كتابات

تهامة بين الماضي والحاضر والمستقبل (2-3)

محمد سليمان محمدالسمان
محمد سليمان محمدالسمان

محمد السمان*

تهامة في الحاضر: (وأقصد بالحاضر من وقت قيام ثورة 11 فبراير إلى الآن)

تكلمت في المقال السابق عن تهامة في الماضي، وذكرت معاناتها على مدار ثلاثة عقود من الزمن، ونتيجة لهذا الظلم الذي كان يمارس على تهامة خصوصاً واليمن عموماً اندلعت الثورة الشعبية ثورة 11فبراير، وكانت تهامة من ضمن المحافظات التي انتفضت وخرجت عن صمتها، وخرج الناس يصرخون يطالبون بحقوقهم وأراضيهم المنهوبة، وفي أثناء الثورة عانت الكثير من المحافظات تدهورا أمنياً إلا أن تهامة كانت من أفضل المحافظات اليمنية من الناحية الأمنية والتي كانت نسبة البلطجة فيها قليلة ونسبة الحوادث فيها قليلة على الرغم من محاولة البعض لتصدير العنف إليها، وجرها إلى مربع العنف والصدام، وعلى الرغم من نزول بعض البلاطجة من المحافظات الأخرى إلى تهامة لكي يقودوا ثورة مضادة ومحاولة البعض لتشكيل مليشيات مسلحة في حاراتها بحجة حفظ الأمن إلا أنهم لم يفلحوا – بحمد الله- في ذلك.

وخلال الثورة كانت تهامة من أشد المحافظات معاناة في كثير من الخدمات التي تلامس حياة المواطن، كالكهرباء والمشتقات النفطية والصرف الصحي وانقطاع الماء لفترات طويلة وغيرها من الخدمات، وانقسم الناس في تهامة مع الثورة إلى أقسام:

القسم الأول: الفئة الصامتة، وهم كانوا يعيشون ثورة ولكنها من نوع آخر وهي ثورة على أنفسهم نتيجة السياسة التي كان يمارسها النظام السابق على تهامة وهي سياسة التجهيل والتبجيل ..

والقسم الثاني: الذين خرجوا لكي يعبروا عن آرائهم ضد الفساد والظلم، وكانوا مع الثورة ..

والقسم الثالث: وهم المناصرون للنظام السابق وهم قلة مقارنة بالفئتين السابقتين ..

ثم بعد رحيل صالح ومجيء عبدربه منصور هادي إلى الرئاسة، استبشرت تهامة بذلك، وقال الناس في تهامة رحل النظام السابق ورحل معه الظلم الحاصل على تهامة، وتوقع الناس أن تكون هناك قرارات من شأنها رفع الظلم والاستبداد على تهامة، وستعود الأراضي المنهوبة، إلا أنه لم يحصل من ذلك شيء، وخرج الحراك التهامي وخرجت وفود شعبية والتقت بعض هذه الوفود الشعبية برئيس الجمهورية وشرحوا له ما عانت تهامة خلال الحقبة السابقة من إقصاء وتهميش في كل شيء (في المناصب السيادية والعسكرية وغيرها) .. ووعد بحل القضايا ..

ولكن إلى الآن لم يحصل شيء، بل لم تمثل القضية التهامية في الحوار الوطني، وما تزال الأراضي منهوبة تحت أيادي رموز الفساد، وما يزال أبناء تهامة مقصيين عن المناصب السيادية والعسكرية، ومعظم الدوائر الحكومية في تهامة من غير أبنائها وكأن تهامة لا يوجد في أبنائها من هو صاحب كفاءة وقدرة لشغل مناصب هذه الدوائر ..

ولذلك كله فإن تهامة تعيش هذه الأيام حراكاً سلمياً متنامياً يطالب بحقوق عادلة، ومازالت المطالب حقوقية. فنقول لرئيس الدولة ولحكومة الوفاق أدركوا القضية التهامية فمازالت المطالب حقوقية ومازال الحراك سلمياً ولا توجد أطراف أخرى في القضية التهامية ولا توجد أجندات خارجية فأدركوا ذلك قبل أن يخرج عن السيطرة… (يتبع .. الحلقة الثالثة تهامة في المستقبل).

ــــ

*عضو الهيئة العليا –  رئيس مجلس الخبراء في ‏اتحاد الرشاد اليمني

smman88@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى