كتابات

أمريكا بين سياستين

LPL] FL L,SN

*د/ محمد بن موسى العامري

بعد أن سقط الاتحاد السوفيتي أحد قطبي الصراع العالمي وانفراد القطب الأوحد الأمريكي بإدارة الصراعات الدولية وفرض الهيمنة على بقية الشعوب لاسيما الضعيفة منها أو الأشد ضعفاً وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. منذ ذلك الحين والساسة الأمريكان يتخبطون في التعامل مع مخالفيهم منطلقين في ذلك من سياستين لا ثالث لهما : (الأولى) سياسة الفراعنة (ما أريكم إلا ما أرى) (والثانية) سياسة الجبابرة من قوم عاد(من أشد منا قوة) فالمنطق والبرهان لم يعد له مساحة في السياسة الأمريكية !! وبفضل ما لديهم من القوة المادية وما سخر لهم من الأسباب تولدت لديهم غطرسة الاستعلاء والاستخفاف بالشعوب والدول فضلاً عن الأحزاب والأفراد وهو ما أفصح عنه الرئيس السابق (من لم يكن معنا فهو ضدنا) وهي هي (ما أريكم إلا ما أرى) وبناء على ذلك فإن تهمة الإرهاب أو تمويله أو العلاقة به هي الحقيبة الجاهزة لكل من خالف سياستهم أو رفض مشروعهم مهما كان مسالماً! طالما أنه يغرد في غير سربهم وعشهم!! وهذا ما فهمه وأدركه كل من عرف الشيخ عبدالوهاب الحميقاني من عموم النخب السياسية والاجتماعية وغيرها حينما سمعوا بهذه الفرية التي لفقتها أو تلقفتها وأعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية ضد الشيخ الحميقاني. ولست أدري هل هو الغباء أو التغابي، وأنا اميل إلى الثاني الذي دفعهم إلى ذلك؛ لأن من أبسط المقدمات المعلوماتية التي لا تخفى على أحد أن فكر القاعدة يرفض رفضاً مطلقاً أي مشاركة سياسية مع عموم الأنظمة المعاصرة بل يعد ذلك مروقاً من الدين أو ضلالاً وربما أكبر من ذلك!! والشيخ الحميقاني بخلاف ذلك هذا من الناحية الفكرية. وأما من الناحية العملية فلا يعرف إطلاقاً عن القاعدة أنها مارست دورين قتالي وسياسي ما يعني أن معلومات الأمريكان عن الشيخ الحميقاني في غاية الضحالة، إن لم تكن قد تلقفتها من جهات كيدية أرادت بذلك النيل من شخصية الحميقاني أو الحزب الذي ينتمي إليه أو النشاط الخيري الذي عرف به منذ فترة طويلة كما أن هذه التهمة قد وجهت إلى جهات خيرية من قبل كمؤسسة الحرمين في السعودية التي ظهر في ما بعد براءتها من التهمة الأمريكية وكذلك الحال مع جمعية إحياء التراث الكويتية وغيرهم في القائمة كثير!! ولاريب أن سنة الله في الظالمين لا تتبدل وهي تحيط بهم كما أحاطت بأشياعهم من قبل الذين طغوا في البلاد وتعدوا على الخلق وصدق الله (وما هي من الظالمين ببعيد)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس اتحاد الرشاد اليمني

زر الذهاب إلى الأعلى