كتابات

في زمن اللايكات ووسائل التواصل الاجتماعي وحب الظهور والسعي نحو الشهرة والصيت والوجاهة

بقلم / د. انور فرحان الشرعبي
قد يحصل الإنسان على بعض الوجاهة الظاهرية بما يملك من مال أوسلطة أونفوذ فيفرح بها ويسعى في تحصيلها والحق إن زال عنه ماله أو نفوذه سقطت تلك الوجاهة المزيفة
الوجاهة الحقيقية في أن تكون عند الله صاحب مكانة وقيمة كما قال صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ”
تلك المكانة التي يفخر بها الإنسان حقا ويسعى لأجلها أن يحبه الله ويذكره باسمه ويبسط له المحبة في السماء والأرض حتى تصل به كما قال صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ”
ليس سيئا أن تكون وجيها في الدنيا فإن الله قد ذكر عيسى عليه السلام ( وجيها في الدنيا والآخرة ) لكن انظر مالذي أكسبك هذه الوجاهة ؟ وهل هي وجاهة زائفة مؤقتة ؟ وهل هي مقتصرة على الخلق أم هي مما يبتغى به وجه الله تعالى ؟
الوجاهة لأجل الدنيا فحسب ضاعت بسببه الأعمار وفسدت به النيات وساءت الأعمال وأسوأها تلك التي اشتراها أصحابها بالتدين الزائف ليكونوا أول من تسعر بهم النار يوم القيامة
عندما يتصدر الوجهاء الحقيقيون مجتمعاتنا سيصبح هذا المجتمع ذا قدر وقيمة وطالما جعلنا من التافهين والمتسلقبن والمتشدقبن وجهاء فتلك حصاد لايكاتنا وكلماتنا

زر الذهاب إلى الأعلى