج إطار القانون حينها أحسسنا أن لنا حكومة قوية، وكنا نردد دائماً المثل المشهور (ما أحد يعادي الحكومة)؛ لأننا ندرك أن لها مخالب غاضبة تخمش بها كل من يخالف النظام والقانون، هكذا كنا نعتقد ونما هذا الاعتقاد مع نمونا وكنا نود أن يرثه أبناءنا من بعدنا لكن أنى لهم ذلك وهم يشهدون بأم أعينهم من يحملون السلاح وليس أي سلاح بل سلاح الدولة الخفيف منه والثقيل ويصوبونها في نحور مواطنين عزل ونساء وأطفال وتهدم بها البيوت والمساجد ومكاتب العلم ودوره، وكل هذا على مرأى ومسمع من لا تزال تسمي نفسها حكومة. المليشيات الحوثية المسلحة تحكم قبضتها على محافظة صعدة وتستطيع بقوة السلاح وتواطؤ ظاهر للعيان أن تحول مدينة صعدة من مدينة السلام إلى مدينة الجحيم، وبعد أن استطاع أن يدخل مجموعة من العلماء على رئيس الجمهورية وشرحوا له الوضع في صعدة ووعدهم بإيقاف القصف خلال 24ساعة أفاجأ وأنا أطالع بعض التقارير الطبية بحجم الكارثة والمأساة التي يتجرعها سكان صعدة ومنطقة دماج تحديداً، ونضراً لما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة من استهداف منازل السكان في منطقة دماج استدعى ذلك إلى لجوء النساء والأطفال إلى ملاجئ. وفيما يقارب 2000 امرأة وطفل لجئوا إلى هذه الملاجئ لتأمين أرواحهم من قصف الحوثيين، وكثير من الأسر لم تجد مكاناً لها بهذه الملاجئ مما اضطروا إلى البقاء في منازلهم الهشة. علماً بأن هذه الملاجئ غير مؤهلة لسكنى الحيوانات فضلاً عن البشر، وهي عبارة عن مخازن تحت الأرض تستخدم في الأصل لتخزين القمح وما شابه من مواد غذائية ومساحتها ضيقة جداً لا تستوعب نصف العدد المذكور ولا يوجد بها أي تهوية أو دورات مياه وبسبب سوء التصريف الصحي أدى إلى تلوث مياه الشرب بالمنطقة، أما إحصائيات الوفيات: فقد بلغ عددهم 52 مابين طفل صغير، وشيخ كبير، وامرأة، أما الجرحى فقد بلغ عددهم 200بينهم 9 نسوة إضافة إلى الخسائر المادية والنفسية التي خلفتها مليشيات الحوثي المسلحة هذه الإحصائيات إلى تاريخ 5/11/2013م وكل يوم والإحصائيات تزيد. من يقترب من أبناء صعدة يدرك حجم المأساة، أما إذا تمعن في صمت الحكومة فإنه لاشك سيدرك بأن هناك أيدي إقليمية ودولية ضالعة في هذه الحرب الملعونة، وأن هناك من يضمر شراً لبلدنا وديننا وقيمنا، والذي ينبغي على أبناء دماج أن يعتمدوا على الله عز وجل وأن لا يؤملوا أو يعولوا على من ظلوا فترة يسمونهم بولاة أمر، وآسف أن أقولها لكنها الحقيقة فها هو أحد أعضاء لجنة الوساطة الرئاسية حينما سئل عن وضع دماج قال: “كلهم سواء”، إذن كيف نؤمل بحل ممن يساوي بين الضحية والجلاد، ويعاتب المقتول، ويغفل عن القاتل ومن يحمل السلاح ومع الأعزل، ثم أستغرب كثيراً حينما يقول بعضهم جماعة الحوثي يردون بهذا التوقيت إفساد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فنقول لهم نحن أيضاً ندرك ذلك لكن هذا ليس مبرراً لأن يقتل الموطنون الأبرياء، وتكون أرواحهم الطاهرة هي الثمن لهذه المؤامرة. لا ينبغي على المؤتمرين أن يقفوا دون الأخذ على يد الظالم ونصرة المظلوم ولا أظنه خافياً على أحد من الساسة والعقلاء من هو المعتدي ومن الفاسد، فإن لم يتحركوا ويوقضوا ضمائرهم ويصدقوا في أخذ هذا البلد الى بر الأمان فإن الامر سيتفاقم ويجر البلاد الى فتنة لا تستثني أحداُ.