كتابات

أين نذهب يا أمير المؤمنين؟

بقلم / إبراهيم الاحمدي

تزلزلت الأرض على عهد عمر رضي الله عنه، فقال :
يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده إن عادت لا أساكنكم فيها أبدًا.
فماذا ستقول اليوم لو كنت بيننا ياعمر؟
أنت أردت أن تفارق الناس وتهجرهم لأجل الزلزلة التي حدثت بسبب ذنوب لم تطلع عليها !!!
….
أما نحن اليوم؛؛؛ فأين نذهب يا عمر!
أين نذهب والظلم والقتل وسفك الدماء المعصوم قد طبق الأمة من أقصاها إلى أقصاها ؟!
أين نذهب وما من بلدة ولا حاضرة من حواضر المسلمين إلا وقد شرعت فيها صروح الربا تعلن الحرب على الله في كل ساعة؟!
أين نذهب وأماكن الفجور والمجون قد وصلت كل أقطار المسلمين؛ وصارت مرعية محمية ؛ ومن ينكرها صار هو الخائف أو المنبوذ؟!
أين نذهب وقد فشا الكذب ، وضيعت الأمانة ، وتأنث الرجال واسترجلت النساء ، وعمت الفواحش ، وصار المنكر معروفا والمعروف منكرا ؟!
أين نذهب يا أمير المؤمنين؟!
وإلى أين نفر؟!
أما أجسادنا فهي حبيسة وسط كل هذا الذي ذكرت ، لكن لعلنا نتدارك قلوبنا فنفر بها إلى الله،
وننطرح بها بين يديه ، لعله يعفو عنا ويتوب علينا، ويردنا إلى رحابه ويقبلنا عند جنابه ،
فإنه لم يحصل فيما أعلم أن أبعد الجميع عن أبوابه كما حصل اليوم ، و أخشى أن هذا ما حصل إلا لهواننا عليه ، ولأمور يراها ويطلع عليها وهو بها أعلم.
………….
اللهم إن عذبتنا فبعدلك
وإن رحمتنا فبضلك
اللهم لا بريئون فنعتذر
ولا أقوياء فننتصر
اللهم ارحم من لا يملك إلا الدعاء
وسلاحه البكاء
وعدته الرجاء
خابت الآمال إلا فيك
وانقطع الرجاء إلا إليك
عاملنا بما أنت أهله
ولا تعاملنا بما نحن أهله
لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك.
زر الذهاب إلى الأعلى