كتابات

اليمن بين وصاية الداخل والخارج

1185554_512917775454174_2104343712_n

*د.محمد بن موسى العامري

لا جدال أن العملية السياسية الجارية في اليمن تسير تحت كنف الوصاية الخارجية وبرعاية دولية وإشراف أممي والسبب كما لا يخفى يعود إلى نتائج الثورة عند قوم أو الأزمة عند آخرين التي أوصلت اليمن إلى هذه الحالة المزرية التي ضعفت فيها مقومات الدولة المسؤولة التي تحقق للمواطن الحد الأدنى من الأمن والإستقرار والعيش الكريم, وهو ما يدعو جميع القوى السياسية والاجتماعية الصادقة إلى الاصطفاف الشعبي والسعي الحثيث والجاد لبناء دولة العدل والنظام والمؤسسات حتى يتم التخلص من متاعب الوصايات ويتجه الناس إلى البناء والتنمية بدلاً من الصراعات والمماحكات السياسية. غير أن ما يجري على الواقع وفي أجندة الحوار من قبل بعض الأطراف السياسية لا يشجع على التخلص من هذه الوصاية بقدر ما يدفع باتجاه إطالة عمرها تحت مبررات أوهى من خيط العنكبوت! فتارة تفصح هذه القوى عن شبح الاستحقاق الشعبي وما قد يسفر عنه من تحول لا يصب في مصالحها الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو المناطقية أو غيرها. وتارة يتم التلويح بوجود بعض القوى ذات النفوذ والتمركز التي يجب على دعاة الدولة الجديدة التغييرية أن يسعوا إلى تفكيكها قبل أي دخول في استحقاق دستوري وشعبي وتارة تفتعل المعوقات لإطالة فترة المعاناة والتشظي خدمة لأجندة خاصة تسعى جاهدة لترويض المجتمع للقبول بمشاريعها في ظل وجود مناخ سياسي مضطرب وغير آمن !. وفئة أخرى لديها مشاريعها التي باتت تتخوف عليها من عدم قبولها شعبياً فهي لذلك تريد أن تقوم بتسويقها وتقنينها بعيداً عن أعين الناظرين وعن المؤسسات الدستورية؛ فلأجل ذلك وغيره أصبح اليمن في لحظته الراهنة بين وصايتين دولية -وأمرها مفهوم- وداخلية تسوغ لنفسها الالتفاف على الإرادة الشعبية وفرض الوصاية عليه بتجريده من حقه في اختيار من يمثله ويعبر عن إرادته الحرة وفق برنامج ولوج مداخل الحيلة وبخس كل ذي حق حقه وهروباً من الشفافية والعمل على تأسيس دولة المؤسسات المسؤولة القائمة على الشراكة لكن وفق أدواتها المشروعة لا كما يريدها البعض وفقاً لرغابته ومصالحه على حساب مصالح الشعب الكبرى ويبقى الظلم في كل حال مرتعه وخيم مهما زين في نفوس أصحابه. وفقنا الله لطاعته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس اتحاد الرشاد اليمني

زر الذهاب إلى الأعلى