كتابات

دفاع عن الرشاد(1)

صلاح بن سالم الكلدي
صلاح بن سالم الكلدي

*صلاح  بن سالم الكلدي

التقيت بمجموعة من الإخوة الفضلاء فذكروا أنهم ينقمون على الرشاد أن الأمين العام أشاد برؤية الحزب الاشتراكي في هوية الدولة، وقال: لا مانع عندي في هذه الفقرة لو تحذف في العنوان كلمة الاشتراكي وتوضع كلمة الرشاد.
فاستنكر الإخوة كيف يقول هذا وفي رؤية الاشتراكي أشياء تخالف الشريعة الإسلامية كالالتزام بمواثيق الأمم المتحدة و..و..و.
فأقول: عند الحكم على أي كلام لا بد من أمرين رئيسين:
1- التأكد من ثبوت القول إلى قائله.
2- معرفة سياق الكلام الذي قيل فيه، وعدم بتر الكلام.
وعليه فإن الكلام السابق ثابت عن الأمين العام وهو الشيخ عبدالوهاب الحميقاني، ولكنه سيق في الكلام على هوية الدولة عند الاشتراكي بعد أن تحدث الشيخ عن رؤية الحراك والحوثيين والمؤتمر المخالفة للشريعة، ثم جاء الحديث عن رؤية الاشتراكي حيث كانت بهذا السياق (الإسلام دين الدولة، والشعب اليمني شعب مسلم لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، والشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات). وهذا الكلام منهم صواب 100%، وهو يوافق رؤية الرشاد، فأشاد الأمين العام برؤيتهم في هذه الحيثية فقط، وكان كلامه واضحاً في سياق الكلام وسباقه ولحاقه.
وأما قولهم: إن في رؤية الاشتراكي الالتزام بمواثيق الأمم المتحدة و..و..و، فهذا لم يشمله كلام الشيخ الصريح البين، فتأمل!!!.
ثم تفضل أحدهم فقال: ولكن في هذا الكلام تزكية للاشتراكي، فأقول:
كلامك هذا غير صحيح لأمور:
1- إن موقف الرشاد بناء على قرار الهيئة العليا هو: أن موقفنا من الموافقة والمعارضة مع المكونات الأخرى هو بحسب موقفه من ثوابت ومصالح الشعب اليمني، وليس لنا تحالفات دائمة وشاملة، فمن وافقنا في قضية فنحن معه في هذه القضية.
2- أنه لا مانع شرعياً من مدح المخالف في قضية معينة، وأن ذلك لا يفهم منه التزكية المطلقة أبداً، فقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي قبل إسلامه بقوله: (ملك لا يظلم عنده أحد)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوني قريش إلى خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أجبتهم إليها)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لقد حضرت في بيت عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن به حمر النعم، ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت)، وقول عمرو بن العاص في مدح الروم مشهور ومعروف كما في صحيح مسلم.
3- أننا اليوم في معركة كبيرة مع العلمانيين – مع العلم أن كثيراً من أعضاء الحزب الاشتراكي مسلمون ومصلون، ولم يرتكبوا ناقضاً للإسلام– ونحن بحاجة ماسة إلى تجميع الناس وحشدهم للشريعة، فمن رأيناه وافقنا، فلا بأس بمدحه والثناء عليه في هذه الجزئية -والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو الهيئة العليا –  رئيس دائرة التوجيه والإرشاد في ‏اتحاد الرشاد اليمني

Alcaldi70@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى