حقوق المرأة والاستقواء بالخارج
* د. محمد بن موسى العامري
قوامة الرجال على النساء حق بنص كتاب الله تعالى ( الرجال قوامون على النساء..) الآية …. لكن كثيراً من الرجال قد أساؤوا -بكل أسف- في استعمال مبدأ القوامة فحولوه إلى بوابة للظلم والقهر والتعدي على حقوق النساء جهلاً منهم بما أمر الله به من العدل والإحسان والرفق واللين وإكرامهن كما قال صلى الله عليه وسلم: ( خيركم ، خيركم لأهله ) وقال: (اتقوا الله في النساء). والشريعة الإسلامية وإن كانت قد اختصت كلا الجنسين ببعض الأحكام المتعلقة بالخصائص الفطرية والنفسية لهما ؛ إلا أن الأصل والأغلب في أحكامهما هو التساوي بين الرجال والنساء كما هو مقرر (النساء شقائق الرجال). ونظراً لبعض الممارسات الخاطئة في مجتمعاتنا نحو المرأة من تجهيلها وحرمانها بعض حقوقها والتعامل معها بدونية لا أساس لها في ديننا الإسلامي مضافاً إلى ذلك الجهل الشديد بما لها وعليها من حقوق وواجبات فقد اتجهت بعض الفئات النسوية إلى الاستعانة والاستقواء بالخارج لاستخراج ما تظنه من حقوقها المسلوبة عن طريق بعض المنظمات أو الجهات ذات الصلة بالتمويل الأجنبي! ومثل هذه المسارات لا ريب أنها تنطوي على مضامين خاطئة لا تقتصر فحسب على معالجة الجانب السلبي الذي مارسته بعض الفئات على المرأة وإنما تتعدى ذلك إلى جوانب سلبية أخرى أشد خطورة من الجوانب التي نفرت منها وهو ما يجعلها تنتقل من شقاء إلى أشقى منه، ومن بؤس إلى أبأس مما هربت منه ومن ذلك : 1ـ إهدار خصائص المرأة وما تميزت به من الحقوق والكرامة التي قررتها لها الشريعة الإسلامية في تفاصيل الأحكام المتلائمة مع فطرتها وما جبلت عليه. 2ـ تحويلها إلى مجرد سلعة يتاجر بها ، وغاية يتربص بها المتربصون ؛ للنيل بواسطتها من مآربهم ونزواتهم التي دأبوا عليها في العديد من المجتمعات التي وصلت المرأة فيها إلى مستنقعات الانحطاط الأخلاقي تحت غطاء ” القوانين والتشريعات الجاهلية” 3ـ تكليفها من الأعمال ما هو فوق طاقتها وتحويل الشراكة بينها وبين الرجل إلى عملية سلبية عدمية يتنصل فيها الرجل من الاستحقاقات التي أوجبتها عليه الشريعة الإسلامية لاستقامة الحياة بينهما 4ـ تعريض النشء والجيل للضياع وتخلص المرأة من واجباتها من العناية والرعاية ليصبح دور الأمومة مفرغاً من مضامينه ورسالته الإيجابية كما أرادها الإسلام. 5ـ توفير المناخات والأجواء للصراعات المفتعلة بين الجنسين ، وخلق ندية لا معنى لها سوى التسخط والتنافر الذي سوف يكون له أسوأ الآثار على السكينة ، والاستقرار الأسري ، ومن ثم تفقد الحياة الزوجية بهجتها وتجانسها وانسجامها وتكاملها ليحل محل ذلك كله النشوز والتمرد وتفكيك الأسر وفشو حالات الطلاق وغير ذلك. وما ذكرته غيض من فيض والله الهادي إلى سواء السبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس حزب الرشاد اليمني