كتابات

حُكّامُهم وحُكّامُنا!

1479404_1379704785610495_646761921_n

أ/خالد الرويشان

قبل ثلاثة أسابيع صَدَرَ حُكمٌ في إيطاليا على رئيس الوزراء السابق بيرلسكوني بتأدية الخدمة في دارٍ للمُسنّين في روما لمدة سنة بتهُمة التهرّب من الضرائب! وبعدها بأيام صدر حكمٌ بالسجن لمدة ست سنوات على رئيس وزراء العدو الإسرائيلي السابق (أولمرت) لتقاضيه رشوة! وخلال الأسبوع نفسه قَدّمَ رئيس وزراء كوريا الجنوبية استقالته بعد غرق باخرة كورية في عرض البحر! في اليمن يحدث أنّ البلاد تغرق كل يوم في الظلام والجوع والفوضى والدماء دون أن يأسف أحدٌ أو يشعر بمسؤولية.. أمّا أن يُقدِّم أحدٌ استقالته أو يُحاكَم فما يزال ذلك بعيداً.. لأنّ النُّخبة السياسية في اليمن اخترعت مصطلحاً لئيماً بنسخته اليمنية، وتعويذةً سحرية غامضة اسمها التوافق! ويعني من ضمن ما يعنيه التقاسم للحكومة، والوظائف الكبرى، والصغرى, ومن شروط المشاركة في هذه الترِكة القاتلة للشعب أن لا يُحاكَم أو يُحاسَب أحد. كانت نتيجة هذا اللؤم السياسي أنْ أصبحَ القتلة، وقُطّاع الطرق، وعملاء الخارج، وقاتلو الجيش، والأمن فوق القانون.. وما كان لذلك أن يحدث إلّا في وجود التعويذة السحرية السوداء، والغامضة “التوافق” الآن, أشعرُ أنّ الشعب اليمني لم يكره كلمةً سياسيةً في تاريخه مثل كلمة التوافق! ربما لأنّه أدركَ بعد آلامٍ، وأحزانٍ، وتجربة أنّه توافق عليه هو! توافقُ النُّخَب على الشعب.. توافقُ اللئامِ على الكِرام!

زر الذهاب إلى الأعلى