- محليحوارات وتصريحات

رئيس اتحاد الرشاد اليمني للسياسة الكويتية: نحن ننطلق من الشريعة الإسلامية في كل تفاصيل حياتنا، والشريعة لديها اجابات على كل القضايا الشائكة

د/ محمد بن موسى العامري
د/ محمد بن موسى العامري

 أجرت صحيفة السياسة الكويتية حوارا صحفيا مع الشيخ محمد بن موسى العامري رئيس اتحاد الرشاد اليمني، نعيد نشر الحوار كما ورد:

صنعاء – يحيى السدمي:

في العام الماضي فاجأ السلفيون اليمنيين باعلان قيام حزبهم ” اتحاد الرشاد”, مثيرين الكثير من التساؤلات بل والرفض من قبل مجموعات سلفية في اليمن لقيام هذا الحزب الذي كان مؤسسوه حتى وقت قريب لايقرون بالتعددية السياسية ولا يعترفون بالديمقراطية.

” السياسة ” التقت في مقر حزب “الرشاد” في صنعاء زعيم الحزب الجديد الشيخ محمد بن موسى العامري الذي شرح أسباب التقدم للانغماس في العمل السياسي رغم وجود فتوى سلفية كانت تحرمه.

أكد العامري أن الديمقراطية على النمط الغربي التي لا تعترف بمرجعية حاكمية الاسلام وحاكمية الشريعة الاسلامية مرفوضة, وشدد على رفض أي مشروع لانفصال جنوب اليمن عن شماله, كما أكد رفضه للتدخل الايراني في شؤون اليمن, ورفضه للغارات الجوية الأميركية, واعتبر أن الحوثيين ليسوا في صراع مع السفليين فقط بل مع الشعب اليمني كله.

وهذا نص الحوار:

 * ينظر الى حزبكم أنه أنشئ بفتوى سياسية أبطلت فتوى دينية سابقة لبعض مشايخ السلفية بتحريم الحزبية ورفض الديمقراطية? ما الذي منعكم من انشاء الحزب من قبل؟

   – السلفيون عندما أحجموا عن السياسة في الفترات السابقة كانت لديهم أسباب موضوعية, ونتفق من حيث الأصل على أن السياسة جزء من الدين وأن الدين الاسلامي دين ودولة وعقيدة وشريعة وسياسة, هذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج الخلفاء الراشدين, لكن سبب الاحجام في الفترة السابقة يعود الى عدة أمور: أولاً طبيعة النظم المستبدة التي لا تقبل أبدا بأي مشاركة سياسية حقيقية وانما تعطي الفتات للمشاركة, اليوم قامت ثورات في مناطق مختلفة من العالم العربي وأصبحت ارادة الشعوب حاضرة في المشهد السياسي بعد ان كانت مغيبة بشكل كبير جداً, وكان الحاكم يفعل ما يشاء… بيده المال وبيده الاعلام وبيده القوة, وأعتقد أن هذه المرحلة قد ولت أو أوشكت على أن ترحل, وبالتالي من حق الشعوب أن تعبر عن ارادتها وأن تشارك مشاركة حقيقية سواء من خلال أحزاب أو من خلال فعاليات سياسية مختلفة.

ثانياً: كانت المشاركة السياسية عديمة الجدوى وبالتالي أحجم الكثير من السلفيين أو العلماء عن المشاركة في ردة فعل طبيعية نحو العمل السياسي بسبب الممارسات السياسية الخاطئة, حيث كان السلفيون يرون أنها لا تمثل السياسة الشرعية المنضبطة في معايير الكتاب والسنة وبالتالي ولّد هذا السلوك ردود أفعال لدى قطاع واسع من السلفيين الذين يفضلون أن يعملوا في جو الطهارة والنقاء بعيداً عن المخادعات والمكايدات والحيل السياسية. ثالثاً, اليمن اليوم دخل منعطفاً تاريخياً خطيراً وبالتالي ليس من المعقول أن ينظر الناس الى هذا الواقع نظرة سلبية بل عليهم أن يشاركوا, فبما أن اليمن قد دخل مرحلة خطرة وحرجة جداً تستدعي من جميع أبنائه أن يشاركوا في نهضة اليمن وفي اقامة دولة العدل التي يتحقق فيها للناس الحقوق المشروعة كان لابد أن يشارك التيار السلفي في المشهد الجديد للدولة المقبلة, فليس من المعقول أن تغيب شريحة لها حضورها الكبير عن المشهد, فباختصار الفتوى كان لها حيثيات ولها نظرة موضوعية تدخل ضمن السياسة الشرعية, بمعنى أن المسألة في العمل السياسي مسألة مصلحية, ينظر الى المصلحة الشرعية, قد أرى اليوم أن المشاركة مجدية ويمكن غداً أقول لك أن المشاركة غير مجدية.

الفتوى والحكم العائلي

  *هل يعني ذلك أنكم كنتم مضطهدين في عهد الرئيس السابق على عبدالله صالح وأصبحتم الآن في وضع أفضل في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي؟

في الحقيقة لم نكن مضطهدين في الواقع, لكن أنا أقول بكل وضوح حصلت تجارب كثيرة, انتخابات وفعاليات ولم يجد الناس في النظام السابق المصداقية المطلوبة في العمل السياسي هذا لا يعني, حتى لا نكون متجنين, ان نظام صالح يمارس اضطهادا, في الحقيقة كانت الأمور الدعوية والأمور الخيرية مفتوحة وبشكل واضح ويتفق عليها الجميع انما لاشك أن مسالة الاستئثار بالسلطة والتوجه الى الحكم العائلي هذا كان حاضرا في المشهد ولا يمكن لأي أحد أن ينكره.

*عندما أنشاتم حزب “الرشاد” أعلنت جماعات سلفية رفضها للحزب وأهدافه ومبادئه, لماذا؟

  الحقيقة أن هناك بعض الجماعات والتيارات السلفية تعيش نوعا ما عزلة عن واقع الأمة الذي نعيشه اليوم, وبالتالي أعتقد أنها ترفض كثيرا من المتغيرات المعاصرة ليس فقط في العمل السياسي بل حتى لها موقف من الجمعيات الخيرية وكثير من الأعمال الادارية المعاصرة, مثل هؤلاء نحن نرفق بهم ونؤكد على أنهم يحتاجون الى مزيد من التواصل ونحن على صلة بهم لمزيد من الوعي ومزيد من الاطمئنان, هؤلاء الذين يرفضون العمل السياسي انطلقوا من ردة فعل لسلوك بعض الاسلاميين في العمل السياسي. أنا أقول لك أن أكبر عامل صدهم عن العمل السياسي هو تخوفهم أن يكون حزب “الرشاد” نسخة لعمل سياسي اسلامي مشابه في الساحة اليمنية فخافوا من هذا المنطلق وأشفقوا وأحجموا ولو أن هناك عملا سياسيا اسلاميا راشدا أعطى صورة صحيحة للعمل السياسي الاسلامي لما كان هناك هذا التصور الذي وصلوا اليه من النفور والبعد عن أي عمل سياسي اسلامي .

*  متى تكون الديمقراطية مقبولة عندكم ومتى تكون مرفوضة؟

  نحن ننظر إلى الديمقراطية من زاويتين, الزاوية الأولى هي الناحية التشريعية الفلسفية, بمعنى أن تكون الديمقراطية قائمة على الغاء حكم الله وعلى الغاء التشريع لله أو على رفض الشريعة الاسلامية, وهذا الأمر ليس مرفوضا فقط عندنا بل مرفوض لدى جميع المسلمين, لا يوجد مسلم على وجه الأرض يمكن أن يقبل بالديمقراطية على النمط الغربي التي لا تعرف بمرجعية حاكمية الاسلام وحاكمية الشريعة الاسلامية, هذه مرفوضة عند الجميع وباتفاق.

هناك جانب اجرائي في الديمقراطية لا يتعارض مع الاسلام وهو اختيار الحاكم, محاسبة الحاكم, الرقابة, حرية التعبير وفق ضوابط الشريعة الاسلامية, مثل هذه الجوانب موجودة في ديننا ونحن نسميها الشوري والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومثل هذا الأمر يجب أن لا يكون حوله اشكال, الاشكال في الشق الأول الذي يعطل الشريعة الاسلامية ويلغي هذا المفهوم, اعتقد أن هذا هو محل الاتفاق بين المسلمين عموماً, لا ويوجد أي جهة أو أي تيار أو أي مسلم يمكن أن يقبل بديمقراطية تحل حراماً أو تحرم حلالاً.

وحدة اليمن

*  مؤتمر الحوار الوطني على الأبواب, ما مشروعكم في حزب “الرشاد” لنظام الحكم وشكل الدولة ودستورها, وسياستها, القبول بالفيدرالية أو رفضها والقبول بالانفصال أو التمسك بالوحدة؟

  نحن سنقدم مشروعنا ونعرضه في مؤتمر الحوار الوطني بكافة الموضوعات المدرجة في الحوار الوطني, سنقدم رؤيتنا للقضية الجنوبية بشكل عام سواءً من حيث جذور المشكلة ومعالجتها ورفع الظلم والحيف الذي لحق باخواننا في المناطق الجنوبية, وكل ذلك بالنسبة لنا سيكون في اطار يمن موحد لأن الوحدة عندنا قوة والتفرق ضعف, وسنقدم رؤيتنا لحل قضية صعدة, وسنتكلم أيضاً حول موضوع الدستور والذي نؤكد عليه أن هناك جملاً ثابتة في الدستور يجب أن لا تمس مثل أن الشريعة الاسلامية هي مصدر جميع التشريعات كما هو الحاصل الآن في الدستور, هذا مكسب كبير يجب أن نحافظ عليه يمكن أن تكون هناك تعديلات في ما يتعلق بالرئاسة وفترات الرئاسة أو أي تعديلات أخرى, المهم هناك جمل ثابتة يجب أن تكون محل اتفاق ليس من عندنا فقط ولكن من جميع القوى السياسية وأظن أن هذا مطروح, هذه البنود الرئيسية التي تنص على أن الشريعة الاسلامية مصدر كافة التشريعات, هذه محل اتفاق عند كثير من القوى السياسية.

 * اذا ما أفضى المؤتمر الوطني الى أن تكون دولة فيدرالية أو دولة أقاليم أو انفصال بين الشمال والجنوب, هل ستقبلون بذلك؟

  نتفق أولاً على أن موضوع الانفصال هذا غير وارد وأنه مرفوض من أغلب القوى السياسية في اليمن, لأننا ننطلق من حيثيات موضوعية, أولاً ديننا يأمرنا بالوحدة والاعتصام بحبل الله وينهانا عن التفرق, ثانياً إن مشروع الانفصال والتفرق هو مشروع معاد للشعب اليمني ولمصالحه, مشروع الانفصال المقصود به اضعاف اليمن وادخاله في صراعات نحن في غنى عنها, كنا في صراعات في أيام التشطير عافانا الله من هذه الصراعات فلماذا نعود اليها اليوم من جديد, يجب أن نعالج المظالم ونعالج الاشكالات ونعالج الاختلالات لكن في ضوء يمن موحد, وفي ما يتعلق بمسألة الفيدرالية هذه مسألة تناقش في حينها سنقدم رؤيتنا وقد يكون هناك فيدرالية على أكثر من اقليم, ونقول ان الفيدرالية التي ستكون خطوة الى الانفصال فهذه سنتوقف عندها كثيراً, لأننا لا نريد أن نستنسخ التجربة السودانية, لأنها كانت تجربة مريرة وصيغت بهذه الخطوات واليوم السودان يعض أصابع الندم, لا الشمال حصل على مراده ولا الجنوب أيضاً تحقق له ما يصبو اليه.

*  كيف تنظرون الى التدخل الايراني في شؤون اليمن والى الغارات الجوية الأميركية ضد ” القاعدة”؟

  أي تدخل يمس بسيادة اليمن هو مرفوض بالنسبة لنا, كما هو مرفوض من كل يمني مخلص وحريص على وطنه, لا يمكن أن يقبل أي تيار سياسي أو شعبي أو اجتماعي أن تمس سيادة بلده بأي انتهاك سواءً من خلال الطيران الأجنبي الذي يقصف, او من خلال تصرفات “القاعدة ” الذي نرفض سلوكها كما ندين استعمال العنف ضد الدولة او المجتمع او ضد مصالح الامة, لكن حصلت أخطاء كثيرة وقتل ضحايا مدنيون بل ونساء وأطفال لا علاقة لهم أصلاً بالقاعدة فنحن يجب أن نحترم الدولة والدولة يجب أن تحترم ارادة الشعب, الشعب يرفض هذا التدخل, وسواءً كان هذا التدخل من قبل ايران أيضاً هذا تدخل مضر, الأسلحة التي وردت كان الناس يتمنون أن تصلنا بدلاً عنها المواد الغذائية ء أما أن تصل الى الناس أسلحة تدمر فلاشك أنه يضر بمصلحة اليمن ويؤدي الى مزيد من الاحتقانات ومزيد من الفوضي, لاشك أننا نرى أن هذه التدخلات تأتي في سياق الاستخفاف بالشعب اليمني والاستخفاف بالنظام اليمني وبالدولة اليمنية وهذا لا يمكن أن نقبل به أبداً.

“الرشاد” و”القاعدة”

 * هناك من يرى أن حزب “الرشاد” مستنسخ من حزب الاصلاح ومن جماعات جهادية بينها “القاعدة”؟

   في الواقع أن الناس في عالم السياسة يكثرون من التحليلات التي تذهب يمنة ويسرة, نحن في الواقع كيان سياسي مستقل لسنا نسخة من الاصلاح ولسنا أعداء للإصلاح وفي نفس الوقت نحن معروفون بتاريخنا الدعوي الاجتماعي الخير… ولم نأت من أماكن مجهولة غير معروفة, أبرز قيادات حزب “الرشاد” في الهيئة العليا شخصيات علمية واجتماعية معروفة بتاريخها ومعروفة بمنهجها السلفي المعترك الوسطي البعيد عن الغلو والبعيد عن الافراط والتفريط, أما ما يقوله الناس فأنت لا تستطيع أن تضع على ألسنة الناس حجباً, الناس يتكلمون كيفما يشاؤون ونحن نتعامل مع القوى السياسية في المجتمع من منطلق التعاون على البر والتقوى وبمسافة واحدة, ليس لنا خصومات مع أي كيان سياسي في المجتمع اليمني سواءً الاصلاح أو ” المشترك “وشركاؤه أو “المؤتمر” وحلفاؤه وسنتعاون مع كل مخلص صادق لهذا الوطن, ولسنا مستعدين أن نستجلب خصومات فريق ضد فريق آخر.

*  على ماذا تتفقون مع ” القاعدة ” وعلى ماذا تختلفون؟

  نحن في الحقيقة عملنا سياسي سلمي, أما ” القاعدة ” فعمل مسلح وبالتالي الفرق كبير وجوهري, فليس هناك وجه تشابه في تعاملنا وفي نظرتنا فنحن نرى أن العمل المشروع لمجتمعنا المسلم ولا يجوز لنا أبدا أن نشهر السلاح في وجه الدولة فالدولة فتحت المجال في العمل السياسي, فلنعرض بضاعتنا ولنعرض ما عندنا ومشروعنا والشعب اليمني شعب حكيم ومؤمن سيختار الأفضل, مشروع “القاعدة” لاشك مشروع يتجه الى العنف والقتال وهذا ما لا نقبل به ونرفضه جملة وتفصيلا وبالتالي لا يوجد أي وجه للشبه بيننا وبينهم

*  هل تؤيدون الدولة في ذهابها الى محاورة “القاعدة”؟

  والله يا أخي الكريم نحن نقول أن الحوار اذا كان سيحقق المصلحة لليمن وسيجنبنا القتل والقتال والفتن فلا مانع من التحاور مع اي جهة, فالدولة اليوم تتحاور مع الحوثيين بعد معارك طاحنة بعد قتل وقتال وبعد سفك الدماء فاذا كان الحوار سيؤدي الى حقن الدماء وتجنيب اليمن المخاطر لا اعتقد أن هذه مشكلة, لكن لا يتفق الحوار مع حمل السلاح, نحن كما نقول اذا أرادت ” القاعدة ” أن تتحاور مع الدولة اعتقد أن هذا المطلب يكون مرحباً به من قبل الدولة التي هي صاحبة الشأن في هذا الأمر, فاذا كانت ” القاعدة ” مثلا ستتخلى عن السلاح وعن القتل والقتال وتدخل في الحوار ويستفيد المجتمع فليس هناك مصلحة لليمن في القتل الذي نراه اليوم, يعني كم قتل من العسكريين, كم قتل من الجيش حتى منهم كم تذهب منهم أرواح.

 **الصراع السلفي – الحوثي**

*  هل أصبح السلفيون والحوثيون وكيلي حرب دائمة في اليمن لأطراف خارجية أم هناك أسباب أخرى للصراع بين الجماعتين؟

  أولا, أنا أؤكد لك أن مشكلة الحوثي ليست مع السلفيين, انما هي مشكلة مع الشعب اليمني بكامله, بطبيعة الحال نحن نقول لو أن الحوثي عرض ما لديه من فكر ومن عقيدة بطريقة سلمية هذا متروك له فليعرضه كما يشاء, لكن عندما تتحول جماعة الى عمل مسلح وتفرض أجندتها وتفرض صلاحيات السلطة المحلية في أي جزء من أجزاء اليمن هذا الأمر هو مشكلة مع اليمن بكامله وليست مع السلفيين, وتصوير المسالة أن مشكلة الحوثي مع السلفيين أو العكس اعتقد انه اختزال للحقيقة واختزال للمشكلة, وصحيح أن السلفيين يختلفون مع الحوثيين في الفكر العقائدي وفي المنهج الفكري, الحوثيون لديهم نزعة معينة فيما يتعلق بالصحابة وفي أمور عقائدية أخرى أقول أن هذه تعالج بالفكر, بالحوار, ولا تعالج بالسلاح فحينما يتحول فريق من الناس سواء الحوثي أو غير الحوثي الى أن يبسط نفوذه في منطقة معينة من مناطق اليمن هنا تكون مشكلة مع الدولة ومع الشعب ومع المجتمع.

**النظام السلفي**                         

* اذا جاءت انتخابات 2014 هل سيكون هناك مرشح سلفي من حزب “الرشاد” في رئاسة الجمهورية؟

  هذه المسالة تبحث في حينها ونحن لانستبق الأحداث, فلكل حادث حديث ولا ندري كيف ستكون الظروف.

*  اذا وصلتم الى حكم اليمن كيف ستتصرفون ازاء العملية السياسية والاقتصاد, هل ستغلق البنوك لأنها ربوية, وهل بإمكان المرأة أن تكون رئيس جمهورية؟

  أنا أقول لك يا أخي نحن ننطلق من الشريعة الاسلامية في كل تفاصيل حياتنا, ونحن نؤمن أن الشريعة الاسلامية لديها اجابات على كل القضايا الشائكة, لديها اجابات في الاقتصاد, لديها اجابات في المرأة وحقوق المرأة ليس لنا منهج يخصنا غير ما هو معروف في كتاب الله وسنة رسوله, وبالتالي عندما نؤمن أن الاسلام هو الدين الحق فنحن نؤمن بأن الاسلام صالح لكل زمان ومكان, ولديه الحلول لكل الظروف ولكل الأحوال ولكل الاستثناءات, هناك أحكام العزيمة وهناك أحكام الرخصة وهناك أحكام الضرورة وهناك أحكام مختلفة, لماذا دخلنا أصلا في الهرم السياسي الا لنقول للناس ان الاسلام سيحل مشاكلهم وسيحل مشاكل الاقتصاد واذا تكلمنا عن بنوك الربا فهناك اليوم بنوك اسلامية ناجحة ومتميزة في العالم الاسلامي واذا تكلمنا عن حقوق المرأة فلها حقوقها ومكانتها ولها وضعها الخاص بحكم ما هو موجود في الشريعة الاسلامية.

*  هل بينكم وبين الاميركيين أي تواصل, وما موقفكم من سياستهم تجاه اليمن والعالم الاسلامي؟

  ليس بيننا وبين الاميركيين أي تواصل, ولا يعني هذا أننا نرفض التواصل اذا كان يحقق المصلحة لليمن في ظل العلاقة الصحيحة وليس علاقة السيد بالعبد وليس علاقة تضر بمصلحة اليمن نحن معها, سواء مع الاميركيين أو غيرهم.

 * كيف ستوفقون بين طاعة ولي الأمر اذا ما وصلتم الى موقع يجعلكم ترفضون طاعته؟

  بالنسبة لنا طاعة ولي الأمر هي طاعة مقيدة وليست مطلقة, بمعنى أن الله عز وجل حينما يقول ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم “, لاحظ ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول, لكن لما جاء الى أولى الأمر لم يقل أطيعوا ولي الأمر وانما قال ” وأولي الأمر منكم ” لأن طاعة ولي الأمر تتبع طاعة الله ورسوله, فمتى ما كان ولي الأمر ملتزما بطاعة الله ورسوله وبحكم الله ورسوله فطاعته واجبة, ومتى خرج من طاعة الله وطاعة رسوله فلا طاعة له, اذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, هذا هو الاشكال الذي يقع فيه كثير من الناس, يظن أن طاعة ولي الأمر هي طاعة مطلقة وهذا غير صحيح, حتى المرأة لا تطيع زوجها الا اذا لم يخالف حكم الله ورسوله وهي امرأة, فما بالك بالحاكم, فليس له قداسة ونحن نرفض أن يصنف السلفيون بأنهم أتباع أو عميان لولي الأمر كيفما أمر وكيفما اتفق هذا مرفوض وهذا ليس من ديننا, فالصحابة كانوا يعترضون على أبي بكر وعمر وأئمة الاسلام والخلفاء الراشدين, فمن يكون ولي الأمر هذا حتى يأمر وينهى والناس يقولون له سمعا وطاعة دون أن يعترضوا على انحرافاته.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى