حوارات وتصريحات

حوار مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية مع فضيلة الدكتور عبد الوهاب الحميقاني

حوار مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية مع فضيلة الدكتور عبد الوهاب الحميقاني

 

قام مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ـــــ فرع غزة  بإجراء حوار مع فضيلة الدكتور “عبد الوهاب الحميقاني  ” أثناء زيارته قطاع غزة , وذلك يوم الأربعاء الموافق 5 12 2012 م  . وهذا هو نص الحوار :

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية :

في البداية اسمح لي شيخي الفاضل أن أرحب بكم على أرض غزة الصمود وأقول لكم حمدا لله على سلامة الوصول , وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل قدومك إلى غزة يسري عليه قول الله سبحانه وتعالى : {  وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [2] } , والآن أبدأ الحوار مع فضيلتكم لأستهله بالسؤال الأول:

من هو الدكتور عبد الوهاب الحميقاني ؟

أجاب الشيخ : عبد الوهاب محمد الحميقاني .

عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين .

عضو هيئة علماء اليمن .

عضو جمعية علماء اليمن .

أمين عام حزب الرشاد اليمني السلفي .

رئيس عدة منظمات خيرية في اليمن , ورئيس مكتب حقوقي .

محاضر أصول الفقه في جامعة الإيمان , ومركز الدعوة العلمي .

لي العديد من النشاطات السياسية والعلمية .

متزوج من اثنتين ولي أربعة من الولد , وأربع من الإناث . هذا ملخص لبطاقتي التعريفية .

المركز : نسأل الله أن يبارك لك شيخنا في ذريتك وأن يجعلهم للمتقين إماما ,

كما ونسأله سبحانه وتعالى أن يمد في عمركم وأن ينفع بكم الإسلام والمسلمين.

السؤال الذي اعتدنا أن نسأل به ضيوفنا الوافدين إلى غزة . لماذا جئتم غزة ؟

د. الحميقاني : ما جئنا لسياحة ولا من أجل عمل , ولا لنرقب الإعمار الذي في غزة , ولا جئنا لنرقب النهضة الحياتية والمعيشية التي فيها , وإنما جئنا نبحث عن صمود وثبات أهلنا في فلسطين ولا سيما في قطاع غزة , ونرى أثر هذه المعركة الأخيرة والعدوان الصهيوني الغاشم على كتائب المجاهدين بخاصة, وأبناء الشعب الفلسطيني بعامة .

د. الحميقاني : بحمد الله وجدنا شعباً مؤمناً صابراً رغم قلة ما في اليد  ووطأة الحصار , وبأس الحرب الذي نزل بهم إلا أنك تجد بحمد الله تعالى الثبات والإصرار والعزيمة .

لفت انتباهي ونحن نزور بعض المساجد التي قُصِفَتْ ودُمِّرَت مؤخرا دماراً كُلِيًّا كيف أن أهل الحي سرعان ما أنشئوا مسجدا مجاورا , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعلق هذا الشعب بدينه , وإصراره على المضي لعبادة ربه مهما كانت الصعوبات .

وحقيقة وجدنا وضعاً مُطَمْئِناً ؛  فأنا إذا دخلت البلد أُقَيِّمُه تقييم كُلِّيٌّ وجُمْلِي في تِرْس المُضِي . أين هو يمضي هل هو يمضي إلى الله أم يرجع عن الله ؟  فأنا إذا بدأت أُقَيِّم شعب غزة في جُمْلَتِه بحمد الله أرى أن العَجَلَةَ تمضي إلى الله عز وجل  وهذا هو الذي يُفْرِح ويُطَمْئِن , أما الدنيا فهي محصلة وقادمة لا شك في ذلك ؛ فيجتهد الإنسان فيها بطبعه . ولكن لا ينبغي لنا في تقييم الشعوب والبلدان أن نُقَيِّمَهُم في نهضتهم الدنيوية بقدر تقييمهم في مُضِيِّهِم إلى الله ونُكُوصِهِم عن الله .

فالحمد لله أرى أن هناك توجه وإقبال على الله رغم الضعف الذي لا يخلو منه مجتمع ؛ إلا أن الوضع يُطَمْئِنُ كثيراً فَلِلَّهِ الحَمْدُ والمِنَّة وله الفضل أولا وآخرا على هذه النعمة أن المسلمين في أَوْبَةٍ وعَوْدَةٍ إلى الله سبحانه وتعالى ونسأل الله لنا ولكم الثبات على الدين .

المركز : أنتم في اليمن عُرِفَ عنكم بأنكم لطالما ناديتم بضرورة تحرير فلسطين , والوقائع تثبت بأنكم قدمتم لفلسطين ما تملكون من مال ومسيرات واحتجاجات وزيارات تضامنية حيث زارنا علماء وأبناء اليمن وقد شَرُفْنا في مركز بيت المقدس بلقائهم والتعرف عليهم .

ما هو موقف أهل اليمن من العدوان الصهيوني الغاشم على أهل غزة ؟

د . الحميقاني :  على العموم قضية فلسطين عامة  وقضية غزة خاصة , والصراع العربي الإسلامي الصهيوني هو من القضايا الحاضرة في أذهان المجتمع العربي المسلم عموما والمجتمع اليمني خصوصا وهي قضية يصعب فِكَاكُهَا عن تفكير المجتمع اليمني . فالمجتمع اليمني مجتمع محافظ في جُملته ويُرَتِّب أَوْلَوِيَّاتِه في الخصومة , والعدو الصهيوني محل عداء لا ينتطح فيه عنزان في اليمن لا رسمي ولا شعبي ولا حزبي ولا فئوي ربما هو العدو المجمع على عداوته , ولذلك القضية الفلسطينية وكل ما يحدث على أرض فلسطين ـــ في أي مكان في فلسطين ــــ  ومن ذلك غزة في الصراع مع اليهود تجده حاضرا في ذهن الكبير والصغير من منطلق الاهتمام العام بالقضية التي يعتبرونها قضيتهم الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى , ومن جهة أخرى الانشغال في العدو اللدود الذي يروه خصما لدودا للأمة , فلذلك لم تغب قضية فلسطين .

ولا عَجَبَ ولا غَرْوَ أن تجد أن ما حدث أخيرا لم ينشغل الشعب اليمني عنه بخصوصياته وهمومه الداخلية بالرغم من ثقل أعباء الساحة السياسية اليمنية .

يعني أعباء معيشية في وضعها الطبيعي كانت لربما تصرف الناس عن الاهتمام بقضية أخرى إلا أن الشعب اليمني عاش القضية الغَزِيَّة والقضية الفلسطينية لا سيما الحرب الأخيرة وتداعياتها لحظة بلحظة , وَوَقَفَ بما قَدِرَ عليه من فعاليات سياسية واجتماعية وخيرية في نصرة هذه القضية ولا زال .

وهذا من فضل الله تعالى على تلك القضية أنها جعلت المسلمين لا يحيدون عنها ولا يميلون ولا يَكِلُّون في نصرتها مهما انشغلوا أو شغلتهم القضايا فإنه لا يمكن أن تصرفهم عن قضية فلسطين وقضية المسجد الأقصى وقضية الصراع مع العدو والكيان الصهيوني الغاشم .

المركز : على مدار التاريخ فإن للعلماء دور بارز في تبصير الأمة , وهم المحرك والقائد للأمم , ولهم دور كبير في صنع الانتصارات والتحرير .

 ما هو واجب علماء المسلمين تجاه قضية فلسطين ,  وماذا قدمت رابطة علماء المسلمين لهذه القضية ؟

د . الحميقاني : على العموم فعلماء المسلمين جميعا بما فيهم علماء الرابطة لهم دور ملحوظ في تبني القضية الفلسطينية وحض الناس على دعمها والاصطفاف حول شعبها وبيان خطر عدوها , ووجوب نصرتها ودعمها , وهذا من جهاد الحجة والبيان والدعوة , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لم يَكِل منه العلماء وما زالوا ولم ينفكوا عنه حتى هذه اللحظة وهذا ليس تفضلا منهم بل هو قيام بما يمليه الشرع عليهم تجاه تلك القضية  فواجب النصح والبيان للأمة يقتضي أن يبين الموقف الشرعي من هذه القضية ومن عدوها , وواجب المسلمين نحوها , وهذا ما يقوم به العلماء وما زالوا يقومون به سواء في اليمن وفي غير اليمن , وسواء  في رابطة علماء المسلمين وفي غير رابطة علماء المسلمين , وهذا الشيء بدهي . فإذا كان الرجل العامي البسيط من أمة الإسلام يدرك واجبه تجاه تلك القضية فكيف بالعالم الرباني الذي يعرف ما أنزل الله عليه في كتابه , وما أوحاه إلى نبيه عليه الصلاة والسلام من النصوص التي تحتم عليه وجوب نصرة إخوانه , وبالنسبة للرابطة فهي من الروابط العلمية الإسلامية التي ما زالت ناشئة لكن رغم حداثتها بحمد الله عز وجل كان لها مواقف بارزة تجاه القضية الفلسطينية والعراقية والسورية والبورمية والصومالية وكثير من قضايا العالم العربي والإسلامي , وتُوِّجَ نشاطها بهذه الزيارة إلى غزة , واجتماع قيادة الرابطة مع القيادة الفلسطينية في غزة لنسجل نوعا من التواصل المادي والمعنوي للرابطة تجاه القضية الفلسطينية , وأظن بأن بعض الدعم الرمزي قد حمله معه أمين عام الرابطة وسَلَّمَه لقيادة غزة , وإن كان لا يُوَفِّي ما يجب ولكن هذه بَادِرَةُ خير , وسنحمل هذه القضية لمن وراءنا من المسلمين , وحض الناس على نصرتها ودعمها , وربما يكون هذا الواجب المُحَتِّم في المرحلة القادمة , ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك .

 المركز : أنتم اليوم تزورون وتشرفون قطاع غزة . منذ متى تراودكم فكرة الزيارة ؟

د . الحميقاني : أنا عضو في اللجنة الإغاثية اليمنية لنصرة الشعب الفلسطيني , وقد أرسلنا قافلة في شهر يوليو من العام الجاري لغزة , وكان من المفترض أن أكون ضمن الشخصيات القادمة لغزة , ولكن ظروفا معينة ما أتاحت لي القدوم , ولكن عدد كبير من الحضور في حينها هم أصدقائي وزملائي في العمل في خدمة القضية الفلسطينية , وظروف معينة في وقت معين حالت بيني وبين تلك الزيارة على الرغم من العرض علينا لزيارة غزة حينها , وكان المجال مفتوحا للمجئ , ولكن قَدّرَ الله وما شاء فعل . قَدَّر الله أن تتأخر هذه الزيارة لهذا الوقت , ولَعَلَّ في ذلك خير فربما لو أتيت من قبل ما أتيت الآن .

وقد أتى إخوة من قبلي من اليمن بل أن بعضهم قد شارك في أسطول الحرية , ثم جاءت زيارة القافلة الإغاثية , ثم وفد الشباب اليمني , واليوم يحضر اليمن ضمن رابطة علماء المسلمين فلله الحمد والمنة ولا يقدر الله إلا خيرا , ولعل في تقدير تأخير هذه الزيارة خير لنا .

المركز : ما هي الرسائل التي وددتم إيصالها من خلال زيارتكم لغزة , وما هي الأشياء التي ستحملونها معكم لليمن السعيد ؟

د . الحميقاني : الرسائل التي جئنا بها ألقيتها في أكثر من محفل في غزة . جئنا لِنُذَكِّرَ أهل غزة قيادةً وشعباً بالله عز وجل  وأن يرتبطوا بالله سبحانه وتعالى , وأن يعتصموا بأمره وأن يستمسكوا بوحيه  فما النصر إلا من عند الله , فالنصر الذي أنعم الله عز وجل ومَنَّ به عليهم لم يكن بقوتهم , ولا بحسن تخطيطهم وترتيبهم , فإذا نظرنا للجانب المادي وحَسَبْنَا حِسْبَةً مَادِيَّةً لوجدنا أن العدوَّ يَتَفَوَّق أضعافا عظيمة .

فما كان النصر إلا من عند الله كما قال الله : { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } . فالنصر من عند الله وإذا أردنا أن يستمر النصر الذي مَنَحَنا الله إيَّاه فلا بد أن نبقى على موجبات النصر , وأعظم موجب للنصر هو نصرة الله عز وجل  {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ  } , وأعظم ما يُنْصَرُ به الله عز وجل ــ والله غني عن العالمين ـــ أن يُلْتَزَمَ شرعه وأن يُسْتَمْسَكَ بِوَحْيِه وأن يُوْقَفَ عند حدوده وأن يُرْضَى في قضائه وقدره , وأن يُصَدَّقَ في خبره , وأن يُلْتَزَم في أمره , وأن يُجْتَنَبَ ما نهى عنه . ولذلك الصراط المستقيم الذي يجب على عموم المسلمين وعلى خصوص أهل غزة أن يسلكوه هو الاستمساك بالوحي بالقرآن والسنة قال الله تعالى :  { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ  } , وبِقَدَرِ الخروج عن هذا الصراط المستقيم بقدر ما نستوجب العقوبة , وبقدر ما نفوت على أنفسنا من النصر .

ولذلك نصيحتي للمسلمين في غزة قيادة وشعبا أن يستمسكوا بالقرآن والسنة , وأن يحسنوا علاقتهم بالله عز وجل , وأن يَتَّحِدُوا فيما بينهم ويتناصحوا ويتكاتفوا ويتآلفوا ويتراحموا , وأن يُجَسِّدُوا معاني الإيمان الحَقَّة في الاستمساك بالوحي , والاعتصام بقوة الإيمان والتَرَاصِّ في مجابهة العدو هذه هي النصيحة التي أردنا أن ننصحها لإخواننا في غزة .

أما الرسائل التي سنحملها فهي رسائل الاتعاظ والاعتبار من أهل غزة , ورفع راية الإسلام ومجابهة العدو سواء كان عدو النفس أو عدو الداخل في ديار الإسلام , سواء كان من أهل النفاق أو الشرك أو العداء للإسلام والمسلمين .

فلا بد أن نستلهم روح المقاومة والصمود والمقارعة والمنازلة للعدو من غزة , وأن يستفيد منها المسلمون في كل مكان .

الأمر الثاني : حمل القضية لجميع المسلمين وحض عموم المسلمين وتحريضهم على دعمها ونصرتها , وكسر الحصار سواء الحصار السياسي أو الاجتماعي أو النفسي عن غزة , وحض المسلمين على تقوية العلاقة , والتعامل مع أبناء قطاع غزة ؛ لأن هذا فيه إسناد وإمداد وتقوية لغزة وأهلها وبالتالي فيه إحباط لمؤامرة العدو في عزل هذا الشعب عن بقية إخوانه المسلمين وإن شاء الله ستكون لنا هذه الرسالة نَتَبَنَّاها في عموم المسلمين عَلَّ الله أن يُكَلِّلَ هذه الرسائل بالإجابة من عموم المسلمين فيُكْسَر الحصار , ويَقْوَى التواصل مع غزة , وتُسْتَنْهَضُ كثير من القوى في الأمة لمؤازرة ومناصرة إخوانهم في غزة وفي فلسطين عامة حتى يتغلبوا على عدوهم , ويفرحوا مع المسلمين بالنصر المبين بتحرير المسجد الأقصى في القريب العاجل .

المركز : هل من رؤية استشرافية لمستقبل المسلمين في فلسطين في ضوء المتغيرات على الساحة ؟

د. الحميقاني :  نحن نستشرف من كتاب الله عز وجل ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم فعندما قال موسى عليه السلام لقومه :  { قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } فهذه مسألة بديهية قضائية أن العاقبة للمتقين لكن قد يطول الزمان وقد يقصر ولكن في النهاية العاقبة للمتقين . وهذه حقيقة قرآنية ثابتة لا جدال ولا مراء فيها .

وفي حقيقة الأمر أن الذي يشاهد الحراك في الشام عموما سواء ما يحصل في سوريا وفي فلسطين وفي غزة , وما يحدث الآن في مصر يستشرف أن أحداث وملاحم الشام وقوة وعزة الدين في الشام التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأت إرهاصاتها تتبلور , وإن شاء الله هذه الأمور تبشر بخير وبصحوة إسلامية في بلاد الشام خاصة وفي بلاد المسلمين عامة إن شاء الله ستكلل في الوصول إلى ما يصبوا إليه المسلمون من إقامة الدين وترسيخ دعائمه في ربوع العالمين , والنهضة بالخلافة الإسلامية الراشدة المنشودة والمطلوبة والتغلب على عدوهم . والبشرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ثوبان رضي الله عنه وورد في صحيح مسلم أن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ؛  فإن شاء الله ملك الإسلام سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وهذا وعد الله ووعد رسوله والله لا يخلف الميعاد .

المركز : إن شاء الله يكون ذلك قريبا , ونسأل الله أن نصلي سويا جماعة في رحاب المسجد الأقصى عما قريب .

في نهاية الحوار كيف تنظر لمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ولعمله , وهل من كلمة توجهها للعاملين في حقل المركز ؟

د. عبد الوهاب الحميقاني : هذا المركز سمعت عنه من قبل , وعرفت بعض الناس الذين يعملون فيه , وحقيقة فكرته رائعة ؛ إذ يعنى بصلب القضية الفلسطينية  ويعنى بها من الجانب المعرفي وصلب القضية الفلسطينية هو المسجد الأقصى المبارك , والمسجد الأقصى قبل العمل له يجب أن نعرفه حق المعرفة , وكون هذا المركز مركز بحثي يعنى بالدراسات والأبحاث والعلوم والمعارف التي تخص المسجد الأقصى المبارك فأرى أن هذا اتجاه راشد وصائب وتفكير عميق واستراتيجي , فوجود مثل هذا المركز سد ثغرة وأسقط واجبا عن المسلمين أُهْمِل ؛ فالمسجد الأقصى وحتى وقت قريب أُهْمِلَ من العناية به معرفيا ونشر ثقافته وما يتعلق به من أحكام ومعارف بين المسلمين .

فهنيئا لمركز بيت المقدس هذه الانطلاقة وهذا العمل , ونتمنى له التوفيق وللقائمين عليه النجاح والسداد , وإن شاء الله هذا العمل نراه مسهما إسهاما فعالا في تحرير الأقصى ؛ لأنه لن يتحرر الأقصى إلا إذا انقدحت الصورة واضحة له وما يجب نحوه في أذهان المسلمين ولن يتأتى ذلك إلا بالمعرفة الصحيحة , والعلم المنقح الصحيح , وإزالة الغبش في جانب المعرفة في هذا الباب مما تلوث بمعارف وعلوم المسجد الأقصى , وإن شاء الله يقوم مركز بيت المقدس بهذا الدور في تصحيح الجانب المعرفي وتنقيته مما علق به من شوائب , وفي نشر الصحيح منها وتعليمه للناس في فلسطين خاصة , وفي بلاد العرب والمسلمين عامة .

المركز : بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب ذلك في ميزان حسناتك .

زر الذهاب إلى الأعلى