الأولويات بين الفطرة السليمة والفطرة السقيمة (1)
*محمد سليمان السمان
لما اشتد الظلم على المسلمين في مكة وجاء الفرج بالهجرة وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكانت المدينة تعيش فيها مجموعات من الأوس والخزرج واليهود، ثم قدم عليهم إخوانهم من المهاجرين، وكانت اليهود تزرع الفتن والحروب بين الأوس والخزرج، وكانت المدينة على وشك أن تتوج عليها ملكاً وهو ابن سلول؛ فكانت المدينة تعاني من شقاق واختلاف يسودها، وانقسام مجتمعي ولاجيش للمسلمين ولا اقتصاد، تآمر وكيد من الداخل (اليهود) ومن الخارج قريش تتربص بهم. هنا ما أولويات الرسول صلى الله عليه وسلم في ظل هذه الأوضاع؟ ولنا أن نسقط هذه الحال على حالنا في اليمن ولو أن الشبه ليس من كل الوجوه. فحالنا؛ ظلم واستبداد، نهب للثروة، استئثار بالسلطة، كنا على وشك التوريث للحكم، إقصاء للآخرين، فساد وتدهور اقتصادي، فقر، بنية متدهورة، اختلافات وشقاق، انقسام مجتمعي، جيش منقسم، انعدام الأمن، ومليشيات تسيطر على محافظات وتخرجها عن سيطرة الدولة، و..و..و.. ثم في ظل هذه الأحداث توجهت الأنظار للحوار الوطني -وضع خطاً تحت وطني- فهو من أجل الوطن وليس أجندات خارجية أو ضغوطات ومصالح ضيقة أو نزوات ورغبات بل للوطن والمواطن وكل الآمال تتجه نحو مخرجات الحوار، فيا ترى ما هي أولويات الحوار الوطني في ظل آمال الشعب اليمني وتطلعاته؟؟ هل هو إقصاء الشريعة والإسلام؟! هل هو جعل مواثيق الأمم المتحدة هي المرجعية ورفض مرجعية الكتاب والسنة؟! هل هو تمزيق النسيج المجتمعي؟! هل هو تقوية المليشيات المسلحة؟! هل هو الارتهان للخارج والتخلي عن السيادة؟! هل هذه هي آمال الشعب وتطلعاته وهل هي هذه الأولويات؟!! وفي المقابل هل تحسبون أن الشعب اليمني سيرضى بهذه النتائج المخزية وغيرها؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس مجلس الخبراء