كتابات

التهجير القسري .. سياسة أعداء الأنبياء!!!

37884_103621349692191_7257231_n

* فيصل الحفاشي

من تأمل عمليات التهجير العديدة التي قام بها الحوثيون لمخالفيهم من أي فصيل سواء كانوا (سلفيين أو إصلاحيين، أو مؤتمريين أو غيرهم) فسيرى جلياً أنها نفس سياسة أعداء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على مرِّ الزمان! فهؤلاء كفار قريش تداعوا من كل حدب وصوبٍ لتهجير محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه، فهجّروا عدداً من الصحابة إلى الحبشة ثم إلى المدينة. ثم أبوا إلا أن يهجروا محمد عبد الله عليه الصلاة والسلام نفسه، وفعلوا، وهذا ما حكاه لنا الله في كتابه بقوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. وهكذا أعداء نبي الله شعيبٍ عليه السلام، خيروه ما بين التهجير القسري من قريتهم، أو الرجوع إلى قبيح مذهبهم، وقد حكى الله لنا ذلك بقوله: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}!! وكذلك أعداء نبي الله لوطٍ عليه السلام، لما رأوه بعيداً عن فحشهم وفسقهم، أصروا على إخراجه من قريتهم، وقد حكى الله لنا ذلك بقوله: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}!! فنرى جلياً أن الحوثي يقتفي أثر أعداء الأنبياء بصورةٍ جليةٍ جداً؛ إذ إنه يضيق ذرعاً بكل فكرٍ يخالفه، ويأبى إلا أن يكبته؛ فيبقى صاحبه في أرضه ذليلاً مهاناً! أو يهجره ويدمر مسكنه ويستبيح أمواله، وهذا في الأعم الأغلب حادثٌ لكل حرٍّ يأبى الهوان والإذلال في الأرض؛ فيهاجر في أرض الله الواسعة؛ ليعبد الله بكل حرية وقناعة. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما بالنا نرى هذه السياسة والتي لا تصدر إلا من أعداء الأنبياء -عليهم السلام- تصدر من قومٍ بُحَّت حناجرهم بصيحات الموت لأمريكا وإسرائيل؟! ثم هم في الوقت نفسه يمارسون سياسة أجداد اليهود والنصارى!! بكل وضوحٍ في التعامل مع مخالفيهم من أتباع الأنبياء عليهم السلام؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئس دائرة التنظيم
زر الذهاب إلى الأعلى