- محلي

القيادي السلفي طارق عبد الواسع رئيس جمعية الحكمة اليمانية لـ”أخبار اليوم”: الحوار الوطني ضرورة لابد منها ومشايخ “الحكمة” أمامهم خيارات مفتوحة لتأسيس حزب جديد

يعد تيار الحكمة من أهم التيارات السلفية على مستوى اليمن، لكنه شهد خلال الفترة الماضية تبايناً واضحاً بين رموزه ومواقف متباينة من الثورة الشعبية، عدد من قياداته البارزة لاسيما التي أعلنت تأييدها للثورة الشعبية شاركت في تأسيس حزب اتحاد الرشاد كأول حزب سلفي في اليمن لكنهم أعلنوا انسحابهم منه ولا يزال سيرهم وخوضهم للعمل السياسي والحزبي يسير ببطء وحذر.

القيادي السلفي طارق عبد الواسع رئيس جمعية الحكمة اليمانية لـ"أخبار اليوم": الحوار الوطني ضرورة لابد منها ومشايخ "الحكمة" أمامهم خيارات مفتوحة لتأسيس حزب جديد
القيادي السلفي طارق عبد الواسع رئيس جمعية الحكمة اليمانية لـ”أخبار اليوم”: الحوار الوطني ضرورة لابد منها ومشايخ “الحكمة” أمامهم خيارات مفتوحة لتأسيس حزب جديد

 ولمعرفة موقف التيار من القضايا الوطنية كان لنا هذا اللقاء مع أحد رموز هذا التيار ورئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة اليمانية الخيرية الشيخ طارق عبد الواسع.. فإلى التفاصيل:

حاوره/ تيسير السامعي

*بداية شيخ طارق! أين يقف التيار السلفي من التغيرات التي يشهدها الوطني العربي، لاسيما بعد ثورات الربيع العربي؟

– التيار السلفي كغيره من مكونات المجتمع يتأثر ويتفاعل مع الأحداث سلباً وإيجاباً وهو يدرك الآثار السلبية الموجود في المجتمع في جميع أجهزة ومكونات المجتمع سواء على مستوى الدولة أو الأحزاب أو المؤسسات أو الأفراد، كما أن الأوضاع العامة في الوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي تحتاج إلى زمن كافٍ لتستقر وتتحسن في ظل إرث تركه الحكام الفاسدون وهو بصفة عامة يؤيد التغيير نحو الأفضل متمثلاً قوله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، والتيار السلفي يشارك بقوة بعد الأحداث لإصلاح واستقرار الأوضاع

* كيف تنظرون إلى وضع اليمن بعد مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق؟ هل تعتقدون أن اليمن تجاوزت مرحلة الخطر؟

– الأوضاع في اليمن نتمنى أن تتحسن يوماً بعد يوم، وفي تصوري أن هناك من يستفيد من تعقيد الأمور داخل اليمن ويحاول أن يصطاد في الماء العكر ولكن باستمرار الحوارات الفكرية والتفاعل مع الواقع ومشاركة جميع اليمنيين في نجاة السفينة والابتعاد عن تأزيم الأوضاع والتفكير في المصالح العليا لليمن واليمنيين سيتم التغلب بإذن الله على كل المصاعب.

* ما موقفكم من الحوار الوطني هل أنتم راضون عنه؟

– الحوار الوطني ضرورة لا بد منه وهو الحل الأمثل لكل القضايا المطروحة على الساحة اليمنية، ولا بد من شمول هذا الحوار لكل فئات المجتمع وعلى رأسهم العقلاء وأهل العلم في كل المجالات الشرعية والمهنية والقانونية والأكاديمية وغيرها، والشعب اليمني شعب مسلم يؤمن بعمق مرجعيته الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فجميع القضايا يمكن أن يتوافق عليها الشعب اليمني على ضوء هذه المرجعية والأهم هو التزام الجميع بالتطبيق ومراقبة أداء الجميع على ما يتفقون عليه.

* عندما انطلقت الثورة الشعبية لاحظنا تبايناً واضحاً في موقف السلفيين من هذه الثورة بين مؤيد ومعارض ومحايد، فما هو ما سر التباين؟

– التباين عند التيار السلفي من الثورة سببه حساسية هذا الموضوع في التصور الفكري حول التغيير والتعامل مع الحكام من خلال النصوص الشرعية الواردة في ذلك؛ فالذي يمنع الخروج على الحكام ينظر إلى ما وردت به الشريعة من المنع من ذلك بسبب الفساد الذي يترتب على الخروج، والذي لا يجيز الخروج ينظر إلى هذه النصوص باعتبار المقاصد والمصالح التي تتحقق من وراء ذلك، ولو تأملت إلى الواقع لوجدت أن ذلك كله موجود وحاصل وأن هذا الخروج لم يكن مرتباً له ولا مدروساً عند كل التيارات، وقد تعاملت كل التيارات بعد ذلك مع هذا الحدث كواقع تجاوز كل الحدود فرضته الممارسات الظالمة على حقوق الشعوب.

* ألا تعتقدون أن هذا التباين قد يكون له أثر سلبي على مستقبل الحركة السلفية في المستقبل لاسيما بعد الإنجازات التي حققتها الثورة؟

– كثير من السلفيين لا يفكرون بطريقة المكاسب والمغانم، خاصة فيما يتعلق بالسلطة والمناصب التي قد يغنمونها من وراء القفز على الأحداث ولا يعني تنزيه السلفيين من وقوعهم في مطامع الدنيا، لكن الحديث عن الدوافع والمنطلقات التي تتبناها التيارات في الساحة العربية والإسلامية ولا يعني ذلك أيضاً أن السلفيين لا يراعون المصالح والمفاسد في تحقيق المطالب الدينية والدنيوية للشعوب والعدل بين الناس، لكن الذي يحركهم في هذه القضايا المبادئ والثوابت التي يقتنعون بها من خلال النصوص الشرعية بالدعوة إليها.

* شيخ طارق! موقفكم من حزب اتحاد الرشاد هل كنت مع أو ضد، هل كان لكم موقف خاص بكم خارج عن جماعة الحكمة؟

– حزب اتحاد الرشاد شارك في تأسيسه مجموعة من مشايخ وقادة وشباب الدعوة السلفية في اليمن بعد الثورة، وهو تجربة جديدة على الدعوة السلفية في اليمن نتمنى وندعو لها بالنجاح.

* هناك شخصيات محسوبة على جمعية الحكمة مثل الشيخ عقيل المقطري ،مراد القدسي، عبد الله بن غالب الحميري، دخلوا في الرشاد وخرجوا مبكرين وعادوا إلى عباءة الحكمة، كيف تقرأ تصرفهم وتراجعهم؟

– المشايخ المحسوبون على جمعية الحكمة اليمانية شاركوا في تأسيس حزب الرشاد ولا تزال الخيارات لديهم مفتوحة في تأسيس حزب جديد أو الشراكة في حزب اتحاد الرشاد، أما جمعية الحكمة فهي جمعية خيرية دعوية تسعى لخدمة المجتمع اليمني وتنميته وهي واحدة من منظمات المجتمع المدني تعمل في كثير من المحافظات اليمنية.

* شيخ! اليوم الوطن يعيش مرحلة مفصلية هامة مهدد بالتشظي، أين السلفيون من قضايا الوطن؟ لماذا صوتكم لا يزال خافتاً؟ ما هو موقفكم من القضية الجنوبية؛ هل أنتم مع خيار الفيدرالية أم لديكم رؤية أخرى لحل هذه القضية؟

– نحن ندرك أن هناك قضايا كبيرة في المجتمع اليمني كالقضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها من القضايا الكبيرة في اليمن، ونحن جزء من هذا المجتمع موجودون في تعز وعدن وحضرموت وصعدة وصنعاء والحديدة وإب وحجة وغيرها من المحافظات اليمنية، ونتأثر بالأحداث كغيرنا ونطمح للمشاركة في الحوار الوطني لوضع رؤيتنا، وبعض قيادات الحكمة من علماء اليمن موجودون في هيئة علماء اليمن وكانوا أيضاً في جمعية علماء اليمن، ونتمنى أن يتوافق اليمنيون على حلول عادلة لكل قضاياهم.

* كيف تقيمون تجربة اللقاء المشترك؟

– اللقاء المشترك لقاء يجمع بين أحزاب وتيارات كبيرة وعميقة في اليمن مارسوا أدواراً ضد النظام السابق كمعارضة واشتركوا في الخروج من الأزمة بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي جنبت اليمن الوقوع في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وكل تجربة تشترك فيها الأحزاب والتيارات للحفاظ على مصالح البلاد العليا والوقوف أمام الهيمنة والسيطرة على سيادة اليمن والحفاظ على مقدراتها ومكتسباتها وتحقيق العدالة بين الناس في ظل عقيدة الشعب اليمني وتحكيم شريعته الإسلامية التي ينتمي إليها، فهي تجربة تقتضي النصرة والوقوف مع قضاياها الجيدة التي تحقق السعادة للشعب اليمني.

* بصفتكم رئيس جمعية خيرية كيف تنظرون إلى مستقبل العمل الخيري في ظل المتغيرات الراهنة؟

– العمل الخيري في اليمن آفاقه واسعة ورحبة، والحاجة إليه كبيرة؛ نظراً لتأخر اليمن في الإدارة المؤسسية الحقيقية والتي تثمر تحسُّن أوضاع الناس ورفع مستواهم المعيشي، والعمل الخيري ضرورة في حياة الناس، ويجب أن يستمر مع كل الظروف بقواعده وضوابطه الصحيحة، وحتى في الدول المتقدمة لم يستغنوا عن العمل الخيري بل إن عدد الجمعيات الخيرية والفعاليات التي تقيمها أكثر وأكبر من الدول الفقيرة والنامية.

المصدر: أخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى