كتابات

استشراف المستقبل

1947856_802829553078931_1322196384_n

*بسام الشجاع

يُغرق البعض في الحديث عن الواقع المحبط وربما يسقط في دهاليز اليأس والقنوط ولا ينهض من كبوته ولا يستفيق من سكرته إلا بعد أن يعمم ذلك الإحباط على كل مناحي الحياة حتى يخيل إليه أنه هو الشمعة الوحيدة التي تضيئ الكون وكل ما سواه باطل وعبث يحاول أن يجمع العالم كله على فهم واحد، وقل أن نجد في عالم اليوم من يستشرف المستقبل ويدرك أن السنن الكونية هي عبارة عن قوانين إلهية تسري على البشر وهي نافذة، ويمكن التعرف عليها من خلال القراءة المتعمقة لسير الأمم الغابرة يقول الله تعالى: “قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ” (آل عمران) فما أحوج الأمة اليوم إلى رجال كشيخ الإسلام ابن تيمة -رحمه الله- ليقوموا بدراسة الوجهة المستقبلية للمتغيرات وذلك بمتابعة بعض المعايير المهمة التي لا ينبغي إغفالها ؛ لأنها تنبئ بالمستقبل وهذا يوفر لصناع القرار فرصة وضع الخطط والاستعداد لما هو آت، إما بالتنبيه لخطر داهم ومحاولة تفاديه أو بإدراك فرصة متاحة ينبغي الاستفادة منها، وهذا بالتحديد ما فعله السلطان العثماني محمد الفاتح عندما درس في صغره حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه “لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش” وهو الحديث الذي بدون شك قرأه الكثير من الأمراء والرؤساء من قبله، لكن قليلا منهم حاول أن يعمل شيئاً في سبيل تحقيق هذه الفرصة المستقبلية التي تنتظر الفاتح الذي جعل من هذه القضية محور الحكم الاستراتيجي الذي تدور رحى الدولة بأجمعها حوله لكي ينال ذلك الشرف العظيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس دائرة الإعلام والثقافه في اتحاد الرشاد اليمني

زر الذهاب إلى الأعلى