كتابات

كلمة حزب الرشاد في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

505الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان, والصلاة والسلام على من أخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان.

وبعد:

الأخ رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر, الإخوة هيئة رئاسة المؤتمر.

أعضاء المؤتمر

الضيوف جميعا.

أيها الشعب اليمني الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إننا اليوم نقف جميعا على عتبة يمن جديد يحتم علينا أن نستشعر المسؤولية أمام الله وأمام شعبنا وأجيالنا القادمة في بناء اليمن الجديد بما يحقق رفعة اليمن وعزته ونهضته ووحدته ورخائه وأمنه واستقراره على أسس متينة وراسخة أهمها:

أولا : الحفاظ على هوية اليمن العربية والإسلامية واعتماد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مصدر جميع التشريعات والقوانين, مع الاستفادة من التجارب والحضارات والنظم الإنسانية التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.

ثانيا: بناء الدولة واختيار نظام الحكم على معايير موضوعية ترتكز على دراسة واعتبار الأبعاد الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية وغيرها بما يرفع الظلم والمعاناة ويعيد الحقوق إلى أهلها في جميع المحافظات وعلى رأسها القضية الجنوبية وقضية صعدة والقضية التهامية, وبما يحقق للمواطن العيش الكريم والخدمات المتنوعة المتميزة والشراكة الفاعلة في صنع القرار دون الاقتصار في بناء الدولة ونظام الحكم على رغبات بعض النخب السياسية التي لن تحقق للشعب اليمني آماله وتطلعاته بل وقد تسوقه إلى ما لا يحمد عقباه.

ثالثا: تغليب مصالح الشعب اليمني وتقديمها على الاعتبارات الخاصة والضيقة ونحن في الرشاد ندعو جميع الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية إلى نسيان جراحات وآلام الماضي وترجيح العفو والتسامح وإقامة العلاقات بينها على رعاية ثوابت ومصالح الشعب اليمني وعدم الإقصاء لأي طرف أو تهميشه.

رابعا:- رعاية حقوق الإنسان المشروعة وصيانة كرامته وكفالة حرياته المعتبرة, والمساواة بين الرجل والمرأة في التكاليف والحقوق والواجبات إلا في حدود ما قررته الشريعة الإسلامية لكل منهما لتحقيق التكامل بينهما لاستقامة الحياة.

خامسا:- بناء مؤسسات الدولة وتجسيد سيادة النظام والقانون على الجميع وفرض سيادتها ونفوذها على جميع مناطق اليمن حتى لا تتحول اليمن إلى مقاطعات تحكمها مليشيات العنف والجماعات المسلحة.

سادسا:- ترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات, وتحقيق استقلال القضاء ماليا وإداريا وتنفيذا, وتجسيد مبدأ الشفافية والثواب والعقاب, وتفعيل دور الأجهزة الرقابية واعتماد عنصر الخبرة والكفاءة في الوظائف العامة العليا والدنيا.

سابعا:- بناء وهيكلة قوات الجيش والأمن على أسس إيمانية ووطنية وتعميق الولاء فيها لله ثم للوطن والشعب بعيدا عن الولاءات الحزبية والمناطقية والقبلية والشخصية ونحوها حتى تحقق أهدافها في حماية الدين والوطن والشعب ومصالحه وإرادته.

ثامنا:- بناء يمن مستقل في قراره وإقامة العلاقات الدولية على أسس العدل والسلم والتعاون بما يحقق مصالح الشعب اليمني دون تفريط في سيادته أو سلب لإرادته ودون وصاية أو تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.

أيها الشعب اليمني الكريم:

ما الحاضرون في هذا المؤتمر إلا نزر يسير منكم وأنتم أصحاب القرار في اختيار آلية إدارة شؤونكم ونظام حكمكم وما يحقق مصالحكم ويبلغكم آمالكم فكونوا العين المراقبة لمجريات الحوار والحارس النبيه لمصالحكم وثوابتكم .

أيها المؤتمرون رئاسة وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني.

استجابة لقوله سبحانه وتعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء 59] وقوله تعالى {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ }, الشورى [10]  وتطمينا للشعب اليمني المسلم شعب الإيمان والحكمة فإني أطلب منكم إضافة مادة في النظام الداخلي وهي “أن تكون مخرجات  وقرارات الحوار الوطني لا تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم” .

وفي الختام نتوجه بالشكر والحمد لله عز وجل الذي جنبنا ويلات الفتن ثم بالشكر والامتنان لشباب اليمن الطاهر الذين بذلوا أوقاتهم وجهودهم ودماءهم ليصل الشعب اليمني إلى هذه المحطة التاريخية.

ونسأل الله الرحمة والمغفرة للشهداء والعافية والشفاء للجرحى يقول سبحانه وتعالى : {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 17-18‏]‏

رابط الكلمة على اليوتيوب: http://www.youtube.com/watch?v=HjGomHsmZfU

زر الذهاب إلى الأعلى