كتابات

القردعي الشهيد الثائر عند الجمهورية

بقلم / عبدالرحمن الاعذل المرادي

لا يزال النزاع قائماً والصراع محتدماً بين دعاة الاستبداد والتفرد بمصائر الشعوب من الإمامين  وبين دعاة الحرية وعشاق الكرامة والمساواة منذ أن وطئت أقدام هؤلاء المدعين للحق الإلهي أرض اليمن ولا تزال طريقة هؤلاء الإماميون مع خصومهم وكل الأحرار لم تتغير مذ أن كشفوا عن مشروعهم السلالي ومذ أن واجهوا أول نقد وأول إعتراض وهي طريقة تشويه خصومهم وشيطنتهم وتلفيق كل دعاية كاذبة بهم حتى يغطوا ويتستروا  على تلك الأسباب الوجيهة و الدوافع النبيلة التي دفعت هؤلاء الثوار الأحرار إلى القيام بثوراتهم والنيل من جلاديهم مهما كانت الهالات الزائفة التي يطلقونها على أنفسهم فلا غرابة اليوم وبعد سيطرة مليشيات الإمامة الحوثية على بعض مناطق اليمن أن تجد قلما هنا أو هناك بين الفينة والأخرى ينال من رموز اليمن ودعاة التحرر ورواد الثورات وذلك بإيعاز من هذه المليشيا الحاقدة على الشعب وجمهوريته أوتزلفا  إليها لعلم صاحب ذلك القلم بميول هذه المليشيات ومدى رغبتها في إزالة كل مايمت للجمهورية والتحرر من الاستعباد والاستعلاء بصلة وهكذا يتم تزوير التاريخ وطمس تاريخ القادة الثائرين .
الشهيد القائد علي ناصر القردعي قائد ثورة 1948الدستورية
صاحب أول طلقة أطاحت بصنمية الإمامة وأزهقت روح رأس الإمامة الكهنوتية بالعاصمة صنعاء وفجرت ثورة 1948الدستورية
والتي كانت بداية المسار  لثورة 26 سبتمبر الخالدة
التي أزاحت الحكم  الإمامي الكهنوتي
ذلكم الشهيد القردعي المرادي البطل الذي هو محل فخر واعتزاز لكل ثائر يمني وعربي حر يأبى أن يعيش حياة الضيم
وينشد عيش الحرية والعزة والكرامة
هو محل إكبار وإجلال لدى الجميع
وسيرته وتاريخه تدرس للأجيال
ومثال للحرية وعدم قبول الظلم في العالم أجمع
ميليشيا الحوثي الكهنوتية بنسختها الإمامية الجديدة تسعى الى طمس تاريخ هذا القيل اليماني العظيم
وتشوه  كل رموز الثورة والجمهورية وقبل ذلك كل ما يمت لعقيدة وهوية الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية
فتصور كل ماهو خير للأمة ويمثل رمزية لثوابتها الدينية والوطنية بأنه شر
فتسعى جاهدة لطمس أفكار الأمة والنيل من أئمتها وقاداتها ورموزها
وتصويرهم بأنهم أشرار فجار
لذا يجب علينا كيمنيين إبراز خطر هذه الجماعة
على اليمن أرضا وإنسانا
والدفاع عمن قدموا دماءهم ثمن لمانحن فيه من نظام جمهوري وما تسنى لنا من خلاله من حياة مدنية وتعليم للجميع ومستشفيات يستطيع كل أبناء الشعب ان يدخلوها بينما كان الوضع أيام حكم الائمة التعليم لأبنائهم والعلاج لهم ولمقربيهم ولأبناء الشعب الجهل والفقر والمرض.
من ذا الذي يدافع عن عصر الأئمة وينبز من ثار عليهم فلايدافع عن عصر الإمام  الا جاهل بحكمهم لم يطلع على شئ من التاريخ، أوحاقد على الجمهورية خصم لدعاة الحرية حرب على من يدعي لنفسه كرامة واعتبار، أو ذو نفس خسيسة وهمة ضعيفة تتوق روحه للعبودية ويستمرئ الهوان ويهنأ بالإذعان ولا يرى لنفس حق أوقرار إلا ما أراده له سيده
أما من كان له أدنى إطلاع بالتاريخ أوطال به العمر فشهد العصرين وكان سليم الفكر والنظر فهو يدرك الفرق الهائل بين ما كان أيام الإمام وما صار من بعدهم وما كل هذا ليقع لولا تلك الدماء الطاهرة والرؤوس الكريمة التي ذهبت ليأتي الشعب وماتت ليحيى الشعب وصبرت على القيود والأغلال ليتحرر الشعب وخرجت من بلادها وصبرت على البعد والاغتراب ليستقر الشعب .
وبقدر عظمة الشخص يكثر أعداؤه ولا غرابة فالشيخ علي ناصر القردعي عظيم بعظم مبدئه وعقديته النقية عظيم بعظم نفسه الأبية ،عظيم بعظم ثوراته الخالدة بعظم سبتمبر وأكتوبر بعظم المثل السامية من حرية وكرامة ومساواة .
القردعي الذي ترجم كل تلك الطموحات والأماني والأفكار إلى فعل مادي وحركة عملية ونتيجة مادية عرضته الى نتيجة يعلمها سلفا وهي الموت فأقبل عليها غير متهيب لها لأنه متكئ على قوة الحق وعدالة القضية.
وإن قتل يحيى حميد الدين قد أجمع عليه أهل الحق والأمانة والديانة وصدرت بذلك أحكامهم وفتاواهم
وعموما فالمسألة قائمة لكل ذي عدل وإنصاف ويستطيع الحكم في كل زمان شريطة أن يقيم الأمور بميزان الحق والإنصاف بين سيرة الأئمة مع هذا الشعب ومطالب أبنائه وأحراره
وسيبقى القردعي رمزاً للحرية وبطلاً لم يخش الظالمين وملهماً لكل مقاومي الطغاة مهما حاول الحاقدون أن ينالوا منه
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كامل

زر الذهاب إلى الأعلى