- محلي

اللواء علي محسن الأحمر للشرق الأوسط: : كنا على تنسيق كامل مع “هادي” أثناء الثورة لإنجاحها، وقوى مذهبية تريد التخلص مني

تنزيل (5)

أجرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية حوارا صحفيا مع اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية، الرشاد نت يعيد نشر الحوار كما ورد:

لندن: محمد جميح

اللواء علي محسن الأحمر هو أهم قائد عسكري يمني انشق على نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح إبان الانتفاضة التي استمرت عام 2011، ومع انشقاقه انشقت قيادات عسكرية ومدنية ودبلوماسية كثيرة، وهو الأمر الذي أدى إلى اهتزاز النظام حينها، ورفد «ثورة الشباب» بزخم عسكري وسياسي كبير. وهو قائد صامت لا يتحدث كثيرا، ولا يوافق على الحوارات الصحافية، غير أنه خص «الشرق الأوسط» بهذا الحوار الذي جرى هاتفيا من لندن, وصرح فيه لأول مرة بأنهم أثناء الثورة كانوا على تواصل مستمر وتنسيق كامل مع الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، الذي كان حينها يشغل منصب نائب الرئيس، لإنجاح الثورة، ونفى وجود أي خلاف بينه وبين الرئيس هادي على خلفية قرارات هيكلة الجيش التي أصدرها الرئيس اليمني، والتي ألغت مسميات الفرقة الأولى التي يقودها والحرس الجمهوري الذي يقوده نجل صالح. وفي ما يخص الرئيس السابق علي عبد الله صالح يؤكد الأحمر أنه لم يجر بين الرجلين أي تواصل أو محاولات لرأب الصدع يقوم بها مشايخ ضمن قبيلة سنحان التي ينتميان إليها.

 كما كشف الأحمر عن خلاف ما تردد كثيرا عن نيته ترك منصبه العسكري، مؤكدا أنه كان يفكر في المغادرة فعلا، غير أن تقلب الأوضاع في اليمن حتم عليه البقاء في العمل. وفي ما يخص الوضع في الجنوب يقول الأحمر إنه مع رد المظالم، ويقول للجنوبيين إنه يخاطبهم بما خاطب به رئيس وزراء بريطانيا الاسكوتلنديين عندما قال لهم إن بقاءهم ضمن الكيان الأكبر أنفع لهم. ويكشف الأحمر عن استهدافه إعلاميا من قبل تيارات مذهبية تمولها إيران، كما يكشف عن جهود إيرانية لإقصائه من الجيش اليمني ومعه عدد من القادة العسكريين الذين على حد تعبيره يقفون حجر عثرة ضد المشروع الإيراني في البلاد. وإلى نص الحوار..

 * ما توقعاتكم من الحوار الوطني الشامل في اليمن المزمع عقده في 18 مارس (آذار) القادم؟

 – بتوفيق الله الكريم العطايا، بعد أيام يبدأ الحوار الوطني الشامل، المحطة ما قبل الأخيرة من تنفيذ بنود المبادرة الخليجية والمرحلة الحاسمة الأهم والتي ستتشكل فيها ملامح اليمن القادم بعد رحلة تخطينا فيها منعطفات جسيمة ومواقف صعبة ومريرة تحملها جميع اليمنيين بإكراهاتها ومكاسبها، منذ توقيع المبادرة الخليجية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله، وإلى جانبه أهلنا زعماء دول الخليج العربي، وأصدقاؤنا، في واشنطن ولندن وموسكو وباريس وبكين وبرلين وفي عواصم العالم، وكلي ثقة في أن سنوات خُضرا منذ الساعات المبكرة لنجاح الحوار ستطل على اليمن، كل اليمن، وستقبل على الإنسان اليمني سنابل العيش ومكانته التي يستحقها في ذاكرة التاريخ إن أحسن كل المشاركين في الحوار الارتباط بضمائرهم والاستماع لرغبات اليمنيين جميعا، وبالتأكيد لن يكون حوارا ناعما، بل سيكون حوار صاخبا وغاضبا وصعبا ومجهدا ومتوترا، وأتوقع أن يعصف ممثلو كل اليمن في هذا الحوار أذهانهم ويشحذوا هممهم لتجاوز مواقف الحوار وقضاياه الصعبة، من أجل يمن لا ينأى عن أبنائه ولا هم ينأون عنه، ومن أجل يمن حانت له زيارة جديدة للحضارة والرخاء والأمن الدائم، بعد انتظار مؤلم وطويل.

 * كيف تنظرون إلى قرار إعادة هيكلة القوات المسلحة الذي ألغى عمليا مسمى الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع؟

 – لم أتوان أنا أو أحد أبناء القوات المسلحة اليمنية الغالية عن الترحيب المبكر بقرار هيكلة الجيش والأمن، ولا أجد في ذهني الآن إلا القول بأن الجيش اليمني بأجنحته الجوية والبرية والبحرية والمؤسسات العسكرية المساندة الأخرى هي خيارات القوة التي يعاد هيكلتها في قفزة نحو التحديث العسكري النشط، وليس في قناعات أحد، كما أراد أن يفهم أصحاب الأجندة غير المعلنة، أن تزعزع الهيكلة الأرضية الصلبة للخبرات التراكمية لقيادات الجيش والأمن، وليس في حدود تفكير الأخ الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد ربه منصور هادي حفظه الله المسميات بين فرقة وحرس ومناطق عسكرية، وإنما يتعلق الأمر في هيكلة الجيش والأمن بكيفية احتضان اليمن بالجيش واحتضان القيادة السياسية بزعامة الرئيس القائد المشير عبد ربه هادي لمؤسسة الجيش، وليس صحيحا البتة ما يتم تداوله في الوسط السياسي والإعلامي من أن الرئيس والقائد الأعلى عبد ربه منصور هادي يسعى بالهيكلة لتأسيس جيش خاص به، وهو ونحن إلى جانبه لا نفتش عن سبل الهيمنة على المؤسسة العسكرية والأمنية، واستباقا أشير إلى أن كثيرا من الناس لن يعجبهم طرحي هذا وسيسعون لتحميل مقاصدنا ما لا تحتمل وما لا نعنيه.

 * بعد قرار الهيكلة الذي اتخذه الرئيس هادي مؤخرا، ما هو موقع اللواء علي محسن الأحمر في الجيش حاليا، وهل ستكونون ضمن الهيكل الجديد؟

 – بعكس المؤسسات والجامعات والمعاهد الأخرى، تشكل القوات المسلحة جامعة فريدة لإعداد وتهيئة منتسبيها لأي واجبات ومهام قيادية رفيعة، وأثبتت الإحصاءات والدراسات أن تكليف العسكريين بأي مهام وتحت أي ظرف من الظروف يصنع الإيجابيات، لكني حتى الآن وفي المستقبل المنظور على الأقل ردا على سؤالكم سأبقى جنديا في الجيش، خاصة ونحن الآن نعبر في المرحلة الأولى من مراحل هيكلة القوات المسلحة والأمن، وأجدها فرصة في هذا الحديث لأشير إلى أن هيكلة القوات المسلحة وأنا أعيشها بدت حالة لم يستوعبها اليمنيون، خاصة الإخوة السياسيين والعاملين في الأطر المدنية، وكأن هيكلة القوات المسلحة في فهمهم عبارة عن أمر رئاسي يصدر ويستقر الحال، أو أن الهيكلة عبارة عن «قص ولصق»، وهذا فهم بدائي وقاصر وطفولي، ولعل الإخوة وهم يخوضون صراع السياسة يتناسون أن الجيش والأمن اليمني هما أكثر المؤسسات التي يملكها الشعب حساسية وكأي جيش وأمن فإن لهما وضعيتهما الخاصة، كما أن الظروف التي تعيشها المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية حاليا هي ظروف استثنائية، فهذا الجيش والأمن يدخل في حرب يومية مع تنظيم القاعدة، ومع إكراهات تخل بالأمن والسكينة وبشكل أسبوعي هنا وهناك، وهذه الظروف غير المستقرة تقتضي هيكلة مدروسة من أجل أهداف النجاح وبعيدا عن هوامش الخطأ، ومحرم على الجيش والأمن هنا في اليمن أو في العالم هامش الخطأ انطلاقا من مبد المهنة وشرف الخدمة.

 * كيف هي العلاقة بينكم وبين الرئيس عبد ربه منصور هادي، وما حقيقة الخلافات التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام بينكما على خلفية قرار إعادة هيكلة الجيش، وهل هناك تواصل حاليا بينكما؟

 – تربطني بالرئيس القائد المشير عبد ربه منصور هادي علاقة مديدة وأثيرة وثرية ولدت وترعرعت في ثكنات الواجب والألم والحرب والأمل اليمني بغد أفضل، وقد عملت معه سنوات طويلة ولم ولن يؤثر عليها اندفاع أعداء اليمن في محاولاتهم للدس والوقيعة، ويمتاز الرئيس القائد المشير عبد ربه هادي بكثير من التوافق في شخصيته وفي الكيفية التي يدير بها ملفات اليمن عموما، وهو كل يوم يظهر بشكل مذهل خبرات رزينة وناضجة من أجل خير اليمن، وحكم اليمن كما يعرف الجميع أمر صعب وخطير ومعقد، كما أن الرئيس القائد نموذج مميز لحلول التسوية، وهو ما ألمسه أثناء تواصلي اليومي معه، ولهذا فأنا وغيري من قادة الجيش والأمن فخورون بإصرارنا والتزامنا بإنجاح قيادته لليمن في هذه الظروف الحالكة، وما يطمئن أن لدى الرئيس القائد خيارات ناضجة، وبخيارته وبما نعرض عليه نحن وغيرنا من آراء استشارية فهو يعي أن الاندفاع الذي يسعى إليه البعض ليس حكيما في ما يتعلق بسرعة متهورة غير مدروسة لإعادة هيكلة الجيش والأمن، ومع قيادة حكيمة كهذه تمتلك البصيرة لا يملك أي مسؤول مدني أو قائد عسكري سوى الاصطفاف معها والعمل تحت قيادتها لإخراج اليمن من دوامات الفتن والتي يقوم بتأجيجها أصحاب المشاريع الانتقامية، وهي في الغالب شخصية أو حزبية أو عنصرية، مدعومة من قوى خارجية معادية لليمن.

 * مع تصاعد الأصوات المطالبة بالانفصال في جنوب البلاد، برأيكم ما الذي يمكن أن يجعل الجنوبيين يقبلون بالبقاء تحت سقف الدولة اليمنية الواحدة؟

 – نحن الآن لدينا قيادة وحدوية وسياسية حكيمة تعرف ما الذي يمكن أن يصلح حال اليمنيين في المحافظات الجنوبية أو في المحافظات الشمالية، وقضية إصلاح اليمن لم تعد قضية تخص مكانا دون آخر، ونحن على ثقة مكتملة البناء بأن الرئيس القائد المشير عبد ربه هادي سيجد من الوسائل والبرامج ما يهدئ من غضب عدد كبير من أبناء المحافظات الجنوبية والوصول بنا وبهم إلى محطات من بناء الثقة وتحقيق حلم اليمنيين في المحافظات الجنوبية والشمالية، ولكي أكون أكثر وضوحا فالرئيس القائد هادي يعلم أن التدخلات الخارجية هي ما يفسد الأوضاع الداخلية لأي دولة، وبالتالي فهناك أيد غريبة تتلاعب في المسألة الجنوبية، وليس من المعقول أن يحدث كل هذا العنف غير المسبوق في الأيام الماضية من دون أن يكون هناك من يدفع به ويدفع له ويديره، وفي تقديري فإن هذا العنف غير الراشد قادم إلينا من خارج الحدود، بهدف إبعاد الأنظار عن عملية التدفق المستمر للأسلحة الإيرانية ذات الطبيعة والأهداف التخريبية، ولصرف التركيز الإعلامي باتجاه آخر، وأنتم على اطلاع بأن السلطات اليمنية أعلنت أكثر من مرة أن إيران هي التي ترسل هذه الكميات الهائلة من السلاح والمتفجرات إلى جماعات العنف المرتبطة بها في اليمن. وليس جديدا القول مني بأن أهم أهداف الثورة السلمية التي قام بها الشباب والشابات والرجال والنساء طيلة عام 2011 ومن كل جغرافية اليمن، والتي كان لي شرف حمايتها ورعايتها والسهر من أجل أنجاح أهدافها، ليس جديدا إذا ما قلت بأن القضية الجنوبية، وهي تعني إنصاف الإخوة في المحافظات الجنوبية، كانت أهم سبب في انضمامي وإلى جانبي الأخوان وزير الدفاع السابق اللواء عبد الله علي عليوة، ووزير الداخلية السابق اللواء حسين محمد عرب، لدعم الثورة السلمية، ثم لحق بنا عدد كبير من القادة المدنيين والعسكريين من القوات المسلحة والأمن والعاملين في الحقل الدبلوماسي، وتمكنا معا من إنجاح ثورة 2011، وأفصح لأول مرة عبر صحيفتكم الغراء أن هذه النخبة من القادة كانت على تواصل وتنسيق كامل مع الأخ الرئيس القائد المشير عبد ربه منصور هادي من أول لحظة، لنصل جميعا إلى مرحلة تضعنا على أعتاب يمن جديد ننتصر فيه أولا وثانيا وثالثا لأهلنا أبناء المحافظات الجنوبية، والآن وقد حملت القوى السياسية على عاتقها مسؤولية التحول التاريخي والمستقبلي لكل اليمن فإننا لن نقبل منهم بأقل من تجفيف منابع الكراهية وخلق انسجام يمني لا يقصى فيه أحد، وكلنا أمل يكبر كل يوم أن تسعى هذه الأحزاب بكل طاقتها لتطمين أهلنا في كل محافظات الجمهورية خاصة منها محافظات الجنوب وبنفس الأسلوب الذي يطرحه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون عندما خاطب الاسكوتلنديين قبل أيام، بأن بقاءهم ضمن بريطانيا أكثر نفعا وقيمة لهم، وأدعو كل الأحزاب السياسية أن تذهب وتعقد اجتماعاتها في عواصم محافظات الجمهورية ومخاطبة أبناء هذه المحافظات مباشرة واستيعاب تطلعاتهم، وأقول للإخوة رؤساء الأحزاب حان الآن دور السياسة الشعبية والتحرك في كل أنحاء اليمن من سقطرة والمهرة وحتى صعدة.. اخرجوا من كل الصحف حيث يقرأ اليمنيون تصريحاتكم إلى الميادين حيث سيراكم الناس، واستمعوا لكل الفئات المتباينة، وثقوا باليمن وبأنفسكم وبصحة رؤيتكم وقوة حججكم، هذا هو التحدي التاريخي للتغيير وفي مقدمة الجميع حكومة الوفاق.

 * دارت قرارات جمهورية بتشكيل لجان للمظالم التي حدثت في المحافظات الجنوبية والشرقية، والنظر في قضايا المحالين قسرا إلى المعاش وغيرهم، ما هي رؤيتكم لهذا الأمر.. وكيف تردون على من يورد اسمكم ضمن قائمة من سيطروا على أراض وممتلكات بغير حق في الجنوب وغيره من مناطق البلاد؟

 – مما سيكتبه التاريخ أن القيادة السياسية الحالية تعالج الملفات الساخنة وقضية الحقوق ورفع المظالم عن كثير من العسكريين والمدنيين في محافظات الجنوب، بوتيرة نشطة وبدعم شعبي غير مسبوق لهذه القرارات التاريخية السامية، وكلنا مع تعويض المتضررين وإعادة كامل الحقوق. ومجمل القرارات التي صدرت ويجري تنفيذها أو تلك التي ستصدر تخدم القيم الرفيعة لحقوق المواطنة، كما أن هذه القرارات ستعيد صياغة علاقة الدولة بمحافظات الجنوب وبمحافظات الشمال، وتعني تحقيق هدف سياسي وحقوقي يتعلق بصناعة الاستقرار في اليمن، ومن شأن صواب القرارات هذه أنها ستحشد كل قطاعات الشعب اليمني، ليقوم كل يمني بالوفاء بواجباته نحو الدولة ووطنه، بعد أن منحته هذه الدولة حقوقه الدستورية والمعنوية. وفي شق من سؤالكم في ما يتعلق بي وبقائمة من سيطروا على أراض وممتلكات بغير حق في اليمن، أود أن أؤكد أن الحملات الإعلامية التي تتأسس على الإشاعات لا الحقائق هي التي يشتغل عليها أولئك الذين يختلفون مع اللواء علي محسن من الجانب الآخر أو من جهات سياسية لا ترتاح للتوجه الذي أتبناه من أجل اليمن، إلى حد أنهم أخذوا علينا مثلا قضية تمليك أراض عامة تمتلكها الدولة لأسر وأبناء الشهداء والمناضلين والمحتاجين، كجناية وخطيئة بحق الوطن، رغم أن ذلك يتم بناء على توجيهات وأوامر حكومية.

 * يُتهم اللواء الأحمر بأنه على علاقة بقيادات في تنظيم القاعدة.. كيف تنظرون إلى هذه التهم؟

 – أُتهم بأشياء كثيرة لا تسندها أي حقيقة، ومن طبيعتي أنني لا أتوقف أمام هذه التهم التي تدخل في باب التشويه وهدم الشخصيات، وكثير من هؤلاء الذين يصنعون التهم ويحبكونها، سواء كانوا من أتباع وحلفاء الرئيس السابق، أو من جهات مذهبية وحزبية، أو حتى من مجرد أشخاص لم أتمكن من تحقيق آمالهم لسبب وجيه أو غير وجيه، لا يكلون ولا يتعبون من خلق الإشاعات ونسج الأقاويل، ويعرفون أكثر من غيرهم سلفا أنهم كاذبون، ولعلهم لا يريدون لعلي محسن أي دور في خدمة اليمن وأبنائه، لإيمانهم بأنني ومع كل الشرفاء من أبناء اليمن وقفنا في الماضي ونقف في الحاضر والمستقبل سدا مانعا أمام تحقيقهم لطموحاتهم الخاصة، سواء أكانت تلك الأماني أسرية أو مذهبية أو عرقية أو طائفية أو تلك التي تخدم أجندة حزبية ليس فيها شيء اسمه مصلحة اليمن أو اليمنيين، وأكثر من يدفع ويتبنى هذه الدعايات إيران وحلفاؤها بشكل عام.

 * يقال إن هناك ضغوطا يمارسها الحوثيون للتخلص من اللواء الأحمر نهائيا من قيادة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية.. ما مدى صحة هذه التكهنات؟

 – يمر اليمن الآن بوضع خاص ودقيق، وكل الجهات السياسية الناشطة في الساحة تخوض حربا هائلة وتدفعها أطماع خاصة، وكل جهة منها لها حربها وخصومها، وكل يغني على ليلاه، والحوثيون شأنهم شأن هذه الجهات السياسية ويمتازون عن غيرهم بأن لهم شخصا هنا وشخصا هناك وقياديا في تلك الدائرة وقياديا في هذه الدائرة، وبتحركهم وعبر أشخاصهم في كل المنظومة الحزبية وفي الدوائر الرسمية وفي منظمات المجتمع المدني يسعون بقوة لإبعاد أشخاص يشعرون بأنهم يفصلون بينهم وبين تحقيق حلمهم وأهدافهم، ولا يقف الأمر هنا، بل إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بدور كبير وفعال وبدبلوماسية نشطة وعلى كل المسارات العربية والدولية ومع غالبية أوساط الحزبية اليمنية، بل وفي عواصم خليجية وغربية، وهدف هذا الدور هو التخلص من قادة يمنيين بعينهم خدمة لمشروعها التمددي، أو لمجرد خلق الفوضى في اليمن والجزيرة العربية، مستخدمة في ذلك كما هائلا من التدليس والكذب لتشويه هؤلاء القادة وحرق مصداقيتهم.

 * كيف تنظرون إلى استمرار سيطرة جماعة الحوثي على محافظة صعدة واستمرار معاناة النازحين الممنوعين من العودة إلى ديارهم من قبل هذه الجماعة المسلحة؟

 – نظرا لأن البلاد تمر بظرف استثنائي من خلال المرحلة الانتقالية فإن الوضع في محافظة صعدة وما جاورها من محافظات عمران والجوف وحجة لا شك أنه وضع غير مريح لأبناء صعدة وغير طبيعي، لكننا على أعتاب فعالية الحوار الوطني التي ستحسم كل هذه الاستثناءات، ومن خلالها ستثار قضية مطالب الأطراف ومطالب الدولة، وبالتأكيد لن يفر الحوثيون مثل غيرهم من دفع استحقاقات الوطن وفي مقدمتها بالضرورة عودة الدولة بكامل أجهزتها واضطلاعها بمهامها وواجباتها تجاه مواطنيها من صعدة ومن غيرها، والتي من ضمنها تأمين عودة النازحين وحمايتهم كمواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية شأنهم في ذلك شان بقية أبناء اليمن، ونتمنى أن يتحول الحوثيون إلى طيف سياسي وليس مذهبيا.

 * سبق أن طرح اللواء الأحمر استعداده لمغادرة منصبه أكثر من مرة، هل تنوون ترك الخدمة العسكرية والخلود إلى الراحة بعد هذا المشوار الطويل؟

 – أحب أن أصرح هنا لأول مرة بأنني حدثت نفسي في أكثر من حالة بالتخلي عن أي أعمل رسمي، وأؤكد أنني ما قطعت وعدا إلا وكنت صادقا في الوفاء به وتنفيذه، لكن الأوضاع المتقلبة وعدم استقرار الحالة اليمنية وبالذات من الناحية الأمنية لا تشجعني على ترك العمل، ولعل هذا قدر لا يمكن الفكاك منه حاليا، ولهذا فسؤالكم هنا يبدو كمن يبحث عن إجابة قبل أوانها، فالذي يستطيع أن يقدم لليمن في هذه المرحلة الخطرة والتاريخية أي شكل أو أي قدر من أنواع الدعم أو الحماية ثم يتخلى لا يكون قد قدم منجزا يُحمد عليه، بل سيعد ذلك خذلانا سحيقا لليمن، وحقيقة فإن ضميري وديني ووطنيتي، واليمن على هذا القدر من التأزم بين حين وآخر، هو ما يمنعني من ترك الخدمة العامة والخلود للراحة، كما أن هناك أطرافا تجر اليمن بين حين وآخر وتضعه في مسار الكوارث، وهؤلاء يحتاجون إلى من خبر بتكتيكاتهم وبأفاعيلهم، وبقائي وآخرين إلى جانب الرئيس القائد المشير هادي يفشل مخططات هذه الأطراف، بمعنى أنه عندما تلتزم الأطراف الأخرى بأمن اليمن وعدم إيذائه، نتحدث بعدها عن التزاماتنا.

 * هناك من يتحدث عن وجود وساطات ضمن قبيلة سنحان لرأب الصدع بينك وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح.. هل هناك تواصل بينكما حاليا؟

 – كلام كثير في هذا الشأن يتناقله الناس، لكن الذي يسمع ويشاهد ويقرأ كم الهجوم الماحق الذي يطالني يوميا من الجانب الآخر، وعبر كل وسائل التشهير والقدح التي يملكونها، يخلص إلى نتيجة قاطعة مانعة بأن حديث الوساطات التي أشرتم لها يتحدث عن شيء، بينما الواقع الحقيقي شيء آخر.

 * كيف تنظرون إلى بيان مجلس الأمن الأخير حول إدراج اسمي الرئيس السابق ونائبه الأسبق ضمن معرقلي المبادرة الخليجية.. وهل أنتم مع خروجه من البلاد كما تطالب فصائل شباب الثورة وأحزاب المشترك؟

 – مجلس الأمن ومن خلال المتابعة المباشرة لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية يبدو أنه تريث كثيرا وهو يتابع ويراقب كيفية تعامل أطراف الصراع في اليمن مع المبادرة، وعلى هذا فقد عرف الواقع على وجه الإلمام والإدراك الكامل، وكان بالنسبة لي متوقعا أن يأتي بيان مجلس الأمن على تلك الصورة، مسميا أطرافا بأنها تقف خلف إعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية والمدعومة بقرارات أممية، وتفاعلا مع شرعية البيان الذي أصدره مجلس الأمن فإننا متمسكون بما ورد فيه، وندعم تنفيذ مثل هذه القرارات، وفي هذا الأمر بالذات لن يتوانى الإخوة في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وإلى جانبهما صاحب السمو الملكي مقرن بن عبد العزيز، فضلا عن إخوتنا قادة الخليج العربي الكرام، وكل ومسؤول له علاقة باليمن بحكم عمله، لن يترددوا جميعا في تفكيك أي تعقيدات طارئة تعترض المبادرة الخليجية لمعرفتهم بتفاصيل الوضع اليمني ولكفاءة دبلوماسيتهم الفطنة في التعامل مع قضايانا في اليمن.

* بعيدا عن منصبك العسكري الرفيع، أنت زعيم قبلي كبير، وتتمتع بنفوذ واسع لدى مختلف القبائل اليمنية، فهل ترى قناعة للقبائل اليمنية بدولة مدنية؟

– القبلية في اليمن ذكية وتتحلى بالرشد وبقبول التحولات التي لا تتعارض مع معتقد الدين والتدين، والثورة الشبابية السلمية اليمنية عام 2011 أحدثت نقاشات واسعة وعميقة حول مفاهيم متعددة وضرورة قيام دولة مدنية في اليمن، وأسس هذا النقاش عن الدولة المدنية تساؤلات حية في أوساط القبلية، ورغم أن مصطلح الدولة المدنية صار مألوفا فإنه ما زال مبهما، وهناك التباس في كيفية تعريف كل طرف سياسي يمني لمصطلح الدولة المدنية، إلا أنني أجزم بأنه لا يوجد شخص في أوساط القبائل اليوم يعترض على دولة مدنية تحركها عدالة القوانين التي تضمن العدالة الشاملة والمساواة المطلقة لكل الناس، وعلى هذا الفهم فإن قناعاتي راسخة بأن اليمن بقبائله وشرائحه الأخرى يسير في اتجاه دولة مدنية، ربما يسير ببطء لكنه سيصل في النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى