أمين عام الرشاد الدكتور الحميقاني لـ”أخبار اليوم”..دخلنا مضمار السياسة الشرعية لا الوضعية ولنقدم للمجتمع صوراً من السياسة الصادقة لا الكاذبة ؛الوفية لا المخادعة ؛ الناصحة لا المغُشة
- اطروحات ورؤى حزب اتحاد الرشاد اليمني إزاء عدد من القضايا الوطنية والأحداث التي تشهدها اليمن، دفعت البعض للتفكير في أن ثمة أمور خفية وكان البلدان العربية على موعد مع أحزاب حديثة العهد جديدة تتولى مقاليد الحكم سريعاً على منوال ما حدث في مصر.. هل ذلك ما يطمح إليه اتحاد الرشاد اليمني؟
– على العموم نحن لسنا بجدد على العمل السياسي بمفهومه العام.. فنحن مشاركون في العمل السياسي: بحثاً، ونقداً، وأراء، وكتابة.. إلا أنه تبلور العمل السياسي الخاص مؤخراً بتكوين الحزب كفكرة جديدة لا تعني أن مكونات الحزب ومنتسبيه جدد على العمل السياسي.
أما مقارنتنا مع ما حدث في مصر.. فلا شك أن لنا قاعدتنا الشعبية غير أن لنا رؤية وهي: أننا مع المشاركة السياسية لا للمغالبة وإنما للاشتراك مع الأخرين في بناء اليمن وتخليصه مما هو فيه، كون المرحلة الراهنة تتطلب أن يشترك أبناء اليمن بكل توجهاتهم في بناء اليمن.
- طالما لستم جدداً على العمل السياسي لماذا التأخر في إنشاء الحزب؟
– تأخر إنشاء حزب اتحاد الرشاد اليمني لأسباب أبرزها: ما كنا نظنه من أن ثمة أحزاباً كانت موجودة وربما تؤدي الدور الممكن أن تؤديه.. كذا بيئة العمل السياسي، حيث كانت العملية السياسية في كل الدول العربية ومنها اليمن قبل الربيع العربي كان العمل السياسي لا يثمر بل إن المشاركة السياسية كانت بمثابة شهادة زور لتحسين صورة الأنظمة المستبدة.. لكن اليوم وبعد ثورات الربيع العربي بدا في الأفق إمكانية نفع العمل الحزبي والسياسي، إضافة إلى أن ثمة مراجعات فكرية للتيار السلفي ومنها المشاركة السياسية.
- إن كانت المراجعات التي أشرتم إليها مراجعات فكرية للتيار السلفي ومنها المشاركة السياسية.. لماذا لم ينضم للعمل السياسي بحزب الرشاد عدد كبير من الشخصيات القيادية والفاعلة والتي عرفت بأنها قيادات التيار السلفي في اليمن من قبل؟
– من لم يشارك في الانتماء للحزب من السلفيين فهو يدعم الحزب فيما المنتمون للحزب يتولون العمل التنظيمي.. وما نود التأكيد عليه: أن الحزب أسس برؤية وجهود السلفيين إلا أنه أضحى حزب كل اليمنيين ويسانده جمهور عريض في كل اليمن.
- قلتم إن الحزب أضحى حزب كل اليمنيين ويسانده جمهور عريض كم يبلغ عدد المنتمين للحزب؟
في الانتماء للحزب بلغ العدد 300000 عضو فيما بلغ عدد المنضمين للحزب 56000 عضو على مستوى الجمهورية اليمنية.
- هناك من يتخوف من الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي، ما حقيقة ذلك التخوف وكيف ستتعاملون معه؟
– أنا أعجب ممن يردد أن في المجتمعات العربية والإسلامية من تخوف من الأحزاب الإسلامية مع أنه عندما تتم انتخابات نزيهة نجد أن الشعوب تهرع للأحزاب الإسلامية ودعمها وتأييدها وتفضيلها على غيرها من الأحزاب.. فما يتردد من تخوف من الأحزاب الإسلامية محض دعاية لا وجود لها في الواقع.. والتخوف الحقيقي هومن جهات سياسية لا رصيد لها في الشارع فتخشى من الأحزاب الإسلامية، ثم تخشى من الأحزاب الإسلامية أن تعريها سياسياً وتبين حجمها وقدرها شعبياً فتتجه إلى تقوية نفسها بالدعاية السوداء للتخويف من المشروع الإسلامي وزرع الخوف من الإسلاميين وهو خوف لا وجود له إلا في أذهان أصحاب تلك الدعاية.
- طرح البعض تفسيراً حول نشأة الرشاد كحزب سياسي لتيار سلفي بأن من أنشأ هذا الحزب هم فريق من الإخوان المسلمين ( تجمع الإصلاح) عمل لفترة تحت عباءة السلفية، وعندما رأى الإخوان الظروف مواتية للإعلان عن هذا الحزب نفذوا ذلك وغايتهم هي إحداث شرخ في التيار السلفي الذي يرون فيه المنافس الأقوى لهم في حال تحول لحزب سياسي، وبالتالي يكسبون قادم الجولات بحزب جديد هم صانعوه، مساندوه وقاعدته.. يبدو طرحاً منطقياً إلى حد ما، لا سيما أن حُجة من يطرح ذلك هي عدم انضمام أبرز قادة السلفية لهذا الحزب؟
– هذا طرح غير صحيح وسفسطة لا وجود لها في الواقع.. فنحن حزب سياسي ذو توجه معروف، ونحن نلتقي ونختلف مع كل الأحزاب ” إصلاح ومؤتمر وناصري، واشتراكي” علاقتنا مع كل الأحزاب السياسية والمكونات والقوى المختلفة تحكمها ثوابت الشعب اليمني فما كان في صالح الشعب نلتقي فيه سواء مع هذا الحزب أو ذاك، وفي المشروع العام كأحزاب ذات توجه إسلامي قد نلتقي مع الإخوان المسلمين لكن ذلك لا يلغي الاختلاف في كثير من التفاصيل.
- السياسة كما توصف ويلمسها الناس واقعاً أنها فن الممكن، الكذب، وتدخل فيها مبادئ الغاية تبرر الوسيلة وغيرها من المبادئ التي تتنافى وقيم السلفيين المعروفة بأنها قيم الدين الإسلامي.. وبممارستكم للعمل السياسي هل ستندمجون مع أوصاف وغايات السياسة وغايات السياسة المتعارف عليها أم أن لكم مبادئ أخرى؟
– السياسة سياستان: إما سياسة وضعية وهي ما ذكرت في سؤالك وإما سياسة شرعية، وهي التي تنضبط في تصوراتها وممارستها ومواقفها بضوابط الشريعة المنصوص عليها في القرآن والسنة .. ونحن ما دخلنا في هذا المضمار إلا لنجسد السياسة الشرعية وننأى بأنفسنا عن سياسة الكذب والنفاق ولنقدم للمجتمع صورة من صور السياسة الصادقة لا الكاذبة والوفية لا المخادعة الناصحة لا المغشة.
- البعض يطرح بأن حزب اتحاد الرشاد هو حزب البيضاء مستشهدين برئيس الحزب وأمينه العام باعتبار هذين المنصبين: ( الرئاسة والأمانة العامة) هما عماد التحكم والتملك للأحزاب أو المنظمات، أو الاتحادات كما هو معهود في بلادنا هل أنتم حزب بيضاني فعلاً؟
– أنا أستغرب ممن يتربصون ويريدون الإضرار بالوطن في كل شيء وبأي أسلوب ومنها: إثارة المناطقية وحتى وإن لم تكن مقصودة ولا متعمدة ونحن في حزب اتحاد الرشاد رئيس الحزب وأمينه العام تم انتخابهما انتخاباً في انتخابات نزيهة بإشراف لجنة من شؤون الأحزاب ومن هيئة تأسيسية لا يمثل أبناء البيضاء فيها سوى 17 عضواً.. وفي هيكل الحزب تجد الهيئة العليا تتكون من 25 عضواً عضوان منهم فقط هما من البيضاء، وفي رئاسة الحزب تجد: الرئيس من البيضاء والنائب الأول من لحج والنائب الثاني من صعدة، وفي الشورى تجد، رئيس شورى الحزب من أبين، ونائب الرئيس من تعز، وفي الأمانة العامة، الأمين العام من البيضاء والأمين العام المساعد من ذمار، والأمين العام المساعد الثاني من محافظة أخرى وهكذا.
- حول دعم حزب اتحاد الرشاد تضاربت الأقوال بين قائل: إنكم مدعومون من السعودية وأخرى إنكم مدعومون من الإخوان المسلمين أي القولين صحيح؟
– كلا القولين جانبا الصواب فليس لنا دعم من الإخوان كما أشرت سابقاً وليس لنا دعم من المملكة السعودية وإن كنا نحرص على علاقات مميزة مع الإخوة في المملكة ودول الخليج والشعوب العربية والإسلامية بما يحقق مصالح أمتنا العربية الإسلامية وإلا أننا في الوقت ذاته نكذب كل زعم باطل يتهمنا باستلام دعم من الأخوة في السعودية.
- كمشاركين في الحوار.. كيف تقيمون موضوعات الحوار الوطني وسيره حتى الآن؟
مفردات الحوار الوطني هي مفردات بناء دولة جديدة تبدأ من هوية الدولة إلى شكلها إلى نظامها السياسي والانتخابي والتشريعي والقضائي والتنفيذي في إطار حل جميع القضايا القائمة اليوم والتي أبرزها، قضية صعدة والقضية الجنوبية وغيرها من القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني، وإلى الآن الحوار يتجه إنشاء الله بخطى حثيثة نحو هذا الهدف وهناك إلى حد ما انسجام بين كثير من المكونات والأفراد داخل الحوار الوطني ونأمل أن يخرج الحوار بدولة تجسد هوية شعبنا اليمني وتحقق مطالبه وتطلعاته.
- ما هي نظرتكم في حزب اتحاد الرشاد لشكل الدولة وهويتها؟
نحن كحزب سياسي طرحنا رؤيتنا في مؤتمر الحوار الوطني حول شكل الدولة وهويتها وحول القضية الجنوبية وصعدة..
- بالنسبة لي قرأت ما طرحتموه في مؤتمر الحوار الوطني بل ونشرته ” أخبار اليوم” لكن يريد القارئ أن يعرف تحديداً خلاصة رؤيتكم لشكل الدولة وهويتها؟
خلاصة رؤيتنا لهوية الدولة ونحن نتحدث عن الهوية العامة لا الهوية التفصيلية المختصة بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هي أننا مع هوية شعبنا اليمني وهي:
أولاً: الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة وهي وحدة واحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن جزء منها والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية.
ثانياً: الدين الإسلامي دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية..
ثالثاً: الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات وهذه الملامح الثلاث للهوية هي ما نص عليها دستور الجمهورية اليمنية ويجب تثبيتها في الدستور القادم، وفي شكل الدولة فنؤكد بأن قرار شكل الدولة يبنى على المعلومات العلمية الكافية والدقيقة للأبعاد المقومة للدولة والمؤثرة فيها ومدى مناسبة النماذج المقترحة للواقع اليمني وتحليل الأخطاء والانحرافات في الدولة القائمة وتحديدها هل هي من نوع الدولة أم من التنفيذ والمنفذين؟ وأكدنا بأن قرار شكل الدولة يتطلب أن يحدد فيها بناء الدولة في مؤتمر الحوار الخبرات والمعلومات المطلوبة لذلك لا أن نكون مجرد وعاء لخبرات ومعلومات لمجرد أنها متاحة ومتوفرة حيث أن شكل الدولة لا بد أن يعكس سمات الهوية والتاريخ والجغرافيا والهموم والمطالب والتطلعات للشعب اليمني وينهض به من واقعه الأليم ووضع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجغرافية والأمنية والتركيبة السكانية لليمن في الاعتبار عند اختيار شكل الدولة وغيرها من الاعتبارات أوضحناها جميعا في رؤيتنا والتي يمكن للقارئ الاطلاع عليها في الموقع الإلكتروني للحزب.
- في ختام هذا الحوار ما أبرز طموحاتكم المستقبلية في اتحاد الرشاد اليمني؟
طموحاتنا بأن نسهم مع جميع القوى السياسية في اليمن بروح الفريق المتعاون، للفوز في مباراة اليمن مع خصومه من : الجهل والفقر والمرض والتردي الاقتصادي والتنموي والأمني ونحقق الألفة والاجتماع لجميع أبناء اليمن ونتناسى جراح والآم الماضي وننطلق لتحقيق آمال المستقبل.