كتابات

قضية دماااااااج

hgggjj

* عبد الناصر محمد الخطري

كثير من الشباب السلفي بمختلف تياراته تفاعل مع قضية دماج، لكن الملاحظ على الكثير من كتّابهم أنهم جعلوها قضية مصيرية، إما أن نقضي على الخصم وإما أن يقضي علينا، ولما حصل التهجير أصابه الإحباط واليأس ظناً بأن الأمر انتهى، لقد انتصر البغي وأهله ولم يبق سوى الحوقلة ولملمة الجراح. والحقيقة أن قضية دماج ليست قضية مصيرية كما تصورها هؤلاء الكتّاب بل هي قضية جزئية لابد من ربطها بالقضية الكلية وهي الصراع بين الحق والباطل، فهذا الصراع باقٍ إلى قيام الساعة، قد تختلف آلياته وأدواته لكن لا تختلف غاياته. ومن نظر إلى التحالف العالمي الجديد اليوم -بين أمريكا وايران- سيدرك أن أدوات الباطل في اليمن هو (الحوثي )، وآلياته كثيرة منها: آلية القتل والتهجير كما حصل لأهالي دماج، وثمة آليات أخرى ستكشف عنها الأيام. بطبيعة الحال، الحق أعلى من الباطل علواً معنوياً في حالتي التمكين والاستضعاف، ولسنا في شك أن الحق في قضية دماج كان يمثله الطرف المستضعف (السلفيون )، لكن العلو الحسي لابد لتحققه من العمل بأسبابه، وأهمها الإعداد وجمع الصف. قضية دمااااج كسبها أهل الباطل حسياً لغياب السببين، فالصف السلفي في شتات، والإعداد شبه منعدم سياسياً وإعلامياً وعسكرياً ليس المراد هنا نكأ الجراح ولكن ما أريد طرحه هل سيحول السلفيون محنة دماج إلى منحة، بالمسارعة إلى جمع الكلمة وإعداد العدة?! أكون صريحاً إذا قلت بأن المصيبة إذا لم تجمع المصابين ليستعدوا لعدوهم بما يكره، فإن المصابين أنفسهم قد تحولوا إلى مصيبة على دعوتهم، فما يتوقع مجيؤه من قبل عدوهم لن يتحقق له ذلك إلا بتفرقهم وعدم استعدادهم، ولا يقل جرم التسبب عن جرم المباشرة، بل إن ما يحل لهم يُعد عقوبة لهم على تركهم لتلك الأسباب التي طولبوا شرعاً بإيجادها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الأمين العام المساعد في اتحاد الرشاد اليمني

زر الذهاب إلى الأعلى