كتابات

الأمة بين التحدي و الابتلاء

عبد الحميد مرزوق الحارثي
عبد الحميد مرزوق الحارثي

المحامي/ عبد الحميد مرزوق الحارثي*

 إن الأمة على كثرة عددها وإمكاناتها غير ذات قيمة في المحافل الدولية, فأعراضها منتهكة, وأرضها تتناقص من أطرفها, ودماؤها مهدورة, وتمزقها وإحباط شعوبها من أعلى درجاته.

وهي الأمة التي أودع الله في عقيدتها ومبادئها إمكانات هداية العالم وإرشاده, كما أودع في أراضيها ودماء شبابها وسواعدهم إمكانات ضخمة تؤهلهم لأن يكونوا رقماً صعباً متميزاً في عالم المادة وموازين القوى, فإنها تواجه مشكلات كثيرة على الصعد الثقافية والاجتماعية والتقنية والاقتصادية والسياسية.

وأخطر ما في هذه المشكلات أن العديد منها ينتمي إلى ما يمكن أن نسميه بـ(الدورات الرديئة) حيث إن كل مشكلة منها تفرز من المشكلات ما ينميها, ويمدها بأسباب البقاء، فيتولد عن ذلك نوع من الحيرة في الخروج من الأزمات والمآزق المختلفة.

ويزيد من الطين بلة أننا لسنا على دراية حسنة بجذور مشكلاتنا والآليات التي تجعلها تستمر وتتكاثر، كما أن خبراتنا بالخيوط التي تربط بين مشكلاتنا العديدة أيضاً متواضعة, وكل ابتلاء من أي نوع كان يحتاج إلى نوع من التبصر حتى يتم النجاح فيه, والموقف المبصر يحتاج إلى توفيق وعون من الله.

إن مبدأ الزوجية التي تقوم عليه الحياة يوحي إلينا بعدم استمرار الخير والشر والشدة والرخاء على شخص ٍأو أمة, وإذا ما كنا في الوضع الصحيح  الذي يمكننا من فهم التحديات أمكننا أن نتقبلها ونستجيب لها, فالإخفاق وما يصاحبه من المكاره يوقظ فينا القوى الكامنة للخلاص منه، وصروف الأيام والليالي تجعل النجاح وما يصاحبه من خير غير قابل للدوام والاستمرار عفواً من غير نصب ولا تعب, وهذا يوقظ فينا روح المحافظة على الخير والاستزادة منه وإلا حُرمنا منه، وهذا يعني أن تظل ملكات الشخص وقواه المختلفة في حالة من اليقظة التامة, وذلك هو الاستجابة للتحدي, والتجاوب مع الابتلاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو الهيئة العليا –  نائب رئيس هيئة الرقابة والتفتيش في ‏اتحاد الرشاد اليمني

Os22os22@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى