كتابات

الشرعية اليمنية… والخطوة التالية

🖋 محمد السمان

“منذ اختياركم لمارتن جريفيت كمبعوث خاص لبلادنا ونحن نتعامل معه بكل انفتاح ومصداقية بغرض تيسير مهمته ، وغضضنا الطرف عن الكثير من استفزازته وعملنا على تنبيهه دوما بكل مسؤولية ، ولكن لعله فهم ذلك بشكل خاطئ “

هذه جزء من رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي للأمين العام للأمم المتحدة ،

رسالة  تأخرت كثيراً في الوقت الذي لم تكن شرعيتنا على المستوى المطلوب في تعاملها مع مبعوث حاد عن مهامه الموكلة له وبدأ في أجندة خاصة ومنحازة  للانقلاب المشؤوم  ومحاولة الالتفاف على المرجعيات المتفق عليها وعلى قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ وقرارات ذات الصلة .

وكل ذلك يؤكد ما نقوله و يقوله كل يمني حريص على بلاده  من التحذير من الأجندات المشبوهة والخاصة والتي يراد تتفيذها.

ويؤكد ما يقال أن المبعوث الأممي في الوقت الذي يُفترض أن يكون مبعوثاً أممياً مهمته تنفيذ القرارات الدولية الملزمة وجدناه ينحاز لطرف الانقلاب الحوثي ويحاول الالتفاف على القرارات ويسعى جاهداً لشرعنة مليشيا الانقلاب وتسويق السلام المزعوم والمتوهم والذي يصب في مصلحة الانقلاب على حساب الشعب اليمني الذي يعاني من هذه المليشيا الويلات والجحيم.

ورغم أن الشرعية تساهلت كثيراً مع المبعوث من باب الحرص منها على السلام إلا أنه أصبحت الان ملزمة أمام الشعب بخطوات أكثر جدية وأكثر حزماً ولابد أن تكون دبلوماسيتها الخارجية أكثر فاعلية ، وأما لغة الأستجداء في انتزاع الحقوق لم تعد تنفع.

حتى وإن كان الأمين العام للأمم المتحدة لم يرَ تجاوزات مبعوثه أو كان يغض الطرف عنها أو يريد أن يقنعنا بنزاهة ومهنية مبعوثه فهذا شأنه مع مبعوثه ، أما نحن فقد رأينا وشاهدنا انحياز مبعوثه وتجاوزاته رأي العين،  ثم إن الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لن يعيشا معنا في اليمن وهما قطعاً لن يكونا أعلم ولا أدرى منا بوطننا.

فأمام الشرعية اختبار حقيقي وجدي بعد رسالتها للأمين العام للأمم المتحدة ورده على الرسالة، فالشعب ينتظر الخطوة التالية الأكثر عملية في وقت يحتاج منها الشعب أكثر تحركاً وفاعلية من ذي قبل.

زر الذهاب إلى الأعلى