كتابات

رمضان شهر التوبة والتسامح

  • د.محمد موسى عبدالله العامري
    د.محمد موسى عبدالله العامري

    الحمد الله رب العالمين والصلاة  والسلام على رسول الله وعلى آلة وصحبة وسلم

وبعد يطل علينا شهر رمضان المبارك لعامنا هذا 1433هـــ ونحن في أحوج ما نكون إلى تجديد  التوبة والإنابة إلى الله تعالى لنتعرف  على رحمة الله وجودة وفضلة وإحسانه  وقد تعلمنا من سنن الله في حياة الناس  أنهم يسعدون أو يشقون  بسبب أعمالهم وما اكتسبت أيديهم يقول سبحانه وتعالى “وما أصابكم من  مصيبة فبما اكتسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ” فالذي نحتاجه اليوم هو قرار التوبة والرجوع  إلى الله تعالى لكشف هذه الملمات التي تعيشها امتنا  في مختلف أصقاع الأرض  ولعل ما شهدناه في عامنا المنصرم يد لنا دلالة لا لبس فيها  على أهمية التخلص من المظالم وإرجاع الحقوق إلى أهلها فقد تصدعت أنظمة  وتساقطت أقنعة طالما مارست الظلم بأبشع صورة بما في ذلك الظلم الأكبر وهو الشرك بالله  في تنحية  شريعة الإسلام واستبدالها بشرائع البشر  إضافة إلى ظلم النفس  وظلم العباد والتسلط على رقابهم وممارسة الاستبداد  والقمع وجميع آلات الشقاء والعنت واليوم يهل علينا شهر رمضان الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران  وتصفد فيه الشياطين وتعتق فيه الرقاب من النار ويتفضل بة على من شاء من أهل السعادة  والرضوان  ليقول للناس هلموا إلى طي صفحة العام وما جرحتم فيه من سيئات وآثام إلى أوسع أبواب الخير والمغفرة إلى ربٍ كريم جواد يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وكلنا ذاك الرجل المسرف على نفسه  المفرط في عملة  والسعيد من أعتبر بغيرة واغتنم أيامه ولياليه في طاعة مولاهـ وإنه ومن المؤكد قطعاُ أن الأمة اليوم تشهد عودة صادقة ورجوعاً إلى الله وبحثاً عن الهوية المسلوبة وتخلصا من أغلال الأنظمة الطاغوتية ومكدراتها  التي طال أبدها واستفحل أمرها  في رأينا أنظمة تمارس أبشع أنواع القمع والإرهاب بشعوبها كما يحصل في بلاد الشام سوريا  ورأينا أنظمة أخرى تتآمر على المشروع الإسلامي وتنفق الأموال الطائلة للحيلولة دون وصولة إلى مقاليد الأمور  وأخرى قد ارتهنت للعدو وأصبحت مشلولة في قرارها وإداراتها لاحول لها ولا قوة  حتى في أخص شؤونها ,وكل ذلك مرده إلى البعد والإعراض عن الهداية  والنور وعن الشريعة الربانية و التمسك بحبل الله والدعوة الجادة  إلى تحسين معاني الخير  فهل سنشهد في شهرنا القادم  تحسناُ في أوضاعنا وإصلاحاُ في أخلاقنا وتهذيباً لأ نفسينا    “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”

بقلم د.محمد بن موسى العامري

رئيس إتحاد اتحاد الرشاد اليمني

زر الذهاب إلى الأعلى