أدب وثقافة
لك الحمد يا مولاي

بقلم / فيصل الحفاشي
لك الحمدُ يا مولايَ أن قد حبَوتني
بإدراك سُوقِ الفضْلِ والجُودِ والبِرِّ
فإنِّي أنا المغبونُ حقًا إذا انقَضَى
ولَمَّا أنَلْ مِن سُوقِهِ فائقَ الدُّرِّ
ولمَّا أنَلْ مِن سُوقِهِ عِتقَ سيدي
فما بيَ مِن جهدٍ على النارِ والحرِّ
ولمَّا أنَلْ مِن سُوقِهِ حُلَّةَ التُّقَى
بها أتقِي مِن لفْحَةِ القيظِ والقَرِّ
وإنِّي أنا المغبونُ حقًا إذا غَدًا
يُنَادَى مِن الريَّانِ ذُو الصومِ والصبرِ
وغابَ هناكَ اسْمِي فما ذِيعَ حَينَئِذْ
فِتلْكَ هي الحسْرَاتُ وا ضيعةَ العُمْرِ!
فيا صاحِ سُقْ نفسًا إلى السُوقُ تستَقِي
شَرابًا طهورًا لَا يَغُولَنَّ أو يُزْرِي
وسُقها لكي تزدَادَ زادًا لسَيرِها
وما خيرُ زادٍ واردٍ في رُبَى الذِّكرِ؟!
وإن شئتَ أن تَجْنِيْ مِنَ الرِّبْحِ وفرةً
فتغدو من التُّجَّارِ حقًا بلا فَخْرِ
فدُونَكَ آياتِ الكتابِ وروضَهُ
فهَيَّا لنَنْهَلْ مِن مَعينٍ بلا كُدْرِ
فحرفٌ بعشرٍ تلك يا صاحِ صفقةٌ
عديمةُ مِثْلٍ ما تُرَى سائرَ الدَّهْرِ
ورتِّلْ بضبطٍ مع تأنٍّ وذِلَّةٍ
وحلِّقْ بِفِكْرٍ في سما الحشرِ والنشرِ
ودعْ عنكَ شيطانًا ودُنيَاكَ والهَوَى
فذاكُم هو الثالوثُ للضَّرِّ والشَرِّ