حوارات وتصريحات

الشيخ الحميقاني: دخلنا العمل السياسي لإنقاذ بلادنا من الوصاية الدولية

د/عبدالوهاب محمد الحميقاني
د/عبدالوهاب محمد الحميقاني

نشر هذا الحوار في صحيفة “اليمن اليوم ” بتاريخ 2013/1/27م

حاوره: عبدالرزاق الجمل

* لماذا انقلبتم على مواقفكم من العمل السياسي وأسستم حزباً سياسياً؟

– أولاً: الموقف السياسي لنا لم يتغير، لأن اختزال العمل السياسي والنشاط السياسي في تكوين حزب أو عدم تكوينه هذا تسطيح للعمل السياسي وللنشاط السياسي، فالنشاط السياسي أوسع من قضية تكوين حزب أو خوض انتخابات أو المشاركة فيها أو عدم ذلك، فكما أن المشاركة أو الانخراط في العمل السياسي عمل سياسي فإن المقاطعة موقف سياسي، فنحن لنا مواقفنا السياسية منذ أن عرفنا أنفسنا ولنا جهودنا السياسية ولنا مواقف، لكن النشاط السياسي بالمفهوم الخاص الذي هو تكوين حزب والانخراط في كيان سياسي تحت مظلة سياسية رسمية معترف بها خاصة بنا فهذا هو الجديد فقط، وليس معناه أنه بالأمس كان لنا موقف جذري من هذه العملية وإنما كان موقفاً وقتياً تحكمه أمور؛ أولاً التجربة التي خاضها بعض الإسلاميين في العمل السياسي فولدت صورة غير إيجابية لدى كثير من التيار المتدين (التيار السلفي) فلم يحس أن هناك جدوى من المشاركة، هذا مبرر، الجانب الثاني أن هناك خلفية فكرية وعقدية في الموقف من الديمقراطية، وكان هناك عند البعض عدم تفريق بين الموقف من الديمقراطية والموقف من التعاطي مع النظام الديمقراطي.

* لكنكم كنتم تنتقدون بعض التكوينات السياسية التي كانت موجودة كحزب الإصلاح؟

– لم يكونوا يُنتقدون من كثير من السلفيين لمجرد الخوض في العمل السياسي، لكن كان الانتقاد من مواقف سياسية معينة، ولذلك أنا قلت إن ممارسات بعض الإسلاميين للعملية السياسية في ظل النظم الديمقراطية ولدت صورة سلبية عند كثير من السلفيين، فرأوا أنه لا جدوى من المشاركة في العمل السياسي، أيضاً قضية ما مرت به الأمة من مرحلة الحكم الجبري الاستبدادي التي كانت المشاركة والمنافسة السياسية في ذلك الظرف ما هي إلا شهادة زور وتزيين لهذه النظم، لهذه الأسباب إما لموقف فكري عقدي وهو عدم التمييز بين الموقف من الديمقراطية والتعاطي مع المبدأ الديمقراطي، الخلط بينهما، أما النظرة السلبية التي جسدها بعض الإسلاميين فأدت إلى موقف سلبي وأنه لا جدوى من مشاركة الإسلاميين، أما التسلط الذي كان من تلك النظم وكانت الانتخابات وغيرها لا تجسد صورة حقيقية وواضحة، فكانت ربما تولد المشاركة نوعاً من الشهادة والتزكية للنظم الاستبدادية، هذه عوامل أدت إلى الاعتزال من الإنشاء أو الانخراط في عمل سياسي خاص، وهذه  فتوى وليست حكماً، والفتوى يمكن أن تتغير بتغير أحوالها، ولذلك نحن رأينا أن نشكل اليوم حزباً سياسياً.

* ما الذي تغير اليوم حتى تشكلوا حزباً سياسياً؟

– بعد ثورات الربيع العربي أصبحت هناك إمكانية لتجسيد إرادة الشعوب، ولو رأينا ما حدث في مصر وما حدث في تونس فإنه وصل من لم يكن يسمح له أن يصل سواءً من التيار السلفي أو من تيار الإخوان المسلمين أو من التيارات الإسلامية الأخرى، ففيه تجسيد لإرادة الشعوب تجسيداً حقيقياً.

* لكننا في اليمن لا نزال نعيش المرحلة نفسها التي كنتم تنتقدون فيها المشاركة في العملي السياسي؟

– اليمن لم يتغير إلى حد الآن لأننا في الفترة الانتقالية. متى سنشهد هذا الأمر؟ سنشهده عند انتهاء الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الرئاسية القادمة بعد سنة تقريباً، فنحن الآن في مسار التغيير في اليمن. أنا لا أفرق بين النظام الحالي الحاكم في الفترة الانتقالية وبين النظام السابق، أقولها بصدق، يعني لا تغيير؛ النظام يقول أنا مؤقت، فنحن صابرون حتى ينتهي هذا التوقيت، أما إذا استمر بهذه الصورة فقد يكون لنا مواقف أخرى، ويمكن أن يأتي اليوم الذي نعتزل فيه العمل السياسي؛ لأنه موقف ليس ثابتاً، بحسب الظروف المحيطة اليوم رأينا أن نخوض، ربما يكون الموقف الشرعي بعد سنة أو سنتين أننا نعتزل العمل السياسي إذا وصلت الرؤية الشرعية وفق المعطيات التي ستستجد وأحدثت تغييراً يمكن أن نعتزل العمل السياسي.

* وهل أسستم حزباً بناء على توقع صلاح مرحلة ما بعد الفترة الانتقالية؟

– هذا عامل من العوامل، أنا ذكرت لك أن هناك ثلاثة عوامل بالنسبة لما سميته تغيير الموقف؛ العامل الأول هو النضج الفكري لدى كثير من التيار السلفي، ونحن منهم، في التمييز بين الموقف الشرعي من الديمقراطية؛ نحن لا نؤمن بديمقراطية لا تجعل الحاكمية لله، نكفر بها في الصباح والمساء، وإلى الآن ونحن نفرق بين الديمقراطية وبين التعاطي مع نظام ديمقراطي في تجسيد إرادة الشعوب في اختيار حكامها ومحاسبتهم وعزلهم، نفرق بين الأمرين، فهذا التعاطي هو الذي نؤمن به، أما التعاطي بين الديمقراطية التي تجعل التحليل والتحريم والإثابة والتجريم للبشر فلا نؤمن بها.

* أنتم الآن تدافعون عن مواقفكم السابقة من العمل السياسي ليس إلا؟

– أنا أرى أن هذا كان موقفاً شرعياً، ممكن أن أمتنع عن أكل الميتة زمناً ويكون أكلها حراماً، ويمكن أن يأتي زمن يكون أكلها مباحاً.

* بمعنى أن الإخوان المسلمين كانوا مخطئين في ممارستهم للعمل السياسي في تلك الفترة؟

– نحن لا نتكلم عن مشكلة بعض الإسلاميين وأنا لا أريد أن أتكلم عن تيار بعينه لكن مشكلة بعض الإسلاميين الذين انخرطوا ليست المشكلة في مشروعية الانخراط في العملي السياسي،  ولكن كيف تنخرط؟ عندنا السياسة شرعية لا وضعية، الإسلامي إذا دخل السياسة يجب أن تكون سياسته شرعية، يلعب لعبة السياسة وفق ضوابط الشرع، لا وفق ضوابط الهوى وما تفعله (لا تخن من خانك) نحن لا نؤمن في سياستنا الشرعية بالتزوير ولو زور الطرف الآخر لأن قيمي لا تسمح بذلك، أنا لا أرضى في سياستي التشريعية أن أناكف الآخر لو قال صواباً ولو كان خصماً لي سياسياً، لست أنا مع المغالاة مطلقاً، نحن قضايا ومبادئ ومواقف، يعني بحسب الموقف منها السياسة الشرعية هي التي تحكمنا، خلافنا مع الآخرين هو ليس من منطلق العمل السياسي، ولكن في تجسيد السياسة الشرعية في مسار هذا العمل السياسي.

* بعد دخولكم العمل السياسي ما الفوارق التي بقيت بينكم وبين حزب الإصلاح؟

– هم الإصلاح ونحن الرشاد، لنا مبادئنا ولهم مبادئهم، كما أن هناك قواسم مشتركة بيننا وبين المؤتمر، وبيننا وبين الإصلاح وبيننا وبين بعض القوى السياسية الأخرى، فإن هناك تبايناً، فنحن نلتقي مع هذه القوى في أفكار ومبادئ ونفترق معها في أفكار ومواقف ومبادئ وقضايا، فلا يستطيع أحد أن يقول إن الإصلاح هو الرشاد أو الرشاد هو الإصلاح.

* لكنكم صرتم أقرب إليهم من باقي الفصائل السلفية؟

– لا ليس أقرب من باقي الفصائل السلفية، نحن كوننا حزباً سياسياً أصبحنا أقرب إلى الأحزاب السياسية، ليس الأقرب إلى الإصلاح، أقرب في نشاطنا إلى الأحزاب السياسية، وهذا شيء طبيعي، نحن حزب سياسي ونشاطنا سياسي لكن برؤية شرعية، فكوني أنخرط في العمل السياسي وأكون قريباً من الأحزاب السياسية لا يعني أننا واحد، لكن هناك فرق بين قربي في النشاط والاحتكاك، وبين قربي في المواقف والقضايا.

* لم تحدثني عن فوارق الرشاد والإصلاح؟

– راجع برنامج ومبادئ ورسالة ورؤية الرشاد، وراجع مبادئ ورؤية الإصلاح، انظر إلى مواقف الرشاد، وانظر إلى مواقف الإصلاح، ستجد اشتراكاً وافتراقاً.

* من كانوا جزءاً في حزب الرشاد قبل أن تبدأ الخلافات، الشيخ محمد المهدي تحديداً يقول إن هناك اندفاعاً جنونياً من قبل الرشاد نحو التجمع اليمني للإصلاح، ما تعليقكم أنتم؟

– أنا لم أسمع هذا الكلام من الشيخ المهدي، ولم أقرأ له، لكن أقول بأن هذا الكلام غير صيح وغير دقيق ونحن موقفنا من التجمع اليمني للإصلاح كأي حزب تربطنا به علاقة احترام، كما تربطنا بالمؤتمر الشعبي العام علاقة الاحترام، نحن ليس لنا موقف مطلق لا من الإصلاح ولا من المؤتمر ولا غيره من الكيانات السياسية، نحن مواقفنا بحسب القضايا والمبادئ ممكن نلتقي مع الإصلاح في موقف ومبدأ وممكن نختلف معه في قضية ومبدأ آخر، ممكن نلتقي مع المؤتمر الشعبي العام في موقف فيمكن أن تراني يوماً من الأيام في قضية أقف مع الإصلاح ويمكن أن تراني في يوم من الأيام في قضية أقف مع المؤتمر الشعبي العام، ما هي القضية؟ ما هو الموقف؟ ما هو الرأي؟ هناك يتحدد موقف الرشاد.

* ما ذا وراء تأييد ودعم الإصلاح لحزب الرشاد منذ بداية تأسيسه؟

– أنا لا أعرف دعماً من أي حزب سياسي لحزب الرشاد، لا معنوياً ولا مادياً.

* كما تتابع كانت هناك إشادات من الإصلاح بتشكيل حزب سياسي سلفي؟

– طبيعي حتى الحزب الاشتراكي يشيد بنا ويهنئنا، حزب الحق، كثير من الأحزاب، لكن عموماً الفرق بين أن بعض الأحزاب يجيد كسب الآخر، وبعض الأحزاب لا يحسن كسب الآخر.

* لكن مواقف الإصلاح هذه  لم تكن من كل الأحزاب التي تشكلت مؤخراً؟

– هذا من سياسة الإصلاح، ولا تعني أنها دعم لحزب الرشاد، لكن من لباقة الإصلاح وحسن سياسته أنه يحسن التعاطي مع الآخر، أو مع الجديد.

* ولماذا لم يحسن التعاطي مع باقي الأحزاب التي تشكلت مؤخراً؟

– اسأل الإصلاح.

* يقال أنكم مدعومون من قطر ما صحة هذا؟

– نحن لم نعد نعلم قطر من تدعم؟! هل هي تدعم الإصلاح أو تدعم الرشاد أو تدعم اللقاء المشترك، أو الإمارات تدعم علي عبد الله صالح، أو السعودية تدعم “اليمن اليوم” أو الإمارات تدعم “اليمن اليوم” نحن ما عدنا ندري هذا الدعم القادم من الخليج! إذا كان ” اليمن اليوم” بقناتها وكذا شخص يكلمني بالأمس يقول دعمها المادي كله يأتي من الإمارات وليس عندي معلومة في ذلك ولا أتهم أحداً، لكن أنا أقول لك أن الرشاد لكل يمني منطلقه سلفي يمني تأسيسه سلفي ودعمه سلفي، وهو لكل اليمنيين، ولم يُدعم من أي جهة خارجية ولا من أي حزب سياسي يمني، يعني أنه لم يُدعم من أي جهة خارج اليمن ولم يدعم من أي حزب سياسي داخل اليمن إلى حد الآن، بل الحكومة اليمنية لم تدعمنا رغم أنها تدعم الأحزاب.

* السلفيون الذين قاطعوا العمل السياسي فترة من الزمن، لماذا أسسوا الآن حزباً في المرحلة التي تدير فيها أمريكا شئون البلاد؟

– لينقذوا البلاد من الوصاية الدولية، نحاول أن نسهم مع الآخرين الوطنيين الغيورين لإنقاذ بلادنا من الوصاية الدولية، لإنقاذ بلادنا من  التغريب، لإنقاذ بلادنا من الانهيار، لإنقاذ بلادنا من الاحتراب، لإنقاذ بلادنا وتحقيق رسالة هي تحكيم شرعة الله وإصلاح المجتمع وتحقيق نهضة اليمن، نسعى إلى خدمة شعبنا ورعاية  مصالحه وحماية ثوابته بالوسائل المشروعة؛ لهذا انطلق الرشاد في هذا الظرف لأننا رأينا أنه يتحتم علينا أننا في هذا الجمع الذي غاب فيه الصوت الشرعي -من الواضح بحسب ما نرى- قد نسهم إسهاماً جزئياً في إصلاح هذه المسيرة والأمور بيد الله.

* لكن كيف سينقذ الرشاد بلده اليمن من التغريب ومن الوصايات وأنت تذهب شخصياً للسفير الأمريكي وتضغط لمنحكم مقاعد في مؤتمر الحوار الوطني؟

– هذا الكلام غير صحيح، ولا أعرف قيادياً في الرشاد التقى بالسفير الأمريكي إلى الآن، ولكن الذي حدث أن هناك لقاء بالسفارة الأمريكية بموظفين أو بملحق سياسي بالسفارة الأمريكية، والذي طلب ذلك هي السفارة الأمريكية ولم نلتق في السفارة الأمريكية وكان اللقاء في فندق موفمبيك هذا تم، ولم نذهب إلى السفارة الأمريكية ولم نطرق أبواب أحد وهناك فرق من ذهب ومن أتى، ونحن لا مانع عندنا سياسياً أن نلتقي بأمريكا وليس عندنا مانع أن نلتقي بالأوروبيين وليس عندنا مانع أن نلتقي بأي جهة كانت سواءً داخل اليمن أ خارجها نحن على هذا التقينا: ما هي أمنيتكم وما هي أهدافكم، بيّنا لهم رؤيتنا بينا لهم أهدافنا ما هو موقفكم من الحوار الوطني؟ بيّنا لهم موقفنا هذا الذي تم، كان النقاش حول ما هو مشروعكم السياسي؟ يعني كان تعرفاً على هذا الحزب ذي الهوية الجديدة، فنحن بينا لهم بأنه حزب إسلامي يعسى لتحكيم الشريعة الإسلامية في هذا البلد، قالوا كل نظام في العالم تصان فيه الحريات وتكفل فيه الحريات شرط ألا تتجاوز نظام البلد، فالأمريكي لا يتجاوز في حرياته نظام ودستور وقانون أمريكا، فكذلك دستورنا وقانوننا هي الشريعة الإسلامية، فالشعب اليمني تكفل له كل الحريات مالم يتجاوز الشريعة الإسلامية وكان لقاء ليس فيه استعلاء منهم وليس فيه استجداء منا.

* كان اللقاء خاصاً، أم ضمن فعالية معينة؟

– ضمن فعالية السافرة اليابانية التقيت بنائب سفير الاتحاد الأوروبي، منظمات غربية..الخ. من هي القوى اليمنية التي حضرت هذه الفعالية؟ هل هناك قوى أخرى؟ لا.

* كان لقاء خاصاً؟

– هو كان لقاء خاصاً ولكن أنا أقول ليس لقاء خاصاً لأنه في التعريف كل السفارات وبالتعريف جُل السفارات اتصلت بنا، وبعض سفراء الدول جاؤوا وجلسوا عندي في المكتب.

* وما علاقة السفارة الأمريكية بما يجري في الداخل إن لم يكن السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي للبلاد؟!

– نحن لا نناقش هذا الكلام نقول اليوم (اليمن تحت الوصاية)، ليس فقط السفير الأمريكي الدول العشر هي التي تحكم اليمن هنا فرق بين أن هذا واقع يتعامل معه وهناك فرق أننا نقبل هذا الواقع… لا..لا نقبله، وندعو إلى رفضه.

* في الوقت الذي تتقاربون فيه كثيراً مع حزب الإصلاح تختلفون مع من يفترض أن يكونوا قريبين منكم؛ السلفين الآخرين، جمعية الحكمة اليمانية؟

– غير صحيح، بيننا مذكرات تفاهم بين حزب الرشاد وجمعية الحكمة.

* لكنهم كانوا ضمن الرشاد؟

– لم يكونوا ضمن الرشاد، لم تدخل الحكمة الرشاد، الذي يقول إن الحكمة دخلت الرشاد أو شاركت في تأسيسه، هذا لا يعرف تأسيس الرشاد وأنا مسئول عن كلمتي، الذي حصل أنه جاء ثلاثة فقط من الإخوان في الحكمة وأرادوا الانضمام إلى الرشاد في بداية التأسيس، نحن عرضنا عليهم ووصلنا لهم خطاباً عند بدء التأسيس فاعتذروا، اعتذرت قيادة الحكمة ورفضت فآثر ثلاثة منهم أن يحضروا ثم آثروا بعد أن رفضت جماعتهم واستمرت برفضها في الانخراط  بالعمل السياسي فآثروا أن  يرجعوا إلى جماعتهم، جمعية الحكمة لم تدخل في تأسيس حزب الرشاد منذ بدايته وكل شيء موثق وخطاباتنا موثقة معهم ورفضهم موثق لدينا من بداية التأسيس، والذي يقول إن جمعية الحكمة دخل في تأسيس الرشاد ثم انسحبت هو لا يعرف تأسيس الرشاد ويقول كلاماً مغلوطاً.

* حتى لو كان الشيخ محمد المهدي؟!

– كائن من كان وأنا مسئول عن هذه الكلمة، جمعية الحكمة لها موقف من العمل السياسي، أو من تأسيس الحزب من اللحظة الأولى عرضنا عليهم وأرسلنا لهم خطاباً للجنة التحضيرية وأن يأتوا بمرشحيهم فاعتذروا وكان لهم اعتذارات واضحة ورفضوا الانخراط ثم آثر ثلاثة منهم أن يأتوا إلينا ورحبنا بهم ودخلوا معنا ثم آثروا أن يرجعوا إلى جماعتهم التي أبت، وهذا من حقهم وهذا الذي حصل والآن بيننا وبينهم مذكرة تفاهم.

* الشيخ محمد المهدي قال إن اهناك حوارات تجري الآن مع حزب الرشاد ليقرروا بعدها هل سينضمون للرشاد أم سيكونون حزباً سياسياً جديداً، ما هي الخلافات حتى تكون مثل هذه التفاهمات؟

– الإخوة في الحكمة هم في النهاية فصيل سلفي ولهم التقدير منا والاحترام وهم إخوتنا سواءً انضموا إلى الرشاد أو لم ينضموا، لكننا الآن أمام مذكرة تفاهم، أبرمت مذكرة تفاهم مع الائتلاف السلفي الضام للحكمة ورابطة أهل الحديث على أساس أن يرفعوا بممثليهم للانخراط في حزب الرشاد في القيادات العليا وعلى حزب الرشاد أن يرد عليهم خلال عشرة أيام من رفع المذكرة، ولا زلنا ننتظر هذه المذكرة منهم إلى الآن وإذا رفعت المذكرة بمرشحيهم لشغل هذه المناصب سيرد عليهم الحزب مرحباً بدخولهم.

* الحكمة لم تحسم أمرها بعد بخصوص دخول الرشاد من عدمه؟!

– لا. نحن الآن في إطار التفاهم وليس (إنها لم تحسم) التفاهم قد وقعناه لكن في إطار ربما التشاور حول ترشيحات الشخصيات فقط. أي تفاهم وقعتم عليه؟ وقع بين الرشاد وبين الائتلاف السلفي وكل قيادات الحكمة موقعة؛ عبد العزيز الدبعي، عقيل المقطري، وأحمد المعلم.

* والشيخ محمد المهدي؟!

– لا. لا أتذكره… لكن هؤلاء موقعون هم قيادات لجمعية الحكمة والشيخ عبد العزيز الأمين العام، الشيخ أبو الحسن المصري من طرف رابطة أهل الحديث، والدكتور محمد موسى من طرف الرشاد.

* يقال إن عبد المجيد الريمي لا يؤيد طريقكتم هذه؟!

– الشيخ عبد المجيد الريمي له رأي خاص منفرد عن الإحسان لا يمثل تيار الإحسان، وإنما هو رأيه الشخصي وهو رأي مقدر وينطلق في الأصل من رفض الديمقراطية وهو الموقف السابق لكثير من شيوخ السلفية.. ليس بجديد.

* وأنتم لا ترفضون الديمقراطية؟!

– نرفضها لكنه يرفض التعاطي مع النظام الديمقراطي ويرى أن الأمر واحد، الشيخ عبد المجيد الريمي مع تقديرنا له واحترامنا له يرفض الديمقراطية ونحن نرفض الديمقراطية لكن هناك جزئية نحن نخالفه فيها وهو متأول ونحترم اجتهاده هو يرى أن التعاطي مع النظام الديمقراطي جزء من التعاطي مع الديمقراطي ونحن وهو خلاف ذلك.

* لكن كيف تكون ضد الديمقراطية وأنت تتعاطى معها؟!

– الديمقراطية التي تجعل التحليل والتحريم لغير الله، للبشر، نكفر بها جميعاً، ولا أظن مسلماً يؤمن بها، وآلية تجعل اختيار الحاكم للشعب بانتخابات نزيهة هو من يحكمه ويعزل من يحكمه ويحاسب من يحكمه هذه من ديننا ومن صلب عقيدتنا وشريعتنا.

الفرق بين الديمقراطية التي تجعل التحليل والتحريم لغير الله عز وجل نكفر بها ولا أظن مسلماً يؤمن به، فضلاً أن يقر بها سلفاً.

* وما هي الديمقراطية التي تؤمنون بها؟!

– الديمقراطية هي هذه الموجودة لكن التعاطي مع الديمقراطية في تجسيد إرادة الشعوب هذا الجزء هو يتناسق ويتناسب مع ديننا وشريعتنا أما الحاكمية فنحن نطالب ونصر أن تكون لله والشريعة الإسلامية.

* التقيتم بالشيخ عبد المجيد الريمي؟

– نلتقي به ونتشاور، وله منا كل الاحترام، واجتهاده مقبول ولا نثرب عليه وهذا الرأي كان رأي كثير من مشايخ الدعوة السلفية ومنهم كثير من المشايخ المنتمين للحزب والمؤسسين للحزب.

* وباقي الأطراف السلفية؟

– معظم الأطراف السلفية قد انخرطت في الرشاد، لم يبق إلا القليل يعني رابطة أهل الحديث منخرطة في الرشاد، السلفيون المستقلون انخرطوا في الرشاد، السلفيون الإحسانيون انخرطوا في الرشاد، لم يبق إلا الإخوة في جمعية الحكمة ونحن منتظرون الانخراط، وبقية الإخوة الذين لهم موقف من العمل السياسي بشكل عام وهم من نستطيع أن نسميهم مدرسة (دماج) ليس لهم موقف من الرشاد ذاته لهم موقف من مبدأ العمل السياسي.

* لماذا اقتصر أو تركز نشاطكم في صنعاء؟

– لا ليس مقتصراً على صنعاء، صنعاء مسلطة عليها الأضواء فبرز الرشاد في صنعاء، وإلا لنا نشاط في كل المحافظات حتى في المهرة النشاط والتنسيق بين المكاتب حتى لا أكون مبالغاً في معظم محافظات اليمن.

* لماذا كنتم أول من قدم أسماء ممثليهم للحوار؟

– لأننا حزب منضبط مؤسسي جاءنا الخطاب محدداً فيه نهاية التسليم يعني آخر يوم واجتمعت الهيئة العليا وحسمت أمرها ورشحت مرشحيها وسلم للجهة وهذا الذي يجب أن يكون عليه المسلم.

* هل يعني هذا أن الآخرين غير منضبطين؟!

– أنا أرى أنها أخلت، اللجنة الفنية حددت موعداً نهائياً ونحن سلمناه قبل انتهاء الموعد ثم جاء الموعد وهناك قوى لم تُسلم ثم مُدد الموعد ولم تسلم ثم مدد إلى الآن اليوم وهو آخر يوم ولا أعلم هل سلمت أم لا.

* بعض القوى المشاركة في الحوار تقدمت بمطالبها في الحوار الوطني، هل تقدم الرشاد بمطالب وما هي المطالب؟

– لم يتقدم أحد بمطالب.

* بل تقدمت قوى أخرى بمطالبها؟!

– لا أعرف أن هناك قوى تقدمت بمطالب، إلا هذه الشروط، هناك شروط كانت من بعض القوى وليست مطالب في الحوار ولكن هناك بعض القوى اشترطت شروطاً للانخراط، تحقيق أرضية وتمهيداً للحوار وتقدمت ببعض المطالب ليست مطالب في الحوار، وإنما مطالب لتهيئة الدخول إلى الحوار مثل قضية تصحيح وضع العائدين ووضع الأراضي في المناطق الجنوبية أو هكذا، فهذه ليست شروطاً في الحوار، أو في مواضيع الحوار، هي شروط من بعض القوى للدخول في الحوار.

* ما موقف حزب الرشاد السلفي من التدخل العسكري الأمريكي المباشر في اليمن؟

– نرفض كل تدخل أجنبي داخل اليمن، سواء عسكرياً، أمنياً، سياسياً، بأي صورة لا نرضى سواء من أمريكا أو من إيران أو من أي جهة كانت إقليمية أو دولية، أن تنتهك السيادة اليمنية أو أن تتدخل في الشأن الداخلي اليمني وهذا متعارف عليه في كل الدول والذي نطالب به كل القوى السياسية أن يكون هذا الموقف واضحاً وأن يُجسد النشيد الوطني الذي يقف له السياسيون لن ترى الدنيا على أرضي وصياً.. اليوم كم ترى الدنيا على أرضي وصياً فأرجو من كل القوى السياسية أن تجسد هذا النشيد تجسيداً حقيقياً لا أن تقف له وتقعد أمام الوصاية.

* وهل تكفي البيانات للتعبير عن الرفض للتدخل العسكري الأمريكي المباشر؟.

– نحن حزب سياسي وموقفنا موقف سياسي ووسائلنا سلمية وليس أمامنا إلا ذلك.

* لكنك هددت  باللجوء أو هدد حزب الرشاد باللجوء إلى الشارع إذا لم يمنح مقاعد في الحوار الوطني..!!

– لا. لم نهدد باللجوء إلى الشارع، نحن قلنا سننسق مع القوى بعقد مؤتمر مواز وهذه قضية سياسية، كما أننا سنقول في أي موقف ممكن أن ننسق مع القوى في عقد مؤتمر.

* أنت شخصياً عندما تعرضت للتوقيف في المملكة العربية السعودية ثورت القبائل، وكان هناك تهديد أيضاً باختطاف سفراء… الخ، لماذا لا يتكرر هذا الموقف من التدخل العسكري الأمريكي في اليمن؟!

– ذلك موقف خطأ يعني حدث لبس وخطأ وكان لي نشاط حقوقي فاستوقفت على إثره وكان موقفاً خاطئاً من قوى الأمن السعودية وقد تم الاعتذار لي رسمياً وخرجت معززاً مكرماً ومبرأً من أي مخالفة إجرائية دخلت بإقامتين رغم أني لم أقم في السعودية.

* نحن نتحدث عن تثويرك للقبائل أثناء الإجراء؟.

– أنا كنت في التوقيف أثناء ما ثارت قبائلي، أنا لي قبيلة ثارت لأجل ابنها ولم تهدد بخطف السفراء أبداً  إنما ذهبوا بمطالب سلمية للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وإلى رئيس الجمهورية السابق، ولا أظن أنه حدث هذا، وتدخلت بعض الشخصيات اليمنية وأيضاً السلطات، السلطات السعودية رأت أنها ارتكبت خطأً فتم الاعتذار وتم خروجي.

* هناك بيانان لهيئة علماء اليمن بيان 2010م وبيان في 2012م يدعوان إلى الجهاد في حال تدخلت أمريكا عسكرياً أو أمنياً أو سياسياً في اليمن وأنت عضو في هذه الهيئة، تدخلت أمريكا وتصاعد تدخلها بل بلغ الحد الأقصى لكن لم نر شيئا من هذه الهيئة؟!

– ما هو مفهوم الجهاد؟ الجهاد يكون بالكلمة والجهاد يكون بالقلم ويكون باليد ويكون باللسان فكونك ترفض التدخل الأجنبي وتدعو إلى ذلك هذا نوع من أنواع الجهاد، هيئة علماء اليمن مثلاً قالت جهاد ليس المعنى أنه عمل مسلح، هذا تسطيح لفهم الجهاد في الإسلام.

* لكن الجهاد الذي نتحدث عنه لم يغير من واقع الأمر شيئاً؟!

– التدخل الأجنبي ليس من مسئوليات العلماء والوقوف منه ليس مسئولية العلماء وليست مسئولية أي حزب بمفرده، مسئولية الشعب اليمني بأكمله سواء كان شعباً أو قوى سياسية أو حكومة أو رئاسة هذه مسئولية الجميع.

* لكنكم أنتم من توجهون الشعب؟.

– العالم ليس عليه إلا البيان لا يملك قوة ولا يملك قراراً سياسياً ولا يملك أي شيء.

* أنت على يقين أن البيانين لم يقصدا بالجهاد العمل العسكري؟

– لا. البيان عندما يتكلم عن الجهاد يشمل كل أنواع الجهاد.

* بما فيها المقاومة المسلحة؟

– إن وجدت القدرة والإمكانيات، لكن نحن نرى في هذه الظروف أن أي عمل مسلح لا يخدم القضية الإسلامية ولا يخدم استقرار اليمن بل يزيد الهوة ويمكن الآخر من التسلط والوصاية على اليمن.

* أنتم في الإحسان كانت لكم مواقف متشددة في مسألة ولي الأمر لكن ولي الأمر يوقع شخصياً على الغارات الأمريكية التي تنفذها الطائرات الأمريكية وتقتل مسلمين في اليمن ما تعليقكم على ذلك؟

– إن أي جهة كانت وأي شخصية كانت تسمح بالتدخل الأجنبي فهذا يدخل في إطار الخيانة العظمى سياسياً والمسؤول عن ذلك سيساءل قانونياً، إما محلياً وإما خارجياً، أعني في هذا الوقت أو في غير هذا الوقت وأنا أقول بكل صراحة لكل مسئول يمني يتواطأ في هذا التدخل أنه ليس بمنأى عن المساءلة القانونية من الشعب اليمني أو من مؤسسات الشعب اليمني الشرعية والقانونية، وسيأتي اليوم الذي ستوجه له تهمة الخيانة العظمى وسيحاسب عليها، وإن عجز القضاء اليمني فستقوم منظمات حقوقية ربما برفع قضايا دولية أمام محاكم ومحافل دولية؛ لأن هذا قتل خارج إطار القانون، أي قتل حتى لو كان مرتكباً لجريمة قتل ويجهل المقتول حتى وسائل الإعلام لا تحدد من المقتول.. قتل بالشبهة هذا كل الشرائع تحرمه، والقانون الدولي يحرمه والقانون الإنساني يحرمه والقوانين المحلية تحرمه، قانوناً مجرّم إسلامياً وإنسانياً ويمنياً ودولياً، فلذلك كل من يفعل ذلك أو يشارك فيه أو يتواطأ فيه هو أمام المساءلة القانونية وسيأتي اليوم الذي يحاسب على ذلك سواء قرب الوقت أو بعد.

* بالنسبة لكم هل يفقد الرئيس عبد ربه منصور هادي شرعيته إذا سمح بمثل هذا النوع من العمل؟!

– نحن اليوم أمام وضع معقد ونحن لا نريد أن نتكلم عن الرئيس عبد  ربه منصور هادي على أساس ألا يدخل كلام في موقف الرئيس، لكن نحن اليوم أمام موقف معقد، الرئيس هادي أمام معوقات كثيرة ويعمل في ضغوط داخلية وضغوط خارجية، وربما هذه الضغوط أفقدته نوعاً من الصلاحيات التي يقف فيها أمام التدخل لكن هذا لا يبرر له أنه لا يكون له موقف حاسم، لكن نحن لا نغفل أن رئيس الجمهوري يعيش ظرفاً فيه المعوقات الداخلية والخارجية، والضغوط الداخلية والخارجية التي جعلت حقول الألغام أمامه مما جعلته مسلوب الإرادة في كثير من القرارات .

* لماذا أيد الرشاد قرارات هيكلة الجيش والأمن؟

– نحن نتكلم من حيث المبدأ أي إنسان وطني مسلم يؤمن بجيش واحد جيش بعيد عن التقسيم القبلي بعيد عن التقسيم المناطقي بعيد عن المحاصصة الحزبية جيش قائم على حماية الثوابت جيش قائم على التربية اليمنية جيش قائم على قيادة واحدة وهيكل واحد هذا جزء من دولة المؤسسات التي ينشدها كل مواطن مُحب لدولته فهيكلة الجيش من حيث مبدأ أن تعاد هيكلة الجيش في إطار قيادة واحدة لا أظن شخصاً يُجادل في ذلك لكن في قضية المفردات ممكن اتفاق الناس حولها وممكن اختلافهم.

* ما فائدة أن يكون ولاء الجيش للوطن، إذا كان الوطن بأكمله تحت الوصاية الخارجية، وإذا كان الخارج هو من يحدد أعداء الوطن وأصدقاءه؟

– يا أخي، كون الوطن تحت الوصاية الدولية لا يعني أننا لا ننشغل ببناء اليمن يعني ما دام اليمن تحت الوصاية الدولية نضيع اليمن ونضيع جيش اليمن ونضيع…؟!

لا. نبني اليمن وإذا بنينا مؤسسات اليمن هذه المؤسسات ستقيم الدولة اليمنية القوية، وهذه الدولة اليمنية القوية هي التي سترفع الوصاية عن الشعب اليمني.

* أنت شخصياً لماذا تختلف مواقفك من الجماعات الجهادية داخل اليمن عن مواقفك من الجماعات الجهادية خارجها؟!

– ليس لدي أي مواقف هنا، هناك مواقف للسلفيين بشكل عام، نحن مع مقاومة المحتل أينما كان، أي محتل يأتي ليحتل بلاد العالم الإسلامي وينزل بجيوشه إلى بلاد الإسلام فهؤلاء علماء المسلمين بل حتى المواثيق الدولية تشرعن له حق المقاومة، لكن أن توجه الحراب والرصاص إلى داخل الشعوب باسم الجهاد فهذا الذي نرفضه، الذي يحدث اليوم في اليمن العنف الدائر بين اليمنيين يمني يقتل يمنياً هذا المحسوب باسم الجهاد لمن يوجه سلاحه؟! يقتل ضابطاً أو عسكرياً أو مواطناً وفي النهاية مسلمين يمنيين، وهذا العسكري الذي يوجه بسلاحه نحو هؤلاء الشباب خارج إطار القانون والمحاكمات أيضاً يقتل اليمنيين، فنحن نريد دولة مؤسسات يسود فيها القانون على الجميع ينزع فيها السلاح عن كل جماعات العنف، مش جماعة العنف في أبين مجرمة ونجيش لها الجيوش وجماعة العنف في صعدة مدللة وتدعى إلى الحوار مع الدبابات.

* ما تفسيرك لهذه الازدواجية؟!

–  النفاق السياسي …فهنا نفاق سياسي يسود في اليمن في كثير من القضايا السياسية، نعطي هذه وجه وهذه وجه.

* وكيف يمكن أن يقاوم هذا النفاق؟

– النفاق السياسي لن يحل إلا بالوصول إلى دولة المؤسسات، على جميع اليمنيين أن يتكاتفوا ليستعيدوا بلدهم بانتخابات حرة ونزيهة؛ يختارون فيها رئيساً لهم، ويختارون فيها ممثليهم ويختارون فيها النظام الذي يحكمهم.

* بالعودة إلى موضوع الهيكلة، أنتم أيدتم الهيكلة لكن أحد المستهدفين بتلك القرارات ممن لكم علاقة وطيدة به لا يزال يذيل رسائله إلى رئيس الجمهورية بوصف ما قبل الهيكلة قائد المنطقة الشمالية الغربية!!

– أنا أتحفظ على ” لكم علاقة وطيدة به” نحن علاقتنا بكل اليمنيين علاقة ود واحترام ولا نختلف مع أحد إلا من موقف ذلك الشخص من عقيدة الشعب وثوابته ومصالحه وأمنه واستقراره، وليس عندنا موقف من أحد ولا نفضل أحداً على أحد وليس لنا علاقة وطيدة مع أحد وعلاقة عقيمة مع أحد، وقد كررنا هذا الكلام في أكثر من موقف حتى لا نُحشر في زاوية ونُصنف في زاوية فنحن حزب مستقل استقلالاً كاملاً وليس لنا موقف، والهيكلة التي نؤيدها الهيكلة التي تنطلق من جيش واحد يمثل جميع اليمن يقوم على أسس وطنية بعيدة عن الارتهان الخارجي وبعيداً عن المحاصصة الحزبية وبعيداً عن المحاصصة المذهبية ويستوعب جميع أبناء الشعب اليمني من كل مناطقه ومن كل قواه وتقوم فيه الترقية على الكفاءة وعلى التأهيل، هذا الذي نؤمن به وندعو إليه، والذي يقف ضد ذلك نحن ضده كائناً من كان.

* معروف أن التيار السلفي يعيش حالة صراع محتدم مع الحوثيين وقنواته السياسية، ونجدكم أنتم شخصياً سباقين إلى مؤتمراتهم كما حصل مع حزب الحق وأنتم تتزعمون حزباً سلفياً ألا يعد مستوى التمثيل الرفيع في الحضور (حضر الأمين العام لاتحاد حزب الرشاد) ألا يعد هذا تراجعاً..؟

– لا يوجد تراجع وحزب الحق هو حزب من الأحزاب السياسة اليمنية وتلقينا منه دعوة، تلقيت دعوة شخصية من أمين عام حزب الحق، ولو تلقيت دعوة من أمين عام أي حزب في مؤتمر لحضرته، نحن ليس لنا مواقف مسبقة نحن مواقفنا بحسب القضية والموقف والمبدأ، وأخلاقنا وقيمنا نجيب الدعوة إلا إذا ترتب على هذه الدعوة مفسدة ونحن حضرنا وأبدينا موقفنا من كثير من القضايا في الكلمة التي ألقيتها في حزب الحق دون أن يتحفظ حزب الحق على كلمته ودون أن أرغم على كلمة معينة وهذا سيتكرر اليوم وغداً وبعده مع حزب الحق ومع غيره من الأحزاب.

* عبد الرحمن بافضل في بداية الثورة قال: نحن نرحب بالتدخل وسنفتح الأجواء للطائرات الفرنسية والطائرات الأمريكية كي تدق القاعدة في اليمن، أيضاً الإخوان المسلمون بشكل عام متعاونون إلى أقصى حد مع الأمريكان في محاربة تنظيم القاعدة، تحدث عن هذا السفير الأمريكي في لقاء مع الشرق الأوسط قال: إنه كان يلتقي بقيادات حزب الإصلاح واتفقوا على هذا الأمر وأنهم يؤمنون بوجهة النظر الأمريكية في الحرب على الإرهاب… ما تعليقكم؟!

– أنا لا أسلم بهذا، ويُسأل الإصلاح في هذه القضية حتى لا أتهم الإصلاح بشيء لا أعرفه عنه أنه متحالف مع الأمريكان في حرب القاعدة.

* إذا ثبت هذا؟!!

– اسألهم هم .. لما يثبت لكل حادث حديث، نحن الآن لنا موقف من القاعدة، كما للإصلاح موقف من القاعدة، كما للأحزاب موقف من القاعدة، القاعدة خرجت على الشعب اليمني وعلى شرعيته بالعمل المسلح فالكل يقف ضد هذا العمل ومنه حزب الرشاد، لكن كوننا ضد أعمال القاعدة وعنف القاعدة لا يجعلنا نرضى بالوصاية الدولية وانتهاك السيادة اليمنية، نحن مع  معالجة مشاكلة القاعدة محلياً، ويجب على الدولة اليمنية وعلى الأمن اليمني وعلى القوى اليمنية أن تفتح باب الحوار مع هذا الصنف كما قبلت الحوار مع الحوثيين وهم يحملون الدبابة ويهجرون ويقتلون عشرات الآلاف، فيجب أن يفتح الحوار مع هؤلاء، ويجب أن يقبلوا بالحوار معه ويعد ذلك عندما يرفضون الحوار ويصرون على حمل السلاح سواءً كان الحوثي أو كانت القاعدة عند ذلك يصمد لهم الشعب اليمني وتتحمل هذه الأطراف التي تصر على حمل السلاح ما يأتيها من الدولة اليمنية.

* لكن هذا لا يبرر القبول بالتدخل الخارجي في اليمن؟.

– طبعاً أنا أقول قضية القاعدة قضية الحوثي قضايا محلية يجب أن تحل من الدولة اليمنية ومن القوى اليمنية، نحن نقف ضد الأعمال المسلحة وعلينا نحن أن نعالجها ولا يكون حلها ومعالجتها بتدخل خارجي ينتهك السيادة ويفرض الوصاية.

زر الذهاب إلى الأعلى