اليمن يستدعي سفير إيران بسبب سفينة الأسلحة وقلق عربي إزاءها .. واشنطن تدعم نقل القضية إلى مجلس الأمن وتشيد بحكومة صنعاء
أكد اليمن، أمس، أن صنعاء طلبت من إيران إيضاحات بشأن قضية السفينة الإيرانية التي ضبطت في اليمن محملة بأسلحة خطيرة، بينما أعربت الجامعة العربية عن القلق إزاء شحنة الأسلحة المضبوطة، وعبرت واشنطن عن دعمها لنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
واستدعت وزارة الخارجية اليمنية، أمس، السفير الإيراني في صنعاء، وذلك على خلفية سفينة الأسلحة الإيرانية التي ضبطت في السواحل اليمنية، الشهر الماضي، في وقت نفت إيران علاقتها بتلك الشحنة، وطالبت بإشراكها في تحقيق مشترك بشأنها.
وقالت مصادر حكومية يمنية في صنعاء إن وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي التقى، أمس، بالسفير الإيراني لدى صنعاء، محمود حسين علي زاده، وبحث معه قضية السفينة «جيهان 1»، التي ضبطت في المياه الإقليمية اليمنية المقبلة من إيران، وتكتمت السلطات اليمنية على فحوى ما دار في اللقاء، واكتفت بالقول إن الوزير اليمني أكد إن حكومة بلاده «لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية من أي طرفٍ كان، أو أن تصبح أراضيها مكانا للحروب بالوكالة»، وطالب القربي السفير الإيراني بتفسير من الجانب الإيراني فيما يتعلق بالسفينة.
وأوضحت وكالة «سبأ» اليمنية للأنباء أن وزير الخارجية أبو بكر القربي أكد، خلال لقائه سفير إيران محمود حسن علي زاده، أن اليمن «لن يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف كان، أو أن تصبح أراضيه مكاناً للحروب بالوكالة». وعلى الرغم من الاتهامات التي ساقتها الحكومة اليمنية لإيران بالضلوع في إرسال شحنة الأسلحة التي وصفت بالخطيرة إلى اليمن، فإن إيران اعتبرت ما طرحه عدد من المسؤولين اليمنيين، الذين كان آخرهم وزير الداخلية اللواء عبد القادر قحطان، بأنه «مجرد تصريحات صحافية»، وقال مرتضى عابدين نائب السفير الإيراني بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تنفي بصورة قاطعة صلتها بالسفينة والأسلحة التي كانت على متنها، وأن الحكومة اليمنية لم توجه الاتهام رسمياً إلى إيران في ذلك، وإنما قالت إن السفينة كانت مقبلة من إيران. إلى ذلك، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن قلقه من المعلومات الخطيرة التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية، المتمثلة في حجزها باخرة أسلحة أجنبية في المياه الإقليمية اليمنية. واعتبر العربي، في بيان صحافي، وجود هذه الباخرة في المياه الإقليمية مساساً بأمن وسيادة اليمن، وإعاقة للجهود المبذولة لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية. وأشار إلى أنه يتابع باهتمام طلب الحكومة اليمنية من مجلس الأمن تسليط الضوء على هذه الحادثة وكشف كل المعلومات المتعلقة بها.
وكانت مصادر حكومية يمنية مطلعة قد كشفت أن صنعاء رفضت طلباً إيرانياً لتسوية الأزمة الناشبة بين البلدين جراء ضبط سفينة أسلحة إيرانية قبل أيام. وأكدت المصادر في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام عربية ويمنية أن صنعاء رفضت مقترحاً إيرانياً بإيفاد وزير خارجيتها إلى اليمن لبحث سبل تسوية الأزمة السياسية، وأبلغت طهران برفضها استقبال فريق أمني إيراني لفحص شحنة الأسلحة التي ضبطت على متن السفينة «جيهان 1».
وأشارت إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أرجأ البت في حزمة إجراءات مضادة متدرجة مقترحة لمواجهة التدخلات الإيرانية المتزايدة في الشأن اليمني، من ضمنها تقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي اليمني في طهران، ثم طرد السفير الإيراني بصنعاء في حال لم تبادر إيران إلى وقف تمويل جماعات مسلحة في اليمن، وإغلاق السفارة اليمنية في طهران.
وفي الشأن ذاته، أشادت الخارجية الأميركية بالحكومة اليمنية «لاعتراضها بنجاح» سفينة الأسلحة الإيرانية، ولقرار شكوى إيران في مجلس الأمن. وقالت الناطقة باسم الوزارة، فيكتوريا نولاند: «أرسلت هذه الأسلحة لتسبب أضراراً كبيرة، ولتسبب أكبر عدد ممكن من الخسائر، ولتشكل تهديداً لليمن والمنطقة».
وأضافت أن مصدر الأسلحة «يؤكد استمرار تهرب إيران من 6 قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن». وكررت أن «إيران تواصل تحدي الأسرة الدولية عبر نشاطاتها لنشر الأسلحة، لزعزعة الاستقرار». وقالت مصادر إخبارية أميركية إن المسؤولين الأميركيين نسقوا مع المسؤولين في اليمن خطوات القبض على السفينة، وذلك بابتعاد الأميركيين عن الموضوع علناً، ومواصلة التنسيق وراء الكواليس. وكان عسكريون أميركيون قالوا، في الأسبوع الماضي، إن السفينة الإيرانية التي صودرت بعد أن كانت تهرّب أسلحة من إيران إلى اليمن كانت تتابعها سفن من الأسطول الأميركي حتى اعترضتها. وقال مسؤول: «قدمت الولايات المتحدة دعماً لحكومة اليمن في توقيف وتفتيش سفينة يعتقد أنها كانت تهرب أسلحة إلى اليمن». وأضاف: «نود أن نثني على السلطات اليمنية لهذه العملية الناجحة والمهمة»، ورفض المسؤول الحديث عما إذا كانت الأسلحة التي على ظهر السفينة متجهة إلى الثوار الحوثيين، ورفض أن يتحدث عن تفاصيل ما على ظهر السفينة، وقال إن حكومة اليمن يمكن أن تقدم هذه التفاصيل. غير أن مسؤولين يمنيين وأميركيين ذكروا في وقت سابق أن السفينة كانت متجهة للمتمردين الحوثيين في شمال البلاد. وقالت المصادر الأميركية إن المسؤولين الأميركيين قلقون حقيقة من مغزى سفينة الأسلحة الإيرانية، ليس فقط لدعم إيران للحوثيين، ولكن، أيضاً، لإصرار إيران على تسليح مؤيديها في دول كثيرة. وربط المسؤولون بين السفينة وإرسال إيران أسلحة إلى حزب الله في لبنان، ونظام الرئيس الأسد في سوريا، ومنظمة حماس في غزة، وأن إيران تبدو مصممة على تحدي المجتمع الدولي، ليس فقط في موضوع القنبلة النووية، ولكن، أيضاً، في تسليح مؤيديها في دول أخرى.
المصدر: الشرق الأوسط
وكانت مصادر حكومية يمنية مطلعة قد كشفت أن صنعاء رفضت طلباً إيرانياً لتسوية الأزمة الناشبة بين البلدين جراء ضبط سفينة أسلحة إيرانية قبل أيام. وأكدت المصادر في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام عربية ويمنية أن صنعاء رفضت مقترحاً إيرانياً بإيفاد وزير خارجيتها إلى اليمن لبحث سبل تسوية الأزمة السياسية، وأبلغت طهران برفضها استقبال فريق أمني إيراني لفحص شحنة الأسلحة التي ضبطت على متن السفينة «جيهان 1».