بين يدي ثوره_26_سبتمبر 10 وقفات
بقلم / محمد السمان ونحن نستذكر ثوره_26_سبتمبر المجيدة وهذه الفكرة وهذا الهدف العظيم الذي يفخر به كل يمنيٍ حرٍ أبيٍ، باعتبار أنها مرحلة فارقة في حياة اليمنيين، والتي أنقذت اليمن واليمنيين من أحلك فترة قاتمة ومظلمة كان يمر بها، ومع كل فخر واعتزاز بهذه الثورة المجيدة، إلا أننا نحب أن نقف بعض الوقفات :
*الوقفة الأولى : التفريق بين فكرة وهدف الثورة والسلوك الخاطئ المصاحب للثورة:
عند حديثنا عن الثورة ينبغي التفريق بين شيئين :
– الثورة كفكرة وهدف نبيل عظيم.
– وممارسات وسلوكيات خاطئة صاحبت الثورة أو جاءت بعدها.
*الوقفة الثانية: الإشادة بالفكرة والهدف النبيل والعظيم :
ثوره_26_سبتمبر كفكرة وهدف، فهي ثورة مجيدة عظيمة جاءت لكسر الظلم والاستعباد والطغيان الذي كانت تمارسه الكهنوتية بحق أبناء تهامة واليمن وكيف كانت تسلب حريتهم وكرامتهم وتختزل كل نواحي الحياة لأسرة سلالية وتدعي حقاً إلهياً في ذلك، وتنسب زوراً وبهتاناً ذلك للإسلام، وأنه يمنحهم مزايا وحقوق وامتيازات خاصة بحكم النسب وكل ذلك من الكذب والزور وهو نفس ممارسات أحفادهم(الحوثي) اليوم.
*الوقفة الثالثة: نقدالممارسات والسلوكيات الخاطئة المصاحبة للثورة ومطالب التصحيح :
بعد انكسار الإمامة واندحارها في 26_سبتمبر ،حدثت العديد من الممارسات والسلوكيات انحرفت بالهدف والفكرة نحو ممارسات وسلوكيات خاطئة، من بعض شركاء الثورة، من حالة الأنانية وإقصاء شركاء تلك المرحلة ومحاولة الاستئثار وكان النصيب الأكبر من الظلم على تهامة وأبطالها ورموزها، بل تم تغييب أدوراهم ونضالهم واختزلوا كل تلك النضالات في مناطق جغرافيتهم ، وتم توجيه التاريخ بشكل مختزل، واستطاعت الإمامة أن تستفيد من كل ذلك، وأن تتغول من جديد في جسد الجمهورية، ولكن هذه المرة بثوب جديد فكان منها الانتقام الشديد فاحتكرت القضاء والنفط وكثير من المناصب السيادية ونزلت من جديد عبر العكفة بدبابات الثورة والجمهورية لتدك معاقل الزرانيق وتهامة وتحاول تكسر شموخهم لمجرد أنهم طالبوا مطالب مشروعة “الشراكة الحقيقية والمواطنة المتساوية وموارد ميناء الحديدة” ،كل تلك الممارسات بحق تهامة و مناطق أخرى كان لها سبق النضال مثل البيضاء وغيرها لم تأخذ حقها ونصيبها كاستحقاق تاريخي وسياسي.
*الوقفة الرابعة : “نظام جمهوري عادل” وشراكة حقيقية ومواطنة متساوية:
من الأسس والأهداف العظيمة ل ثوره_26_سبتمبر هو رفع الشعار العظيم والكبير “نظام جمهوري عادل” يحقق الموطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة، إلا أن هذا الشعار ظل شعاراً فقط ولم يجد التهامي حتى اليوم أي شراكة حقيقية أو مواطنة متساوية عبر كل الساسة والحكومات المتعاقبة من ثوره_26_سبتمبر حتى اليوم وآخرها المجلس الرئاسي الذي لم تمثل فيه تهامة وحكومة د. معين التي مثلت فيها كل جغرافية الجمهورية اليمنية إلا تهامة ضاقت نفوسهم بتمثيلها.
*الوقفة الخامسة: الحقد القديم للإمامة يتجدد اليوم :
في فترة تاريخية استباحت الإمامة تهامة ب”فتوى تكفير”، ففي ١٠٥٨ هجرية أصدر الإمام الزيدي اسماعيل القاسم فتواه المشهورة بعنوان: “إرشاد السامع في جواز أخذ أموال الشوافع” كل ذلك لما كان يقوم به أبناء تهامة من بطولات ونضالات في مقارعة الإمامة والظلم، ثم أصل لفتاواه بأنهم “كفار تأويل” ثم قال:«أخشى أن يسألني الله عماأبقيت في أيديهم».
وبعد الثورة وتغول الإمامة في جسد الجمهورية رأينا كيف مارس أول محافظ للجمهورية في تهامة الظلم والاقطاعية وكيف قصف بدبابات الجمهورية مناطق الزرانيق، اليوم نفس السلوك يفعله حفيده المنتحل منصب وزير في تهامة بسياسات التقنين والسطو وأخذ الأموال-صندوق دعم كهرباء الحديدة نموذجاً- والحفيد يسير بنفس سلوك جده، فاللحوم النتنة تبقى مسمومة ولو أُلبست مساحيق التجميل، فالعكفي الجديد ينطلق هو والحوثي من الحقد القديم للإمامة الذي يتجدد اليوم ، ولم يكتفوا بكل ذلك فاتجهوا نحو نهب أراضي التهايم ببيت الفقيه وغيرها فأعمالهم نفس أعمال جدهم يُهجر ويقتل ويعتقل،ويزعمون أنها أراضي جدهم “الدولة”
*الوقفة السادسة : الإمامة بثوب الجمهورية:
في لحظة فارقة اندحرت الإمامة في 26_سبتمبر ، لكنها بقيت كفكرة شيطانية توقد نار الفتنة، وتغولت في جسد الجمهورية وحاولت تتلبس بلباسها وظلت تحت الركام تتحين الفرصة للانقضاض على اليمن، وتقويض نظامه الجمهوري من الداخل، وصولاً إلى اللحظة المواتية للإنقلاب على قيم الجمهورية والثوابت الوطنية والتوافق الوطني خدمة لأجندات إيرانية.
*الوقفة السابعة : التاريخ يعيد نفسه :
رغم السبق النضالي لتهامة وانطلاق شرارة ثوره_26_سبتمبر من تهامة والبطولات التهامية ضد الإمامة الكهنوتية في معارك تاريخية أسطورية في معارك القوقر والزرانيق إلا أنه جرى حالة من الإقصاء لها، ولم تاخذ تهامة مكانتها وحقها السياسي والتاريخي، واليوم نفس السلوك ونفس الممارسات فأبطال تهامة في كل الجبهات يسطرون أروع البطولات وكتائبهم وأبطالهم من حرر شريط الساحل التهامي مع إسناد الأبطال الآخرون من العمالقة والقوات الجنوبية وغيرهم، ثم لا يتم تمكين أهل الأرض وإبنها، بل يتم ازاحتهم أو إلحاقهم كأتباع لا شركاء ، كل ذلك بنفس السلوك القديم عقب ثوره_26_سبتمبر .
*الوقفة الثامنة: المكايدات السياسية مكنت للإنقلاب الحوثي :
لم يكن للإنقلاب الحوثي ليتمكن،لولا حالة المناكفات والمكايدات التي استغلتها ووظفتها هذه الجماعة للانقضاض على الوطن، ففي حين كان الجمهوريون متشاكسين،كانت الإمامة بنسختها الحوثية تسقط المحافظات والمدن، حتى قال قائلهم: “الجيش في حياد” وقال إخر: “عادت صعدة لحضن الجمهورية” وقال آخر : “هذه معركة ضد المكون ص فقط”، كل تلك المناكفات شبيهة بحالة المناكفات التي استغلتها الإمامة في لحظة فارقة عقب نجاح ثوره_26_سبتمبر ، ثم صارنا جميعا اليوم بين نازح ومهجر واختطفت صنعاء والبلاد.
*الوقفة التاسعة : آمال رغم الآلام:
ونحن نقف على ذكرى ثوره_26_سبتمبر، وننظر حالة التردي الذي أوصلتنا إليه جماعة الحوثي، إلا أن آمال كل اليمنيين متجهة – بعد الله سبحانه – نحو كل شرفاء وأحرار الوطن، للتتعاضد جهودهم وتتلاحم صفوفهم لهبة صادقة شبيهة بهبة الأبطال والثوار في ال26 من سبتمبر، ولتخليص الشعب اليمني من طغيان وظلم الحوثي فمزيد من الصبر والنضال والبسالة نحو دحر فلول الإمامة الجديدة.
الوقفة العاشرة : استعادة الدولة ومقدراتها:
لتتجه بوصلة الجميع نحو استعادة الدولة ومؤسساتها ومقدراتها، ودحر الانقلاب. وليكن هم الجميع إعادة بناء مؤسسات الدولة، والشراكة الحقيقية والمواطنة المتساوية. فكل ذلك يؤسس نحو عودة اليمن آمنا مستقراً.
26سبتمبر_ميلاد_وطن