كتابات

الأخطاء

thumb_4r9suj

الخطأ سلوك بشري لا بد من الوقوع فيه سواء كنا حكماء أو دون ذلك، لكن كلامي عن الخطأ من الناحية السلوكية.

والخطأ من حيث كونه خطأً يتفاوت من ناحية كونه خطأ يتعلق بعقيدته أو سلوكه أو تعامله، ومن حيث كون الخطأ شخصياً أو متعدياً للآخرين، ولكن كلامي بشكل عام عن كيف نتعامل مع الأخطاء؟ وكيف نعالجها؟!.

وقبل ذلك لابد أن نقرر قاعدة مهمة وهي أن الخطأ لابد من وقوعه، وهذا مصداقاً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون))، ولا يعني أن نفهم من الحديث أننا خطّاءون فنستمرئ الخطأ.. لا. هذا ليس مفهوم الحديث بل مفهومه: هو أننا قد نقع في الخطأ نتيجة للضعف البشري وللنفس الأمارة بالسوء ولأمر ما قد وقعنا في ذلك الخطأ، فعلينا الإسراع بالرجوع عن هذا الخطأ ونصحح المسار.. لكن هذا على المستوى الفردي أو الشخصي.. فماذا عن الآخرين في تعاملهم مع الخطأ وهو بيت القصيد من العنوان، كيف نتعامل مع أخطاء الآخرين عندما تقع؟ فهذه بعض المنارات في التعامل مع الأخطاء:

* ليس صحيحاً أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ونضخمه فيجب النظر إلى الخطأ من حيث كونه صغيراً أو كبيراً، شخصياً أو متعدياً.

* التعامل مع الخطأ بحكمة وروية وبعدم استعجال.

* أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ فمن وقع في خطأ لا بد أن يعرف أنه وقع في خطأ، فالمخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ فكيف توجه له اللوم وهو لا يشعر بالخطأ، ولنا في رسول الله قدوة في ذلك؛ عندما جاء الشاب إلى النبي يستسمحه في الزنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أترضاه لأمك؟!)).

* استخدام العبارات اللطيفة والحسنة في معالجة الخطأ، إن كان الخطأ يستلزم حلاً بالقول والكلام فهو أنفع من قولك: يا قليل الأدب .. يا مغفل .. ألا تسمع .. ألا تعقل، وغيرها.

* تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر وأعمق من الخطأ نفسه لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته والانتصار للنفس فيجد للجدال متسعاً لذلك.

* افتح له الباب ولا تغلقه في وجه المخطئ فيشعر أن الدنيا قد انتهت أمامه بهذا الخطأ، بل ليكن في نصب عينيك الأسلوب القرآني والنبوي مع أشد وأبشع وأكبر الأخطاء وهي الشرك ومع ذلك لم يغلق الباب أمام التائب.

* ما كان الرفق في شيء إلا زانه، واعلم أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره، ولنا في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد أروع العبر.

* لا تبحث عن النوايا وما كان خافياً، بل الأخطاء التي ظهرت ويمكن أن يكون لك يد في معالجتها أما الأخطاء التي تتعلق بالقلوب فهي علمها عند رب العالمين ولسنا متعبدين بذلك، وقد نهينا عن ذلك فهي تفسد القلوب ولا تأتي بالخير أبداً.

* تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم .. وأنت الحكيم إن استطعت أن تتعامل مع الخطأ بعقل وحكمة مع كسبك لعاطفة المخطئ.

في الجعبة كثير سأوافيكم بها لاحقاً بإذن الله تعالى .. أسأل الله أن يوفقني لحسن الفعل والقول .. آمين

وقفة مناصحة بعد اجتماع مشايخ تهامة الأخير

اجتماع مشايخ تهامة خطوة موفقة ولكن هذه بعض الملحوظات والتنبيهات:

1- أن يكون هذا التكتل من أجل تهامة وقضيتها بعيداً عن المناكفات الحزبية والسياسية.

2- الحرص كل الحرص على تمثيل جميع أبناء تهامة دون إقصاء أو تهميش لأي طرف ومحاولة احتواء جميع المكونات التهامية التي تتبنى القضية التهامية كقضية استراتيجية.

3- ألا يكون هذا التكتل بإيعاز من أي جهة وإنما نابع من هموم أبناء تهامة وقضيتها وليس موجهاً ضد أحد.

4- ألا يكون في هذا التكتل أي رموز أو شخصيات كانت سبباً في يوم من الأيام لنكسة تهامة وأبنائها أو لها علاقة ببيع أراضي تهامة أو سلبها لنافذين أو أنهم كانوا في يوم من الأيام سبب نكسة تهامة وتدهورها (مالم يتراجعوا ويتوبوا).

5- الحرص على أن تكون الأهداف واضحة للجميع وللعيان.

6- الحرص على البناء المؤسسي لإظهار القضية حقوقياً وإعلامياً وشعبياً وجماهيرياً و..و..و…

7- الحرص على سلمية القضية بعيداً عن المكايدات والمزايدات في أن الحراك مسلح (مع التأكيد أن سلمية القضية لا يعني ترك الاعتداء على الأحياء والأنفس) فواجب الدولة حماية مواطنيها وإن كانت عاجزة فلكل حادثة حديث.

8- الترحيب بكل من ينضم ما لم يكن له سوابق في قضية تهامة بالسلب أو النهب أو الظلم أو الفساد أو أعان على ذلك ما لم يرد المظالم ويتبرأ من ذلك.

9- الحرص على ميثاق شرف جامع حول القضية.

10- الحذر ممن يريد التسلق على القضية من رموز الفساد.

زر الذهاب إلى الأعلى