مواقف وبيانات

حزب الرشاد اليمني يهنئ بالذكرى ال 58 لثورة ال 26 من سبتمبر

يتقدم حزب الرشاد اليمني بأسمى التهاني والتبريكات لجماهير شعبنا اليمني العظيم، وقيادته السياسية، ممثلة بفخامة الأخ المشير عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، وحكومة الدكتور معين عبدالملك، بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، ثورة الحرية والكرامة، التي قامت للقضاء على الاستبداد والظلم، و الكهنوت وآفات الجهل والفقر والمرض.
لقد مثلت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، نقطة مضيئة في تاريخ اليمنيين، ومحطة محورية لاكتشاف جوهر الذات اليمنية التي عمدت الإمامة على مدى قرون إلى محاولة تجريفها، وسحقها بشتى وسائل القمع والتنكيل والتجهيل، ليتداعى حينها أحرار اليمن وفي طليعتهم العلماء والمصلحون ورجالات الفكر وأحرار الجيش وأبناء القبائل إلى الانتفاضة، حاملين لواء الحرية والانعتاق من ربقة القهر وكسر الأغلال، وأنجزوا هذه الثورة التي نعيش اليوم ذكراها، في ظل ظروف قاسية حاولت معها فلول الإمامة إعادة مشروعها البائد بكل مساوئه، والتسلط على رقاب اليمنيين عبر العنف والإرهاب، والانقلاب على السلطة الشرعية والإجماع الوطني، فسامت الشعب سوء العذاب وجرّت البلاد إلى أتون الحرب والمآسي ونشرت الخراب في كل أرجاء وطننا الغالي، خدمة لمشروعها العنصري وللأطماع الإيرانية في المنطقة، مهددة للأمن المحلي والاقليمي والدولي، متنكرة للهوية اليمنية والعربية والاسلامية منتهكة لكل قيم التعايش والسلم الاجتماعي.
لقد مثّلت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر _رغم كل التحديات_ إنجازاً وطنياً وإنسانياً لا يمكن التفريط به، بذل اليمنيون في سبيلها الغالي والنفيس، بغية الانطلاق نحو آفاق التنمية والرخاء وبناء الدولة على أساس من العدل والمساواة والحكم الرشيد.

أيها الشعب اليمني العظيم:
لقد مرت ست سنوات على انقلاب مليشيا الحوثي، قاسينا جميعا آلام فقد وخسارة آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين على أيدي هذه المليشيا، ولا يزال نهر الدم متدفقا والمآسي تتوالى، دون أن يرفّ لهذه المليشيا جفن أو تجنح للسلام، وهو ما يحتم علينا جميعا التمسك بنهج المقاومة والنضال لإسقاط هذا المشروع التدميري الغاشم، وضرورة المضي قدما في مشروع التحرير، وصولا إلى استعادة الدولة الراعية لكل الحقوق، واستئناف عملية التحول السلمي والانتقال السياسي.
لقد كان اليمنيون بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية يقفون على أعتاب مرحلة جديدة لاستعادة مسار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وتحقيق أهدافها النبيلة، من خلال مشروع الدولة الاتحادية وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بموجب المبادرة الخليجية ، لكن مخلفات كهنوت الإمامة بنسختها الحوثية تسللت مرة أخرى إلى المشهد، وأعلنت الحرب على الشعب اليمني وانقلبت على السلطة والمجتمع، متنكرةً لأسس التعايش الاجتماعي والوفاق السياسي، الأمر الذي جرّ البلاد برمتها إلى أتون الفوضى والدمار.
إننا في حزب الرشاد، بهذه المناسبة الوطنية، إذ نؤكد مجددا على حق شعبنا اليمني في مقارعة طغيان الانقلاب وأدواته التدميرية، فإنه لا يسعنا إلا أن نحيي نضالات شعبنا اليمني العظيم وتضحياته في سبيل استعادة دولته المختطفة، ونشدّ على أيدي أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء لتحرير المجتمع من قبضة المليشيا الفاشية المتمردة، مثمنين دعم ومساندة أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
كما ننتهز هذه المناسبة للدعوة إلى التنفيذ الفوري لاتفاق الرياض، السياسي والعسكري ، والأمني ،ومعالجة كافة الاختلالات التي رافقت مسيرة التحرير بما يحقق استعادة الحكومة الشرعية لسلطاتها على جميع أراض اليمن وأجوائها ومياهها الإقليمية ومنافذها البرية والبحرية والجوية وتحرير بقية التراب الوطني وتفعيل موارد الدولة وعودة الخدمات وصرف مرتبات الموظفين وعلاج الجرحى، ووقف نزيف العملة الوطنية، ومضاعفة جهود الإغاثة الإنسانية وإعادة الاعمار.
كما نجدد الدعوة إلى كافة القوى الوطنية المؤيدة للشرعية والجمهورية إلى المكاشفة على طريق المصالحة الوطنية وتعزيز روابط الإخاء الوطني والابتعاد عن المناكفات والحسابات الضيقة على حساب المشروع الوطني الكبير.
إننا ونحن نعيش هذه الذكرى الوطنية العزيزة على قلب كل يمني، ليحزّ في نفوسنا تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية للغالبية الساحقة من أبناء شعبنا اليمني، مؤكدين ضرورة الإسراع في إنجاز عملية التحرير، في ظل تعنت الانقلابيين ورفضهم لكل مبادرات التسوية السياسة، وفقا للمرجعيات المتفق عليها، وذلك من أجل وضع حد لهذه المآسي المتفاقمة، ناهيك عن كون ذلك ضرورة حتمية لاستعادة اليمن إلى حاضنته العربية وحماية الأمن القومي العربي.

الرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لليمن
صادر عن حزب الرشاد اليمني
26 سبتمبر 2020

زر الذهاب إلى الأعلى