كتابات

العاقل يقدم الأهم على المهم

بقلم / محمد عيضة شبيبة

رَجُلٌ أنار غرفتك لأقل من ثانية فقط، ورجل أخر أنار منزلك طيلة حياتك..
أيهما تفضل؟
بالعقل السليم ستفضل وتقدم من أنار كل منزلك طوال سنين عمرك ،
هذا مثال بسيط على حماقة من يفضل ذاك الذي قدم له منفعة في دنياه على من قدم له منفعة في آخرته
دنياك بالمقارنة مع آخرتك إذا جازت المقارنة فهي تقل عن جزء من ثانية، ومع ذلك تعظم من خدمك في جزء الثانية هذا على من خدمك في كل حياتك الخالدة الأبدية
مثلاً إديسون اُشتهر أنه مخترع المصباح الكهربائي، فأنار غرفت نومك بمصباحه التي ستعيش فيها مابين الستين إلى السبعين السنة إن مد الله في عمرك ،
وبما أنك يمني يمكن تمشي حالك بدون مصباح إديسون 😂😂 كما هو الحاصل لشعبنا اليوم مع حكم مليشيا الحوثي الظلامية
ويأتي في المقابل نبينا صلى الله عليه وسلم أنار آخرتك التي ستعيش فيها حياة أبدية لايقطعها موت ولا يدخلها ليل
إديسون لو تركت مصباحه فغاية مايصيبك لفحة حَرٍ يمكن أن تتقيها بقطعة من كرتون، أو مروحة من خصف النخل كما هو الحال عند أهلنا في التهايم 😂
لكن إذا لم تحصل على إضاءة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فستعيش في حر جهنم لاينفع معه مروحة ولا حتى مكيف صحراوي
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ومع ذلك باسمكم جميعا نشكر إديسون ولا ننكر جهده
ولكن الشكر الجزيل والثناء العظيم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله إلينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور
ولكل من دلنا على العيش بأمان في عالم الآخرة
نعم ندعو إلى علم الدنيا وإعمارها والإشادة بالعقول المخترعة فيها وتكريمها … لكن أن نقدم ونفضل من عَمَّرَ دنيانا على من عَمَّرَ أخرتنا، فهذا هو الجنون بعينه
العاقل يقدم الأهم على المهم
والخالد على الفاني،
والكبير على الصغير… مع أن الإسلام عَمّرَ دنيانا وأخرتنا، والنبي محمد فداه أبي وأمي أتىٰ بما يسعدنا في الدنيا والآخرة، وإنما الخلل في تخبطنا نحن، وانصرافنا عن هديه وتعاليمه
وصدق الله القائل
(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
وأسعد الله صباحكم وأنار دنياكم وأخرتكم
زر الذهاب إلى الأعلى