كتابات

دماج .. والاختبار

22-02-12-479486664

*حمير الحوري

منطقة دماج بصعدة تتعرض لحصار متكرر وقصف لا يكاد يخبو حتى يعاود نشاطه باقوى مما كان عليه فالحصار الان والقصف يقع على روؤس اكثر من 15000 نسمة , المعركة ليست طائفية كما يحنوا لبعضنا تبرير عجزه عن القيام بواجبه تجاههم باطلاق الطائفية عليها ,بدليل ان الحوثي قد اخرج كثير من معارضيه السياسيين من صعده وقبائل باكملها قبل ذلك ,فبعد ان فشل الحوثي في عملية التوسع العسكري لبسط نفوذه في مناطق الجوف وعمران وحجة ها هو يحاول ان يستفرد بصعده حتى تخلو له وهو في سباق مع الزمن قبل ان تشهد الدولة اليمنية الجديدة استقرارها والتي لو استقرت لن يستطيع الاعتداء بهذا الشكل السافر والفج على اهالي دماج . الاختبار الحقيقي اليوم في ازمة دماج يتوزع على العديد من الجهات والاطراف ويعتبر اختبار لها من حيث ما تدعيه من قيم وما تعلنه من مبادئ وما تنتهجه من سلوك : * فأول تلك الجهات “الدولة ” وهنا اختبار حقيقي على مدى مدنيتها وانصافها للفئات المظلومة من الشعب أيا كانوا فان موقفها السلبي الحاصل يزعزع الثقة بها ويشجع الاخرين على الاخلال بالأمن والتمادي في الغي والظلم ويشجع جهات اخرى لأخذ الحق بالعرف مع عدم اعتبار للقانون * المنظمات الحقوقية محلية واقليمية : ما يحصل في دماج مأساة حقيقية وان التململ في تسجيل الانتهاكات ورصدها والضغط على الحكومة ونشرها للرأي العام يعتبر خيانة وظلم آخر يحصل وزره على معاشر الحقوقيين . * الجهات السياسية من احزاب وتنظيمات : وهؤلاء دورهم معلوم وضروري في الضغط السياسي واتخاذ المواقف النبيلة في ادانة الحصار ورفضه ودعوة الحكومة للقيام بواجبها في فك الحصار . * الدعاة والائمة والخطباء : وهؤلاء دورهم في توعية المجتمع بواجبهم تجاه هذه الاحداث وتحذيرهم من الانجرار لحرب طائفية , مع الدعاء لدماج ومتابعة اخبارهم وقصصهم وما يحتاجونه من ادوية ومساعدات .. * الاعلام بجميع وسائله : قلب الحقائق يتعبر ميزة للاعلام المخادع ,فلا نستغرب ان يطلق على اهالي دماج والطلبة هناك بانهم سبب المشكلة وهم من بدء الصراع وهذا عكس الحقيقة وتغيير للواقع بلا ادنى شك فالحوثيون هم من اعتدى وهم من استمر في عدوانه ونقض العهود وافشل الوساطات . الاختبار لليمنيين عموما في ادانة ما يفتعل الحوثي من أزمات وما يشعل من مواجهات وان سلوك هذا الفصيل غريب على مجتمع الايمان والحكمة . ان ما يحدث في دماج ليس صراعا طائفيا لكنه قد يقود الى حرب طائفية ان ترك وشانه لان الحرب الطائفية قد تكون ضرورة يلجأ اليها أي فصيل ولن يتسفيد منها أحد وسيخسر الجميع حتما .. حفظ الله بلادنا وجنبها الفتن ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو الهيئة التأسيسية في التحاد الرشاد اليمني

h_mm1@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى